العالم - الخبر و إعرابه
-لم يعد هناك من يؤمن ان الكيان الاسرائيلي، قادر على البقاء اتكالا على قواه الذاتية، فبعد معركة طوفان الاقصى، وخلال العام المنصرم، تبين للجميع، عدا المطبعين العرب، ان كل العوامل التي تساهم في استمرار بقاء هذا الكيان، هي من خارجه، فلولا امريكا والغرب، لكان هذا الكيان قد اصبح شيئا من التاريخ منذ زمن طويل.
-قبل يومين، وتحديدا قبل يوم واحد من الخبر الذي نقلناه عن القناة 12 العبرية، رأى العالم كيف كان وزير الحرب في الكيان الاسرائيلي يواف غالانت، يستجدي وبطريقة مخزية، المساعدة من امريكا، لحمايتها من إيران، حيث نقلت وسائل اعلام في الكيان الإسرائيلي، عن غالانت قوله لوزير الخارجية الامريكي انتوني بليكن يوم الثلاثاء الماضي، "إن اسرائيل تعول على دعم واشنطن بعد مهاجمتها إيران، فوقوف امريكا الى جانب اسرائيل سيعزز الردع الإقليمي"!!.
-الطائرات التي يستخدمها الكيان الاسرائيلي في العدوان على غزة ولبنان واليمن وسوريا، والقنابل التي يلقيها على الشعبين الفلسطيني واللبناني والتي تصل زنة الواحدة منها طن، كلها امريكية، والاقمار الاصطناعية واجهزة الاستخبارات والرادارات وطائرات التجسس وانظمة الدفاع الجوي، التي تعمل ليل نهار منذ عام كامل هي امريكية، حاملات الطائرات والبوارج الحربية والغواصات التي تجوب بحار المنطقة، للدفاع عن الكيان الاسرائيلي، هي امريكية وبريطانية وفرنسية والمانية، هذا بالاضافة الى ارسال امريكا الالاف من الجنود الى المنطقة ومنهم من شارك بالعدوان على غزة بشكل مباشر والى الان، وكذلك فتح خزائن امريكا للكيان، كل ذلك حدث وامريكا شلًت المنظمات الدولية، لمنعها من وقف وحشية "اسرائيل"، كل ذلك حدث ومازال نتنياهو وغالانت وهاليفي، يتحدثون وبكل وقاحه عن "قوتهم وقوة جيشهم!!.
-اليوم يمر 23 يوما على عملية الوعد الصادق 2 التي قصفت فيها ايران القواعد العسكرية في الكيان الاسرائيلي والحقت اضرارا جسيمة بها، بينما مازال نتنياهو يزبد ويعربد، ويهدد بان كيانه سيرد على ايران "ردا قاسيا". لسنا بحاجة لنكرر ان الكيان ، الذي وصفه زعماؤه بانه كلب مسعور، ما كان لينتظر كل هذا الوقت للرد، وهو الذي عادة ما يبدا العدوان على دول المنطقة، دون اي مقدمات او تهديدات، لو كان يعلم ان ايران حالها حال باقي الدول الاخرى، فهو يعلم وقبل ذلك مشغليه الامريكيين، ان ايران سترد على كل عدوان، دون ادنى تردد، ولا يثنيها وقوف امريكا الى جانب الكيان الاسرائيلي، وهذا بالضبط هو الذي جعل الثنائي الامريكي "الاسرائيلي"، يفكر الف مرة قبل ارتكاب اي خطأ ضد ايران، وهو امر لم يألفه هذا الكلب المسعور، كما كان يحلو لوزير الحرب السابق في الكيان الاسرائيلي موشيه دايان، ان يصف به كيانه، فهناك قوة اليوم يمكنها ان تهشم اسنان هذا الكلب، الذي اعتاد ان ينهش بالجميع دون خوف، بتحريض وتشجيع من مربيه الامريكي.
-ان كل ما قيل، في امريكا والكيان الاسرائيلي، خلال اكثر من ثلاثة اسابيع، عن اسباب تأخر الرد "الاسرائيلي" على الهجوم الايراني، جاء للتغطية على خوف هذا الثنائي من ردة فعل ايران، فقط لاغير، اما الخلاف بين بايدن ونتنياهو، ومحاولات الاول لثني الثاني عن مهاجمة منشآت الطاقة والمنشآت النووية في ايران، والاكتفاء باهداف ثانوية، وان الكيان الاسرائيلي كان يحضر للهجوم عبر تعزيز دفاعاته الجوية، و..، كلها ذلك كلام في كلام، فالتأخير سببه الخوف حصرا، فالثنائي المرعوب، يبحث عن هدف لا يشكل استهدافه استفزازا لايران، وان يحفظ ماء وجه امريكا وصنيعته "اسرائيل" الذي اراقته ايران في الوعدين الصادقين الاول والثاني.