لم يعد كافيًا أن تمتلك الحق، بل يجب أن تمتلك القصة وتعرف كيف ترويها. بين الاحتلال والمقاومة، من يملك الرواية؟ من يصوغ الحكاية التي ستبقى في متون الكتب، في المنصات، وأيضًا في الذاكرة؟ من يمنح شرعية الوجود أمام أعين العالم؟
كيف نجح الاحتلال في تقديم نفسه كضحية رغم كونه الجلاد؟ بأي أدوات يبرر جرائمه؟ وكيف يستعمل الإعلام الغربي والمؤسسات الأكاديمية كغلاف أخلاقي لاحتلال عسكري؟ في المقابل، هل تملك المقاومة أدواتها السردية أم أنها ما زالت تقاتل في الظل، في الزوايا المهملة من التغطيات؟ من يوثق الحكاية ومن يمحى من التاريخ؟ من يتحكم في الكاميرا حين تتحول الصورة إلى سلاح؟
شاهد ايضا.. من الرابح في حرب الـ12 يوما؟ إيران، أمريكا أو الكيان الإسرائيلي؟
وشارك في مناقشة موضوع هذه الحلقة كلا من علي حيدر، الخبير بالشأن الإسرائيلي الأستاذ زاهر أبو حمده، الكاتب والباحث السياسي.
وقال الخبير بالشأن الإسرائيلي، علي حيدر، ان مسألة امتلاك الرواية أو السردية ليست مسألة مطلقة، ولكن بالاجمال تحكم العدو بالكثير من تفاصيل السرديات، ولكن لا يعود ذلك لقدرات استثنائية يتمتع بها هو عن غيره، وإنما السبب يكمن في الغرب نفسه، لأن الغرب هو من أراد أن يقبل هذه الرواية ويروجها في داخله، اي في الرأي العام الغربي والعالمي أيضًا. والغرب بما يمتلكه من وسائل تكنولوجية وخبرات كبيرة في هذا المجال ساهم إلى حد كبير، بل هو العامل الرئيسي في ترويج هذه السردية ومحاولة تقديمها كأساس للمشروعية.
واشار الى ان المجزرة التي تحصل في غزة، فعلى رغم أن الحصار الإعلامي العالمي انكسر قليلاً نسبيًا، والدليل انعكاسات بالعالم الغربي، ولكن لم تصل إلى مستوى التفاعل، لم يصل إلى مستوى الحدث والتأثير. ما يعني انه حتى الآن ان لا يزال العالم الغربي يتحكم بالكثير من التفاصيل. وإلا كيف يستطيع أن يبرر استمرار دعمه لمجرم قاتل مرتكب للمجازر حتى بالمعايير التي هم يرفعونها أو يقدمونها عن أنفسهم. هذا يعني بأن المسألة تتعلق بالمعسكر الغربي وليس بالإسرائيلي، وإلا لو لم يكن هناك تبني استعماري غربي للسردية الإسرائيلية ومحاولة الترويج لمشروعيته انطلاقًا من مصالح استعمارية تتعلق بالمنطقة، لما شاهدنا هذا المستوى من التأثير.
المزيد بالفيديو المرفق..