العالم - خاص بالعالم
هي ليست حرب إبادة ضد شعب يتعرض للاحتلال منذ عقود، بل هي بنظر الإسرائيلي حرب ضد دين بأكمله من خلال استهداف مكون أساسي في هذا الدين.
وإذا كان لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال منذ عام ضد الفلسطينيين واللبنانيين فائدة، فهي أنها كشفت مشروع الاحتلال التوسعي على أساس نظريات عنصرية تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو وكل الحكومات السابقة.
من هنا جاء عرض القناة الـ14 العبرية صورة لمراجع دينية إسلامية وقادة للمقاومة في سياق تبنيها لأهداف تعتبرها أساسية في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال.
والجديد في هذا المشروع، المجاهرة بالعداء لكل ما يرتبط بهذا المكون الإسلامي، لاسيما نشر صورة المرجعية العليا في العراق بشخص آية الله السيد علي السيستاني باعتباره هدفا لآلة القتل والإبادة الإسرائيلية.
وبغض النظر عما إذا كانت هذه الصورة بأمر سياسي أم اجتهاد شخصب للقناة العبرية، فإن رفع السقف بهذه الطريقة يضع الشارعين العربي والإسلامي أمام استحقاق خطر ووجودي بسبب انفلات الرادع أمام الإسرائيلي.
وفي انطلاقا من هذا الواقع سارعت الحكومة العراقية إلى التحذير من خطورة هذه المحاولات المستندة إلى خلفية فطرية عنصرية، ما يعني توسيع دائرة العدوان وتعريض الامن والسلم الدوليين الى تهديد حقيقي. الحكومة العراقية أكدت أن التهديدات الإسرائيلية لن تغير من موقف العراق الثابت ازاء القضايا المصيرية.
وفيما أدانت الرئاسة العراقية التهديدات الإسرائيلية والمساس بالمرجعية العليا، حذرت جهات سياسية ورسمية وشعبية عراقية من أن أي مساس بالمراجع العليا الإسلامية وبقادة محور المقاومة، سيعني نهاية الاحتلال، وفتح الباب أمام المعركة الأخيرة التي ستشهد نهايته.
في المقابل، خرجت دعوات لوضع استراتيجية إعلامية وفكرية موحدة لمواجهة الأفكار العنصرية التي يتبناها الاحتلال لتنفيذ أجندته الإجرامية والتي تطال كل المنطقة، من أجل جرها إلى حرب تغرق المنطقة والعالم بالدماء إنقاذا لنتنياهو ومشروعه المدعوم من الولايات المتحدة ودول غربية.