العالم - خاص بالعالم
اسباب انطلاق عملية طوفان الاقصی
قال عضو المکتب السياسي لحرکة حماس، اسامة ابوحمدان في "لقاء خاص" بقناة العالم ان أهم الظروف التي أحاطت بعملية 7 أکتوبر، کان المخطط الاسرائيلي الذي وُضع علی طاولة التنفيذ من أجل تصفية القضية الفلسطينية. وقد بدأ تنفيذ هذا المخطط مع مجيئ حکومة بنيامين نتنياهو.
وأوضح ابوحمدان ان هذا المخطط کان يقتضي الاستيلاء علی المسجد الاقصی وتهويد مدينة القدس وتوسيع الاستيطان في الضفة والاستيلاء علی المنطقة المسماة بـ"جیم" وهي منطقة تمثل حوالي 60 بالمئة من مساحة الضفة، ووضع غزة تحت الحصار والعمل لتصفية المقاومة ثم الانتقال بموازاة ذلک الی بناء تحالف اقليمي يساعد في تصفية القضية الفلسطينية ومواجهة قوی المقاومة والقوی الحرة في المنطقة. لذلک کان لابد للمقاومة ان تقوم بخطوة دفاعية استراتيجية من أجل تعطيل المشروع الاسرائيلي بل ايقافه والانتقال الی مساحة جديدة من الاشتباک مع العدو أو احداث نقلة في الصراع مع العدو. وهکذا جاءت عملية طوفان الاقصی.
عام علی عملية طوفان الاقصی
وعن تقييمه لعام من المقاومة بعد انطلاق عملية طوفان الاقصی قال اسامة حمدان:"بعد عام من انطلاقها، نجد ان هذه العملية رغم بطش العدوان ورغم شراسة استهداف المدنيين من أبناء شعبنا الا انها نجحت في تعطيل المشروع الاسرائيلي، ونجحت في اعادة الصراع الی مربعه الاساس، انها قضية تحرر وطني ويجب ان يزول الاحتلال وبدأنا نسمع صوتاً يخرج حتی في الغرب الذي دعم الاحتلال دائماً يتحدث ليس عن دولة فلسطينية بل عن تحرير فلسطين من البحر الی النهر. صحيح انه لايزال صوتاً شعبياً وليس صوتاً رسمياً لکن هذا الصوت کان له أثره في محطات انتخابية في أکثر من دولة. ووجدنا انه حتی الذين راهنوا علی إسرائيل أو کانوا يراهنون علی اسرائيل في المنطقة يتراجعون ويعيدون النظر في رهاناتهم. لذلک بعد عام من العملية اعتقد انني استطيع ان أقول بکل ثقة ان الهدف الذي من اجله انطلقت هذه العملية أثبت نفسه وکشفت هذه العملية بوضوح ان هزيمة الکيان الصهيوني وهزيمة جيشه الذي قيل انه لايقهر أمر يمکن تحقيقه.
تحالفات اقلیمیة لتصفية القضية الفلسطينية
وأشار حمدان الی مؤامرات کانت تحاک قبل انطلاق عملية طوفان الاقصی لتصفية القضية الفلسطينية قائلاً: الادارة الاميرکية کانت تتکلم بوضوح عن تأهيل الکيان الصهيوني ليصبح کياناً طبيعياً في المنطقة ولذلک اعتمدت استراتيجية من ثلاثة مسارات، المسار الاول هو مسار التطبيع وصنعت للتطبيع ثوباً جديداً مختلفاً سمته الاتفاقيات الابراهيمية في محاولة لإلباس اتفاقيات التطبيع ثوباً دينياً لإدراکهم ان اليوم الحضور الأساسي في الساحة هو للإسلام في ساحة المقاومة وفي ساحة السياسة في منطقتنا وبالتالي حاولت ان تصنع مساراً للتطبيع تبلسه ثوباً وکأنه دينياً وکان هذا المسار الاول.
وأضاف حمدان: المسار الثاني کان تفکيک منظومات القوة في المنطقة ولذلک وجدناه يستهدف دولاً تطبع مع الکيان أو لها علاقات معه کمصر يجري استهدافها واضعاف دورها وتقليص نفوذها والحرب عليها في مجالات مختلفة، دعم بناء سد النهضة علی نهر النيل ليتم التحکم بجرعة الماء التي يشربها المواطن المصري.
وتابع قائلاً: المسار الثالث في إعادة التموضع هو بناء تحالفات جديدة في المنطقة بين الکيان الصهيوني ودول اخری تحت عناوين عديدة وتفکيک المنظومات الاقليمية، فيجري اضعاف دور الجامعة العربية علی ضعف دورها، ثم يجري الحديث عن بناء منظومة لأمن البحر الاحمر، تکون اسرائيل حاضرة فيه الی جانب کل الدول، فيما ان کل الدول المطلة علی البحر الاحمر هي دول عربية ودول مسلمة کاليمن والسودان واريتيريا ومصر والسعودية والاردن، فيجعلون اسرائيل معهم، يتکلم عن منظومة للشرق المتوسط ويضع فيها دولاً کمصر ويترک الباب فيها موارباً اذا ارادت بعض الدول الدخول اليها کسوريا وقبرص وکل هذا لمحاولة بناء منظومات جديدة علی صعيد المنطقة تجعل الکيان الصهيوني أساسياً فيها.
وکشف عن ان هذه المحاولات الخطيرة جاءت لتقديم الکيان الصهيوني ککيان طبيعي في هذه المنطقة، موضحاً ان المؤسف ان بعض الاطراف في المنطقة بدأت تتجاوب مع هذا الامر وتتعامل معه وکأن هذا الکيان الصهيوني أمر واقع لامفر من التعامل معه ولامفر من أن يکون طبيعياً في المنطقة.
مواجهة التطبيع أو رفض وجود کيان الاحتلال في المنطقة
وعن استمرار محاولة بعض الدول لتطبيع علاقاتها مع کيان الاحتلال قال حمدان: أکبر من مواجهة التطبيع، نحن نريد ان نواجه بقاء هذا الکيان في المنطقة، من الطبيعي ان تری بعض الدول مصالحها في الارتباط مع الکيان الصهيوني، لکنني اعتقد انه اليوم حتی الدول التي راهنت علی العلاقة مع الکيان، تسأل من نفسها سؤال: کيف سوقت الادارة الاميرکية الکيان الصهيوني؟ سوقته علی أنه قوة لاتقهر اذاً يمکن توفير حماية. في ظل طوفان الاقصی الکيان الصهيوني عاجز عن حماية نفسه، في انه متقدم اقتصادياً، فلولا الضخ المالي الهائل من قبل الولايات المتحدة الاميرکية لانهار الکيان الصهيوني، أمنياً المقاومة نجحت في تنفذ هذه العملية الکبری والاحتلال يراقب غزة المحاصرة علی مدار الساعة. سياسياً اليوم ينکشف وجه اسرائيل المجرم، فرأينا کيف يرتکب جرائم لاتتعلق بالصراع ولا باشتباکه مع المقاومة. استهداف المدنيين في غزة وما حصل في الايام الماضية في لبنان من تفجير اجهزة البيجر واجهزة الاتصال التي اصيب فيها عناصر وکوادر من أبناء المقاومة في حزب الله ولکن هناک أيضاً عدد لايقل عنهم من المدنيين العاديين اصيب ولم يکن يفرق بينهم. مثل هذا الکيان الذي يرتکب کل ذلک، الرهان عليه يتراجع. اذا کان البعض لايريد ان يری هذه الحقائق فهذا شأنه لکنني اقول وبکل صراحة ان معظم الذين کان رهانات علی الکيان عندهم تردد الان وبکل تأکيد مآلات المعرکة ستثبت صحة موقف المقاومة ويحسم هذا التردد لصالح رفض التطبيع والرجوع عنه ان شاء الله.
الصراع مع الکيان الصهيوني، صراع أمة
واعتبر القيادي في حرکة حماس ان الصراع مع الکيان الصهيوني صراع أمة وصراع المنطقة بأسرها، مؤکداً ان أي انسان حريص علی مستقبل صحيح لنفسه ودولته ووطنه وشعبه لايمکن ان يقبل بوجود هذا الکيان ولايمکن ان يقبل بوجود هذا التهديد الدائم للاستقرار في المنطقة. الان فلسفتنا في هذا اننا نقوم بواجبنا في مواجهة الاحتلال ونحن نثق ان امتنا بالمجموع العام علی مستوی الشعوب هي أمة تنحاز الی القضية الفلسطينية وانه علی المستوی الرسمي هناک قوی ودول محددة هي التي تبادر في دعم المقاومة لکن القرار في هذه المعرکة کان قراراً فلسطينياً وانا اريد هنا ان اقول ان کثير من الناس يفهمون طبيعة التحالف داخل محور المقاومة علی انه صيغة من صيغ التبعية والتوريط في حين ان صيغة هذه العلاقة هي قائمة اصلاً علی انسجام والمبدأ الاساس وهو اننا نسعی لکي تستقل هذه الامة وتنهض هذه الامة وان أکبر عنوان لنهضتها واستقرارها هو زوال الاحتلال في ارض فلسطين. وبالتالي سرعان ما استجاب محور المقاومة للمبادرة التي قامت بها حماس. يوم 7 أکتوبر بدأت العملية واخواننا في حزب الله يوم 8 أکتوبر انخرطوا في هذه العملية. الجمهورية الاسلامية من اللحظة الاولی اعلنت تأييدها للعملية. اخواننا في حرکة انصار الله في اليمن تحرکوا مباشرة رغم بعد المسافة ورغم ما يعانون نتيجة سنوات طويلة من الحصار والعدوان، تحرکوا مباشرة والمقاومة في العراق رغم کل تعقيدات المقاومة في العراق تحرکت والکل قدم مساهمة في هذه المعرکة لأنه يدرک ان هذه معرکة الجميع ورأينا کيف أن الکيان الصهيوني رغم کل الشراسة والعدوانية التي يمارسها يتعزز مأزقه يوماً بعد يوم ولايجد لنفسه مکاناً داخل هذه المنطقة وهناک فقدان للثقة داخل الکيان الصهيوني، سواء بالجيش الذي راهن الجميع علی انه يوفر حماية لهذا التجمع الصهيوني او بالاقتصاد الذي کان يوفر رفاهاً، بل السؤال اليوم داخل الکيان هو حول مستقبل هذا الکيان فيما اذا کان قادراً علی النهوض ولذلک أقول اليوم في ظل طوفان الاقصی وبعد ان اثبتت المقاومة في فلسطين ومحور المقاومة بشکل عام ان هذه المعرکة يمکن ان تحقق اهدافاً کبری، السؤال برسم الجميع ماهو موقفهم ما هو دورهم. هل يريدون التوقف علی قارعة الطريق لمراقبة المشهد ام يريدوا الانخراط في شرف المواجهة وشرف تحقيق النصر، الخيار لهم.
توقيت عملية طوفان الاقصی
وعن توقيت عملية طوفان الاقصی قال حمدان: التوقيت لم يکن صدفة، فقد حددته قيادة المقاومة، وتحديد التوقيت کان له أسباب تتعلق بطبيعة وضع الکيان الصهيوني يوم السابع من أکتوبر کان هو يوم رأس السنة العبرية، کما يسمونه يوم الغفران وبالتالي في حالة استرخاء في المؤسسة الأمنية والعسکرية وايضاً هناک مايتعلق بجهوزية المقاومة واستعداداتها وبالتالي جری حساب هذه العملية في قيادة المقاومة ونعتقد انه ساعد في تحقيق نتائج مهمة في اليوم الاول للمعرکة.
إقرأ ايضاً.. اول طوفان يستمر لمدة عام
هل کانت تتوقع حماس هذا الرد الهيستيري من کيان الاحتلال؟
أکد اسامه حمدان ان عملية طوفان الاقصی، ليست اول معرکة تخوضها المقاومة ضد الاحتلال، موضحاً ان هناک خاضتها المقاومة في فلسطين وهناک معارک خاضتها المقاومة في لبنان، فما الذي فعله الاسرائيلي في تموز عام 2006، وماذا فعل عند عدوانه عام 2008 علی غزة، وماذا فعل عند عدوانه عام 2014 خلال 51 من الاستهداف لغزة وتدميرها ومحاولة التخلص من المقاومة.
وأضاف حمدان: عندما تواجه الاحتلال تسأل نفسک سوالاً مهماً: هل المعرکة بدأت يوم 7 أکتوبر؟ الحقيقة ان المعرکة بدأت يوم 15 أيار عام 1948 مع الکيان الصهيوني وقبلها بثلاثين سنة مع الاحتلال البريطاني. علی مدی کل هذا التاريخ، اذا قتلت يقتلک العدو، واذا لم تقاتل يقتلک العدو، الضفة علی سبيل المثال تحکمها السلطة وتسيطر عليها اجراءات التنسيق الامني، في العام الذي سبق طوفان الاقصی، کان هناک 500 شهيد في الضفة بمعنی انهم قدموا کل يوم شهيدين. الاسرائيلي يريد ان يتخلص منک، المشروع الذي تحدثت عنه؛ تصفية القضية الفلسطينية؛ کان يخطط لتهجير مليوني فلسطيني من الضفة ومليون فلسطيني من غزة وسموتريتش علناً قال امام البرلمان الصهيوني ان تهجير هذا العدد هو الذي سيضمن بقاء اسرائيل وان الباقين عليهم ان يقبلوا بأنهم رعايا من الدرجة الثانية او ان يرحلوا او يُقتلوا. اذاً المعنی انه انت تُقتل في کل الاحوال، فخير لک ان تقاتل، لأنک بالقتال ستدفع عدوک الی الوراء وسيتراجع، فنحن عندما خضنا المعرکة کنا نعرف انه سيکون هناک رد فعل اسرائيلي.
وأکد انه اذا عبر الاسرائيلي کل الخطوط الحمراء واستهدف المدنيين وقتل النساء والاطفال، من غير المنطقي ان تلوم المقاومة علی ذلک، وينبغي ان تلوم القاتل وان تأخذ علی يد المجرم، لأنه ببساطة شديدة اذا خضعنا لمنطق "اذا قاتلتم العدو فسيقتلکم فعليکم ان تتوقفوا" هذا يعني الاستسلام للعدو وهذا أمر غيرممکن ولايوجد شعباً في هذا العالم تحرر الا عندما قاوم الاحتلال، واتحدی ان تذکر لي شعباً واحداً خضع للاحتلال ثم تحرر دون مقاومة. ولذلک نحن لسنا خارج هذه المعادلة، نحن سنقاوم. في عام 93 عندما شن الاحتلال عدوانه علی جنوب لبنان واستهدف المقاومة، لم يکن يتخيل احداً انه بعد سنوات سيهزم هذا الاحتلال ويفر هارباً من جنوب لبنان. اليوم هذا الاحتلال يبطش بالشعب الفلسطيني في غزة والضفة وربما هناک الکثير لايعتقدون ان هذا الاحتلال سينتهي وانا اعتقد اننا لن نحتاج الی 7 سنوات وسيزول هذا الاحتلال عن ارض فلسطين ان شاء الله تعالی.
نموذج فاعل في ادارة عمل المقاومة
ووصف القيادي في حماس، قيادة حرکته بالموحدة، موضحاً ان القيادات الميدانية تسير ضمن الاستراتيجيات العامة للحرکة وتفاصيل الاشتباک مع العدو ترتبط بهذه الاستراتيجيات. في التفاصيل، من الطبيعي ان يتحکم بها الميدان، لکن في الاطار الکلي اننا في حالة اشتباک مع العدو وان هناک عملية کبری ضد العدو هذا بکل تأکيد کان محل توافق، تفاصيل التوقيت والخطط والبرامج هذا خيار باختيار قيادة المقاومة لتقوم بتنفيذه وهذه صيغة عمل قائمة داخل الحرکة منذ عقود وهي تنجح بفضل الله في کل مرة. طبيعة العدو وقتالنا، طبيعة تشتت الشعب الفلسطيني بين الداخل والخارج، طبيعة الحصار المفروض علی قطاع غزة والقيود المفروضة في الضفة.. الضفة مقطعة الاوصال نتيجة الحواجز العسکرية. البعض يظن ان الامور سهلة، کل هذه التعقيدات في البيئة الفلسطينية جعلتنا نصنع نموذجاً لإدارة عمل المقاومة لايزال حتی اللحظة فاعلاً ويحقق النتائج والاهداف المرجوة وبالتالي قصة القرار بالنسبة لنا واضحة وعندما يؤخذ القرار، هو قرار الحرکة بخوض هذه المعرکة.
الوفد المفاوض، وفد حماس، ام وفد المقاومة؟
وعن وفد التفاوض مع الاحتلال، أوضح القيادي في حرکة حماس ان هناک تفاهم داخل قوی المقاومة خاصة بين الاخوة في الجهاد الاسلامي وحماس والجبهة الشعبية، علی ان الوفد المفاوض، يفاوض بالنيابة عن الجميع وحاولت بعض الاطراف ان تثير شيئاً من هذا فسمعوا کلاماً واضحاً من قيادة الجهاد، الاخ المجاهد ابوطارق زياد نخالة حفظه الله وايضاً نائب الامين العام للجبهة الشعبية، ان هذا الوفد مفوض منا جميعاً وبالتالي الوفد يفاوض باسم المقاومة والتواصل علی صعيد المقاومة ايضاً قائم. ايضاً هناک تشاور مع حلفائنا وهذه حقيقة لکن نحن نقرر في النهاية ما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وقد وضعنا حدوداً لهذه المصالح وقلنا للوسطاء من اليوم الاول أي اتفاق لايضمن وقفاً کاملاً للعدوان وانسحاباً شاملاً للاحتلال واغاثة دون قيود واعماراً دون ضوابط يعني اسرائيل لاتتحکم به، وصفقة تبادل مقبولة نحن لايمکن ان نقبل به. والوسطاء وجدوا التزاماً من حماس بهذه القواعد فيما بالمقابل موافقة ثم تراجعاً، رفضاً وکذباً والتفافاً کما هي طبيعة الکيان الصهيوني في کل مرة. الذي ساعد الکيان الصهيوني ان يواصل محاولاته والاعيبه هو غطاء امريکي سياسي، فعلی صعيد مجلس الامن الدولي وفر له حماية، وعلی الصعيد الدولي ايضاً منع أية مواقف ضد هذا الکيان وسلاحاً وعتاداً يزود به کل لحظة وتمويلا ولو لاذلک لما صمد الکيان في هذه المعرکة. لذلک انني اعتقد ان المقاومة اليوم وهي تفاوض، تفاوض من موقع ان هناک اهدافاً وطنية يجب ان تتحقق وبدون تحقيق هذه الاهداف لايمکن بحال من الاحوال ان نصل الی اتفاق.
مقترح الخروج الامن لقيادة حماس من قطاع غزة
واعتبر حمدان مقترح الخروج الامن لقيادة حماس من قطاع غزة، موضوعاً طُرِح فقط في الاعلام الاسرائيلي، مؤکداً ان لاأحد يجرؤ ان يتحدث معنا بهذا الکلام، فأولاً هؤلاء يعرفون ان قيادة المقاومة لو کانت تطلب السلامة لنفسها لما انخرطت اصلاً في المقاومة ولو کانت تطلب السلامة لنفسها لما نفذت عملية بهذا الحجم وهم يفهمون ايضاً ان ابناء المقاومة ورجالها مستعدون للشهادة الف مرة علی ارض فلسطين ولا ان يغادروا ارض فلسطين مرة واحدة. الان هناک محاولة للقياس عند هذا الاعلام الصهيوني في اطار الدعاية الرخيصة والتضليل، انه في عام 82 انسحبت القيادة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية من بيروت الی تونس؛ هذه معادلة مختلفة تماماً. نحن اليوم نقاتل علی ارضنا والذي ينبغي ان يغادر هو الاحتلال وليس نحن. نحن سنظل راسخين في هذه الارض، سنظل مقاومين علی هذه الارض وسنظل صامدين علی هذه الارض، حتی تتحرر ان شاء الله تعالی وکل تضحية تقدم في هذا السبيل وفي هذه المعرکة هي تقربنا من النصر تضعف الاحتلال وتقوينا بإذن الله سبحانه وتعالی.
مقترحات مرحلة مابعد العدوان علی غزة
وحول الحديث عن مرحلة ما بعد العدوان ومقترحات منها عودة السلطة الفلسطينية الی غزة، او نشر قوات أممية او عربية فيها؛ قال حمدان: نحن لدينا موقفاً واضحاً وثابتاً منذ البدايات. اولاً مصطلح "اليوم التالي" هو مصطلح مخادع حاولت الادارة الاميرکية ان تسوقه علی قاعدة ان المقاومة ستهزم سريعاً ومع الاسف ابتلع البعض هذا الطعم وصار يتعامل وکأن المقاومة ستهزم. لکن بعد اسبوع واسبوعين وشهر وشهرين اکتشف ان المقاومة مستعدة للصمود، بل هي قادرة علی الصمود وهي تؤذي العدو وبالتالي بدأ يتراجع الحديث حول هذا المصطلح لکن بدا واضحاً ان هدف المصطلح هو انهاء وجود المقاومة سياسياً بعد ان ظن هؤلاء انهم يمکن ان ينهوها عسکرياً، لکنهم فشلوا عسکرياً في ذلک وحاولوا بناء ادارة مدنية عميلة للاحتلال وفشلوا في ذلک ايضاً وفوجئوا أمام صلابة وتمسک الشعب الفلسطيني بمقاومته رغم هول الاذی والعدوان. جری اقتراح تشکيل قوة اممية وغيرذلک، نحن قلنا موقفاً واضحاً وأبغناه للجميع: اي قوة تأتي الی قطاع غزة لتشارک في العدوان أو تحمي قوات الاحتلال، سنتعامل معها بأنها قوة احتلال بغض النظر عن الدين والعرق والهوية وسنقاتلها کما نقاتل الاحتلال ولذلک سقط هذا المشروع.
"اليوم التالي" هو يوم فلسطيني
وأکد القيادي في حرکة حماس ان "اليوم التالي" هو يوم فلسطيني، مشيراً الی ان اليوم الفلسطيني يجب ان يکون قائماً علی أسس واضحة. نحن کحماس لانريد ان نستأثر (بالحکم)، نحن عندما فزنا في الانتخابات دعونا لتشکيل حکومة وحدة وطنية، وکل محاولاتنا للمصالحة کانت ترتکز الی قاعدة تشکيل حکومة وحدة وطنية لکن علی قاعدة مشروع مقاوم، اليوم قلنا لجميع القوی الفلسطينية، تعالوا نتفق علی تشکيل حکومة وحدة وطنية. اذا لم يکن هذا ممکناً فحکومة وفاق وطني فلسطيني، حکومة تعيد بناء غزة وتجهز لانتخابات عامة فلسطينية يختار من خلالها الشعب الفلسطيني من يقوده. تحاورنا طويلاً، ذهبنا الی الصين، ابرمنا اتفاقاً علی هذا الاساس، والاتفاق ينص علی تشکيل حکومة توافق وطني فلسطيني يبقی ان ننفذ ذلک، نحن لم ننفذ ذلک من خلال املاءات امريکية ومطالب اسرائيلية، هذا قرارنا الفلسطيني. الان نتحاور في آلية التنفيذ بکل تأکيد. نحن نريد ان نحافظ علی وحدة الوضع الفلسطيني سياسياً. لانريد ان يتفکک الموقف الفلسطيني، لکن ايضاً الموقف الفلسطيني لايتوحد الا بالمقاومة، نحن اختلفنا علی التسوية، اليوم المقاومة في غزة، والمقاومة في الضفة، والمقاومة في الوسط الفلسطيني هي التي تجمع الشعب الفلسطيني، تعالوا نشکل حکومة علی هذا الاساس وهذا الذي نمضي فيه واظن ان هذا هو الذي سيکون ان شاء الله تعالی.
مستقبل المقاومة في الضفة الغربية
وقال عضو المکتب السياسي لحرکة حماس، ان الکيان الاسرائيلي بذل جهوداً کبيرة منذ عام 2007 واستقدم جنرالات امريکيين علی رأسهم الجنرال دايتون ووضع مشروعاً لتطبيع المواطن الفلسطيني وتهجين الموقف الفلسطيني واخضاعه ليصبح خاضعاً للاحتلال قابلاً به. هذا الکلام، کان في عام 2007، نحن اليوم في عام 2024 ونحن نتکلم عن مرور 17 عام من هذا المشروع. اليوم الذي يقاتل الاسرائيلي، هم الشباب الذين أعمارهم 18، و19، و20 سنة الذين عاشوا في ظل مشروع دايتون، هذا ابلغ رد علی کل من يظن ان الشعب الفلسطيني ممکن ان يستسلم. الذين يقاتلون هم الذين عاشوا في ظل اوسلو من جهة وفي ظل دايتون من جهة اخری. انا اعتقد ان کل محاولات وأد المقاومة في الضفة ارتطمت اليوم بالجدار، صحيح انه مرت فترة کانت الامور فيها قاسية وکان امتلاک قطعة سلاح قد يودي بصاحبه، لکن اليوم الاسرائيلي يخوض عملية عسکرية واسعة في شمال الضفة في مدنها الرئيسية في نابلس وجنين وطوباس وطولکرم ورغم ذلک لايستطيع ان يخضع هؤلاء ويفاجأ بتکتيکات جديدة للمقاومة ويخرج بقتلی وجرحی ويقول بکل وضوح ان کل التنسيق الامني لم يستطع ان يمنع هؤلاء من المقاومة. انا اعتقد ان الضفة مقبلة علی مساحة زمنية وجغرافية واسعة من المقاومة والضفة ستکون بإذن الله هي ما يطفئ نار هذا المشروع الاسرائيلي ان شاء الله.
شاهد ايضاً.. قناة العالم تغطي عاما كاملا من الابادة والتطهير العرقي في فلسطين