ربما تكون هذه الخطوات الأخيرة للحاج أحمد كنعان نحو الموقع الأثري "ترس الله" أو "ترسل له" كما يطلق عليها الفلسطينيون. ربما لن يتمكن من العودة إليها مرة أخرى بعد أن سيطر عليها المستوطنون. كانت هذه مستوطنة "سانور" الواقعة جنوب جنين، ولكنها أُخليت عام 2005 بعد صدور خطة فك الارتباط المعروفة باسم خطة الانسحاب من المستوطنات.
الجرافات والجنود والضباط، بالإضافة إلى المستوطنين، عادوا إلى هذه المنطقة بعد أن أقاموا شعاراتهم وصلواتهم، ومسحوا كل ما يدل على أن الفلسطينيين كانوا هنا.
عودة المستوطنين هي جزء من مخططات كبيرة يسعى إليها الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على 42% من الأراضي الفلسطينية، مما يعني أن ما تبقى للفلسطينيين هو 58% من مساحتها الإجمالية.
وأعلن الكيان الإسرائيلي قبل سنتین عن عودة أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين. ولكن ما كان يمنع ذلك هو وجود جيوب المقاومة في المخيمات وبعض القرى الفلسطينية. وبعد الحملات ضد المقاومة، أعاد الكيان الإسرائيلي المستوطنات إلى شمال الضفة الغربية، وهذا يعني سرقة الأراضي في شمال الضفة.
أربع مستوطنات كانت تحيط بمدينة جنين قبل عام 2005، أُخليت جميعها بعد خطة فك الارتباط. بعد 20 عاما، ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على إعادة الاستيطان فيها مرة أخرى ضمن خططه للسيطرة على الضفة الغربية من خلال القضاء على المقاومة وضم مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية.
إذن ولسنوات عديدة، تناوب المماليك والبريطانيون والاحتلال الإسرائيلي على جعل هذا الموقع منطقة عسكرية، في حين كان الفلسطينيون الشباب يرفعون شعاراتهم عن المقاومة. واليوم، يحاول المستوطنون مسح كل من يقول إن هنا مقاومة متجذرة.