إنه الطحين..أمنية كل أطفال غزة. الطحين، أنشودة الحياة في وجه الموت. إنه الطحين الذي صار في غزة أمنية الناس، بينما العدو الإسرائيلي يُجوّع السكان في القطاع تحت غطاء الصمت والتخاذل العربي.
في غزة، لم يعد الطحين طحيناً، بل صار ذهباً أبيض يُطارد كما يُطارد الأمل، ويُحمل كما تُحمل الأرواح الخائفة من القصف. بات كيس الدقيق أغلى من الذهب وأغلى من العمر نفسه، يُسلم كالغنيمة ويُخبأ كالسلاح، ويُنتظر كما تُنتظر الشهادة.
من أراد إذلال غزة حوّل الخبز إلى معركة والطحين إلى نداء استغاثة. أصبح الطحين في غزة رمزاً لحرب بشعة تُشن على الأرغفة قبل أن تُشن على البشر. وبين مُجوّعين استشهد بعضهم جوعاً، قُتل نحو ألف في مشاهد المساعدة.
هكذا احتفل بعض الغزيين بالحصول على القليل من الذهب الأبيض - أكياس الطحين - في خان يونس تحديداً، والعودة بها أحياء لإطعام أطفالهم الذين طال انتظارهم المميت.
وبحسب النشطاء في المنصات الرقمية، فإن قطاع غزة بحاجة إلى 500 شاحنة طحين ومواد غذائية يومياً لمدة شهر كامل لإيقاف هذه المجاعة وحرب التجويع. فيها
مليونا إنسان يعيشون في قطاع غزة اليوم، 51% منهم نساء وأطفال. كيس الطحين هذا يكفي لمدة أسبوع واحد فقط لعائلة واحدة، وهو لوحده لا يكفي.
وفي ظل استمرار الحصار والعدوان.يتصدر الأطفال في غزة واجهة المعاناة، حيث تحولت أجسادهم النحيلة إلى شاهد حي على حرب التجويع الممنهجة. وقد تداول المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي عشرات المنشورات والبوستات والصور التي توثق حجم هذه الكارثة الإنسانية، مؤكدين أن الجوع بات السلاح الموجه بالدرجة الأولى نحو الأطفال والصغار، في محاولة لكسر إرادة شعب بأكمله عبر تجويع أطفاله.
شاهد أيضا.. غزة.. المكان الأكثر جوعا في العالم
واستعرض البرنامج ما تداوله النشطاء للعديد من البوستات، بعضها يقول:غداً قد تستيقظ غزة على عشرات الجثث الصغيرة"."650 ألف طفل معرضون للموت بسبب الجوع وسوء التغذية".
"71” طفلاً توفوا بسبب الجوع وسوء التغذية".لقد تعرض مئات الفلسطينيين للموت عقب تدفق أعداد غير مسبوقة إلى المستشفيات بحالات إعياء وإجهاد شديدة.
أما البوست الثاني الأكثر تداولاً على نطاق واسع في المنصات الرقمية: "قطاع غزة دخل مرحلة الخطر من المجاعة، ونتوقع موتاً جماعياً للنساء والأطفال" - الدكتور بسام زاقوت، مدير الإغاثة الطبية في غزة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "غزة تتضور جوعاً، مليون شخص محشورون في 12% من مساحة القطاع من دون طعام أو مياه نظيفة."
هذه البوستات والمنشورات انتشرت على نطاق واسع في المنصات الرقمية، ما اقتضى من النشطاء تداولها لكشف حجم هذه الكارثة الإنسانية التي تُمارس اليوم بحق الغزيين المحاصرين.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...