المعركة المرتقبة في غزة التي يلوح بها نتنياهو ووزير حربه لا تبدو سهلة في ظل استبسال المقاومة في المواجهة، وآخرها ما شهده حي الزيتون من عملية لا تزال تل ابيب بعد ساعات طويلة تخفي حقيقتها تحت ما يسمى حظر النشر الذي يفرضه الرقيب العسكري. لكن المؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعرض لعملية مقاومة معقدة اضطر خلالها لتفعيل نظرية هانيبال، التي تستخدم عادة عندما يقع جنود الاحتلال في عملية الأسر، وهو ما يدلل على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني أزمة تلو الأخرى.
وقال الخبير في الشأن الاسرائيلي خلدون البرغوثي":تصاعد العمليات العسكرية قد يقوي موقف المنظومة الأمنية الإسرائيلية من أجل الضغط على المستوى السياسي، وربما يؤدي أيضاً إلى تصعيد الحراك الشعبي. ذلك يعتمد على مجريات الميدان في قطاع غزة".
ومع سقوط الجنود في كمائن المقاومة تتزايد قناعة الإسرائيليين بكذب نتنياهو وحكومته فيما يتعلق بإمكانية تحقيق النصر الكامل. فقد أظهرت القناة الثانية عشر الإسرائيلية في أحدث استطلاع للرأي نشرته أن أكثر من 65% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب يجب أن تنتهي، وأن الأولوية الآن لاستعادة الأسرى، فيما يرى أقل من 35% ضرورة الاستمرار في الحرب على القطاع.
استطلاع يؤكد أن الشارع الإسرائيلي فقد الثقة بقيادته.
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سعد نمر:"حتى الان نتنياهو لم يتأثر كثيراً بكل الحراك الجماهيري، سواء كان من أهالي الأسرى أو من أمهات الجنود الذين يخدمون في قطاع غزة، ولا حتى من المعارضة. هو يعتقد بأنه قادر على التماشي مع قضية التظاهرات اليومية كونها حتى الآن لا تؤثر عليه، ولكن إذا ما حدثت أحداث قد تثير الجمهور بشكل أكبر، وتدخلت بعض النقابات الإسرائيلية، لا سيما الهستدروت، عند ذلك من الممكن أن تصبح هذه التظاهرات ضخمة جداً وأن يكون هناك إضرابات، وهذا سيؤثر على الحكومة مما يجعله يتراجع عن قراراته".
أزمة نتنياهو تتفاقم كلما تصاعد فعل المقاومة في غزة.
ما عاد أحد في تل أبيب يقتنع بمبررات بنيامين نتنياهو للاستمرار في الحرب، وكل فعل المقاومة يعيده إلى نقطة الصفر. والمقاومة في أحلك الظروف تفقده فكرة النصر الكامل.