العالم _ لقاء خاص
تقدم الجيش السوداني في كافة المحاور خاصة في العاصمة
وقال الشريف حول نتائج الحرب في السودان: كانت احدى صعاب هذه الحرب انها لم تكن حربًا تقليدية، بل كانت حرب مدن، وهكذا حرب تدور من منزل الى منزل ومن موقع سكن الى موقع آخر ومن عمارة الى عمارة اخرى، ولذلك تأخرت المرحلة ما قبل الاخيرة من الحرب وهي خروج القوات المسلحة الى مواقع تواجد ميليشيا الدعم السريع، مضيفا: نحن الان تقريبا في المرحلة الاخيرة والقوات المسلحة استطاعت ان تبسط سيطرتها على اغلب مناطق السودان ماعدى دارفور التي حتى هذه اللحظة تسيطر عليها قوات الميليشيا المتمردة، وان شاءالله في الفترة القادمة نستمع الى قيام القوات المسلحة بتحرير كامل المناطق السودانية.
اقرأ ايضا.. الجيش السوداني يعلن السيطرة على محاور الفاشر ويطوق القصر الرئاسي في الخرطوم
الخطط المطروحة لمرحلة مابعد الحرب
وبشأن مرحلة مابعد الحرب، أوضح الشريف: هناك خارطة طريق طرحها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان واوضح انه بعد ان تنتهي الحرب بانتصار القوات المسلحة السودانية سيكون هناك تعديلا للوثيقة الدستورية بحيث يتم تعيين رئيس وزراء ومجلس وزراء لفترة انتقالية وسيكون هناك حوار سوداني – سوداني بدون اقصاء لأي حزب او مجموعة. هذا الحوار من المتوقع ان يحدد بشكل قاطع مستقبل الحكم في السودان وتنتهي الفترة الانتقالية بانتخابات حرة نزيهة سيقرر فيها الشعب السوداني من يحكمهم.
من هي القوى الوطنية التي تريد الخرطوم اجراء محادثات معها للتوصل الى حل سياسي في السودان؟
واعتبر وزير الخارجية السوداني الحوار السوداني – السوداني حوارا مفتوحا وشاملا لكل القوات السودانية بدون اقصاء لأي قوة سياسية، بمعنى ان كل القوى والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل القوى التي شاركت في الثورة والحرب الاخيرة ستكون لها فرصة للدخول في هذه المفاوضات للتوصل الى صيغة يتفق عليها حول مستقبل الحكم في السودان.
وردا على سؤال "الحلول السياسية هي لمرحلة مابعد الحرب ولكن الان الميدان هو الذي سيحدد، الا ترون بان هذا سيؤثر بشكل سلبي على مجريات الامور في السودان؟" قال الشريف: لا. لان هناك طرف في هذه الحرب، مارس الانتهاكات والاعتداءات وقتل وتشريد وجرائم ضد القوانين الانسانية والقوانين الدولية واصبح هذا طرف غير مرغوب فيه في الساحتين العسكرية والسياسية، لأن الدعم السريع بدأ بالانقلاب على الاوضاع التي كانت موجودة في الساحة نتيجة ثورة 2019 واصبح غير مقبول من قبل الشعب السوداني. وبالتالي التفاوض الوحيد الذي يمكن ان يحدث هو ان تكون لدى الدعم السريع رغبة في التسليم وانهاء الحرب.
شاهد ايضا.. البرهان يرفض التفاوض والصلح مع قوات الدعم السريع
محاولة الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية في العاصمة الكينية؛ خطوة يائسة
وبشأن محاولة الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية في العاصمة الكينية، اكد وزير الخارجية السوداني انها خطوة يائسة تعكس فقط انسداد الافق بالنسبة لهذه القوات المتمردة ولن يكون لها اي اثر في الواقع السياسي، مضيفا: لا اعتقد ان حكومة موازية يمكن ان تجد اي قبول او اعتراف من اي اطراف دولية تحترم نفسها وتحترم علاقاتها مع السودان. وزير الخارجية الايراني اكد لنا ان ايران تعترف فقط بالحكومة الموجودة الان في السودان وبمجلس السيادة السوداني كرمز للسلطة الموجودة في السودان وهذا موقف سليم وواضح تشاركت فيها العديد من الدول.
شاهد ايضا.. الجيش السوداني يواصل مكاسبه، وتحذيرات من إعلان حكومة موازية

رد فعل المجتمع الدولي على مجازر الدعم السريع في السودان
وقال الشريف: المجازر التي ارتكبتها الدعم السريع كانت ضد مواطنين مدنيين سودانيين بينهم نساء واطفال، فقدوا حياتهم باطلاق نار مباشر من قبل هذه القوات، مشددا على ان الادانات التي قامت بها الاطراف الدولية على هذه المجازر كانت خجولة جدا، الّا من الدول الصادقة الشريفة التي ترى الامور كما هي وتشاهد الانتهاكات غير المسبوقة الموجهة للشعب السوداني. موقف الجمهورية الاسلامية في ايران كان موقفا شجاعا وواضحا جدا ويؤكد انها تقف مع الحق.
الاطراف الخارجية التي تحاول تأجيج الصراع السودان
وحول اهداف التدخل الخارجي الذي يسعى الى تأجيج الازمة في السودان، قال الشريف: السودان يعتبر بلدا كبيرا من حيث المساحة في افريقيا،واضافة الى ذلك هو غني بالثروات الطبيعية، فهناك انظار خارجية تسعى للسيطرة على هذه الموارد التي تمر عبر السيطرة على الحكم في الخرطوم، وهذا يسبب في الهجوم الشرس المدعوم خارجيا على جيش وشعب السودان، مؤكدا: احدى هذه الدول التي تدعم القوات المتمردة في السودان هي دولة الامارات.
شاهد ايضا.. البرهان يعلن رفض أي حكومة تُفرض من خارج السودان
وأشار ايضا الى الموقع الاستراتيجي لدى السودان وخاصة البحر الاحمر واهمية الموانئ التي موجودة في هذا البحر وايضا الفرص الكبيرة لانتاج الغاز والبترول في السودان، مؤكدا: السودان هي بلد الثروات.
موقف الولايات المتحدة من الصراع الدائر في السودان
واعتبر وزير الخارجية السوداني الولايات المتحدة بانها تنأى بنفسها من اتخاذ الموقف السليم الذي هو الوقوف مع الشرعية الموجودة في السودان، مضيفا: الجيش السوداني عمره اكثر من 100 سنة وهو العمود الفقري للدولة السودانية ولكن عندما تتحدث الجهات الاميركية عن ما يجري في السودان كانها تتحدث عن صراع بين جنرالين او بين طرفين متساويين ولا صراع بين قوة تمثل الجانب الشرعي وهو الجيش السوداني وجيش متمرد كان طرف من اطراف القوات المسلحة السودانية وتمردت وهذا يحدث في اي دولة.
كيف تنظر "اسرائيل" الى ما يجري في السودان؟
وقال الشريف بشأن موقف كيان الاحتلال الاسرائيلي من تطورات السودان: كلنا نعلم ان "اسرائيل" لها مصالح ومطامع وسياسات واهداف والمؤكد ان ما يجري في السودان هو جزء من الاشياء المرتبطة بما ترغب فيه "اسرائيل".
مستقبل العلاقات الايرانية السودانية
وحول علاقات السودان مع ايران قال الشريف وهو في زيارة رسمية بطهران: هناك نظرة فيها الكثير من التقدير والاحترام والتفاؤل في مستقبل العلاقات بين ايران والسودان والاحساس بان العمل الجاد بين البلدين يمكن ان يقود الى علاقات طيبة ومتصاعدة بينهما، كونهما بلدين اسلاميين وهما من الدول النامية ولهما الكثير من المشتركات السياسية والثقافية، ولذلك نحن لا ننظر لايران كدولة شر كما يصفها البعض، بالعكس نرى الكثير من المشتركات بيننا وبين ايران واثبت لنا ذلك في اللقاءات التي تمت مع كبار المسؤولين الايرانيين الذين التقينا بهم في زيارتي الى ايران ووجدنا منهم التفهم والتعاطف لما يجري في السودان والرغبة في تطوير العلاقات مع السودان في شتى المجالات خاصة المجالات الاقتصادية والتجارية، ووجدنا رغبة كثيرة منهم للمشاركة في مرحلة اعادة بناء السودان بعد الحرب، فأنا سعيد جدا بنتائج هذه الزيارة.
اقرأ ايضا.. قاليباف : إيران تؤكد على إرساء الاستقرار وترسيخ السيادة في السودان
العلاقات الاقتصادية؛ الجانب الأهم في العلاقات الايرانية السودانية
وقال وزير الخارجية السوداني بشأن اهمية العلاقات الاقتصادية مع طهران: بحثنا امكانية ان تكون هناك عملة يمكن ان يتم التعامل المشترك بين البلدين وبحثنا ايضا قيام بنوك ايرانية بفتح فروع لها في السودان حتى تسهل عملية التجارة بين البلدين وبحثنا كثيرا من المسائل التي تدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وتابع: من اهم ما اتفقنا عليه انه ستكون هناك اللجنة العليا واللجنة المشتركة الاقتصادية التي ستعقد في شهر مايو في طهران وهذه اللجنة لها اجندة كثيرة جدا واتفقنا ان يكون هناك حضور كبير لرجال الاعمال وشركات الخاصة السودانية في اجتماعات هذه اللجنة.
واكد: اتفقنا ان ايران بحكم ما لديها من خبرة ومعرفة من اعادة الاعمار انها ستكون ايضا من الكبار الشركاء في السودان في عملية اعادة الاعمار.
المزيد في الفيديو المرفق..