حينما يقوم سائح ما بزيارة المعالم الطبيعية في مختلف المناطق فيستقل سيارة كوسيلة للرحلة؛ ولكن هنا لم تعد السيارة مناسبة لهذه الرحلة لأن الطريق إلی هناك لا يسلك إلا بالقوارب.
هنا سنشهد نمطا مختلفا تماما يعكس أسلوب حياة بعض الأهالي في محافظة خوزستان الإيرانية؛ إنها نسخة خوزستانية من "البندقية" في إيطاليا ولكنها فريدة بطبيعتها وثقافتها.
ويقع هور شادکان علی بعد 52 كيلومترا من مدينة آبادان و105 كيلومترات من مدينة أهواز وهذا الهور هو أكبر الأراضي الرطبة في إيران حيث يربط مياه نهر الجراحي بالخليج الفارسي.
يعد الهور من أعاجيب الطبيعة عالميا لما يتميز به من تنوع بيولوجي فريد ونادر.
أدرج هور شادكان ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي لليونسكو كواحد من 13 منطقة رطبة في العالم. تعرف المناطق الرطبة هنا محليا باسم "الهور" حيث يمتزج الجمال الطبيعي بثراء الحياة ليجعل من هذا المكان إحدی أبرز الوجهات السياحة البيئية والترفيهية في خوزستان وواحدة من جواهر الطبيعة الإيرانية.
وفي المحافظة نفسها مدينة تاريخية عريقة كانت تاريخيا تسمی "سوسا" والتي تعرف بالتسمية الحديثة باسم "شوش"، وهي مدينة نابضة بالحضارة منذ آلاف السنين وقد تم إدراج اسمها مؤخرا ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
في عام 1895 وقع الملك الإيراني من السلالة القاجارية "ناصر الدين شاه" معاهدة منحت فرنسا احتكارا للتنقيب الأثري في إيران، وقد كانت محافظة خوزستان من نصيب الفرنسي "جاك دي مورغان" الذي لم يجئ مستكشفا للآثار في المحافظة إنما لمادة أعظم في الحسبان من الثقافة والآثار وليس ذلك سوی النفط.