وفي مقابلة مع شبكة "CNN"، قال الأمير تركي الفيصل ان نتنياهو، مرتكب الإبادة الجماعية يريد تبرير الأمر بطرد الشعب الفلسطيني، ليس فقط من خلال أعمال الإبادة الجماعية، بل أيضًا التطهير العرقي. هل هذا مقبول؟ حقيقة حدوث ذلك في سوريا وأوكرانيا ودول أخرى لا تعني أن من الصواب حدوثه في فلسطين، لذا فهو يقترح المزيد من المشقة والصعوبة على الناس أيًا كانت هويتهم. إنه شخص غريب الأطوار تمامًا، ولا يفكر إلا في منصبه لا يريد أن يُحاكم ويُسجن إذا ترك منصبه، وفق وصفه.
واضاف ان حكومة نتنياهو تريد غسل يديها من نشاطها القاتل في فلسطين، لذا تريد إلقاء اللوم على الآخرين. لماذا لا تسألون الفلسطينيين أنفسهم؟ اسألوا شعب غزة؟ دعوا نتنياهو يسمح لكم بالاستطلاع وإرسال الناس إلى غزة ليسألوا سكانها عما يريدون فعله ثم يتبعون ما يريدون فعله".
وأردف الفيصل موضحا: "الأمر ليس متروكا للسعودية أو مصر أو "إسرائيل" أو المملكة المتحدة أو أمريكا. أهل غزة هم من ينبغي أن يُسألوا. إذا كان نتنياهو جادًا في ذلك، فعليه وقف القتال، والسماح للمساعدات الإنسانية بالعودة مجددًا، ومعرفة ما إذا كان سكان غزة يريدون المغادرة. هذه هي الخطوة المنطقية لأي شخص يريد اتباع مسارات منطقية، لكنه ببساطة يريد إلقاء أخطائه ونشاطه الإجرامي وعواقبه على الآخرين".
وأشارت مذيعة "CNN" إلى أنها "لم تسمع" الأمير السعودي "أبدا" بمثل هذه الصراحة في اتهامه للحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء الإسرائيلي، رغم أنها أجرت معه عدة مقابلات سابقة، وأردفت متوجهة لـ الفيصل: "أنت دبلوماسي مخضرم. لماذا اتخذت هذه الخطوة الليلة باستخدام كل هذه الكلمات؟" وفي إطار رده على هذا السؤال، قال الأمير تركي الفيصل: "حسنا، ليس الأمر مقتصرا على الليلة فقط، ولو كنت تستمعين إلى تصريحاتي وقرأت مقالاتي، لرأيتني أقول أشياء مماثلة في الماضي. ولكن كما تعلمين، لقد سئمت مما أسمعه لا من نتنياهو فحسب، بل من مؤيديه أيضا. عندما يُشاد به كبطل في الولايات المتحدة، وكما تعلمين، يُوصف بأنه منقذ "إسرائيل" وما إلى ذلك، يُثير ذلك غضبي - أن يصف أحد ما مختلا عقليا يقترف إبادة جماعية بهذه المصطلحات، وهو أمر غير مقبول بتاتًا بالنسبة لي. لا أستطيع فعل أي شيء حيال ذلك. أنا مجرد مواطن متقاعد منذ سنوات عديدة. أنا في الثمانين من عمري الآن، لم يتبق لي الكثير من الوقت لأعيشه. لكن كما تعلمون، أتمنى أن تنتهي هذه الأحداث".
وحول التطبيع، أكد الأمير تركي الفيصل، في مقابلة مع شبكة CNN، أن السعودية ترفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في ظل قيادته الحالية. وشدد الفيصل على أن أي تطبيع محتمل مشروط بتنفيذ مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن، مشيرًا إلى وجود خطة سعودية-فرنسية تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وإطلاق عملية إعادة الإعمار. وانتقد الأمير السعودي رؤية نتنياهو لـ"إسرائيل الكبرى" الممتدة من النيل إلى الفرات، معتبرًا أنها تهدد استقرار وأمن دول المنطقة بأسرها.