وأشار سكرية إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم، الذي صرّح علنًا بأنه كان يدفع ملايين الدولارات للضباط، وحتى للجنود، لحثهم على الانشقاق عن الجيش السوري، مستغلًا الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها البلاد، خاصة بعد فرض الحصار الاقتصادي. وأوضح أن الوضع في سوريا أصبح بالغ الصعوبة بعد إعلان الحرب العالمية عليها، حيث دخلت الدولة في حالة حرب واستنزاف. ومع ذلك، شدد على أنه لا يوجد عجز اقتصادي حاليًا.
وأضاف سكرية أنه منذ كانون الأول الماضي ومع بداية هذا العام، بدأت الأمور تتكشّف على السطح، حيث نشهد تبنّي ما يُسمى "المجتمع الدولي" والغرب والنظام الرسمي العربي للتغيّر الحاصل في سوريا، وللشخص الذي استلم الحكم مؤخرًا، وهو "أحمد الشرع". غير أن هذا التحول لم يواكبه تحقيق إعلامي أو دراسات موضوعية تبحث في الجوانب الاجتماعية، أو في وضع الناس، أو مدى رضاهم عن هذا المتغير، الذي حدث بشكل مفاجئ وسريع، وبصورة أقرب إلى الانقلاب، بحيث لم يتمكن الناس من استيعاب ما جرى.
شاهد أيضا.. العفو الدولية تدعو الجولاني لنشر نتائج التحقيق في مجازر العلويين بالساحل السوري
وأشار إلى أن النظام الجديد، فور استلامه السلطة، قام بحلّ الجيش وصرف جميع موظفي الدولة السابقين، والذين يُقدّر عددهم بمئات الآلاف. ومن الطبيعي أن هؤلاء أصبحوا في موقع المعارضة للنظام الحالي وللسلطة الجديدة.
وأوضح سكرية أن هؤلاء الموظفين السابقين كانوا بمعظمهم عقائديين منتمين إلى حزب البعث، وقد تشربوا مبادئه، وعلى رأسها العداء للكيان الصهيوني، والاقتناع بأن الصراع معه هو صراع وجود لا صراع حدود، وأنه لا يمكن تحقيق سلام مطلق مع هذا الكيان. وحتى في التسعينيات، حين بدأ الحديث عن "السلام" والاتفاقيات بعد مؤتمر مدريد عام 1991، فإن النظام السوري بقيادة حافظ الأسد اختار "سلام الشجعان"، لكنه لم ينخرط فعليًا فيه لأنه كان يُدرك أن السلام مع هذا العدو مستحيل، وكان ذلك محاولة منه لامتصاص الضغوط الدولية الهائلة التي كانت تُمارس عليه.
وختم سكرية بالإشارة إلى أن الوضع في سوريا لا يزال هشًا للغاية، وأن السلطة الحاكمة ضعيفة، إذ لا تمتلك جيشًا ولا شرطة فعالة، وتعتمد بشكل أساسي على الميليشيات الموجودة في منطقة إدلب، والتي ينتمي العديد من عناصرها إلى جنسيات غير سورية.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...