كيف تحولت سماء إيران إلى فخ موت للمسيرات الاسرائيلية؟

الأحد ٣١ أغسطس ٢٠٢٥
٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش
كشفت وزارة الأمن الإيرانية عن حجم اختراقاتها الأمنية للكيان الإسرائيلي والتي حصلت بموجبها على معلومات عن القواعد العسكرية الجوية الإسرائيلية، بالإضافة إلى البيانات الشخصية للطيارين والمتحكمين بالطائرات المسيّرة والعاملين في هذه القواعد.

لم تخلُ سماء غزة من الطائرات المسيرة، التي ظلت توزع الموت على النساء والأطفال هناك. الطائرات المسيرة، التي ليس لها من هدف سوى نشر الدمار، أصبحت مصدر فخر بالنسبة للقادة الصهاينة. الطائرات المسيرة التي يراد أن تظهر كإنجاز، يتم عرضها كخلفية إلى جانب نشر مشاهد دعائية لوجوه متسترة في أماكن خفية.

خلال الحرب على إيران، أُرسلت هذه الطائرات المسيرة إلى سماء إيران على أساس أنها غير مكتشفة من قبل الرادار. لكن لم تمر أيام قليلة على رؤية طائرات الهرمس والهيروين المتطورة في سماء إيران، إلا وخرجت رسائل من إيران تخاطب طياري المقاتلات ومتحكمي الطائرات المسيرة. الرسائل تقول: "لقد تم الكشف عن طبيعة عملكم، تعاونوا معنا واحصلوا على الجائزة، أو ستقتلون فوراً."

تم إرسال هذه الرسائل من خلال أرقام هواتف إسرائيلية، حيث تناول الإعلام العبري، ولا سيما صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نشر تقرير عن هذه الرسائل، التي حملت بيانات شخصية للأشخاص الذين تم إرسالها لهم. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد كان عناصر وزارة الأمن الإيرانية على اطلاع كامل على البيانات الشخصية للمتصلين بالطائرات المسيرة، بل كانوا يملكون معلومات كاملة عن القواعد الجوية ومواقع هذه الطائرات.

من الأمثلة على ذلك الكشف عن السر 210 في قاعدة "تنوفا" العسكرية وطبيعة نشاطه، والاجتماعات التي تعقد فيه، وصور تجميع الطائرات، وصور لمحرك الطائرات، والتقنية المستخدمة في داخل هذه المحركات، ومن مسافات قريبة جداً لم يكونوا يتوقعون هذه الصورة للكادر الفني الذي يعمل على المعدات، والبيوت الجاهزة التي كانت تضم العناصر المتحكمة بالطائرات المسيرة، والشاحنات التي تحمل هذه الطائرات.

وتظهر المشاهد من داخلها، ومشاهد جوية من الحظائر، ومشاهد من مرابض الطائرات من زوايا مختلفة، وتفقد القيادات لهذه الطائرات، ومشاهد تظهر تقديم المتحكمين تقارير القادة، إلى جانب الرادارات التي تقوم برصد الطائرات والتحكم بها. وتفاصيل كاملة عن أجهزة التحكم والخرائط التي تظهر على شاشة العرض.

والأهم من كل ذلك، القتلة من عناصر التحكم الذين يضعون أصابعهم على زر الإطلاق لنشر الموت. بمعنى آخر، تم الكشف عن هويات هؤلاء جميعاً. كمثال على ذلك، "أوفر تيسر"، حيث تم الكشف عن بياناته بدقة كاملة، وتحدثت البيانات عن عنوان البيت وعدد الأولاد وطبيعة عمله. و الآخر "إدن فرتر" الذي يسكن في مدينة تل أبيب، حيث تم الكشف عن بياناته الشخصية وأرقامه. والاخر، هو "أوفر استر"، حيث تم الكشف عن اسمه وتاريخ ميلاده وأرقامه الخاصة ومحل سكنه في مدينة "جبهتين". كان هؤلاء يظنون أنهم يتابعون كل شيء خلال الشاشات أمامهم، لكنهم كانوا مراقبين من الخلف. فالكيان الإسرائيلي كان يظهر نفسه على أنه غير قابل للاختراق في أي حرب أمنية، لكنه لم يكن يعرف أنه في الأيام الأولى للحرب حصلت إيران على بيانات هؤلاء الأشخاص التي كانت سرية للغاية.

لقد حاولوا إخفاء قواعدهم العسكرية عبر تغطيتها بالزرع، لكن نفس هذه القواعد تعرضت للاستهداف من قبل الصواريخ الإيرانية خلال حرب الـ12 يوماً. لقد استعرضوا طائرات الهرمس خلفهم، وهي نفس الطائرات التي تم استهدافها في سماء إيران وتدميرها.

لقد تحولت سماء إيران إلى فخ الموت بالنسبة لهذه الطائرات، حتى إن عدد الطائرات التي تم إسقاطها لم تغب عن أنظار الإعلام العالمي. وفي إيران، يتم إعادة تصنيع هذه الطائرات، وهي التجربة التي أجرتها إيران من قبل على طائرات "RQ-170" الأمريكية. إن إسقاط الطائرات أسفر عن الحصول على المعلومات الفنية والأشخاص والمواصفات الدقيقة، وحتى صور الاحتفالات السرية أصبحت اليوم متاحة للمشاهد وأمام أنظار العالم.

لقد تحقق الاختراق العميق من خلال الاستفادة من العناصر الأمنية والمعلوماتية التي أشار إليها بيان وزارة الأمن، وكذلك من خلال التسريبات التي جاءت من الطيارين الذين يعارضون سياسة نتنياهو ويعتقدون أن حياتهم ذهبت مع الريح. هذه هي بيانات عن كوادر سرب واحد، والتي تم الكشف عنها من قبل عناصر وزارة الأمن الإيرانية.

شاهد ايضاً.. ثالث عملية ناجحة للشرطة الايرانية ضد الإرهابيين..اكتشاف خلية ارهابية

0% ...

آخرالاخبار

هل تتحول تايوان إلى نقطة الانكسار الاستراتيجي لأمريكا أمام الصين؟


قائد الثورة: الضغط والقوة العسكرية تفشل أمام إيران


غزة تستغيث..22 ألف خيمة مدمرة وشتاء قاس يهدد حياة النازحين


"الوفاء للمقاومة": السلطة اللبنانية تقدم تنازلاً مجانياً للعدو الإسرائيلي


الاحتلال يستبيح القدس: اقتحامات للأقصى ومخططات تهجير ممنهجة


حماس تدين تهديد بن غفير بهدم قبر "القسام" وتعتبره تعدياً على الحرمات


"بن غفير"..صعود الفاشية من جذور العصابات إلى وزارة الاحتلال


ماذا يعني إنشاء وحدة طابو إسرائيلية في الضفة؟


حماس: القرار البوليفي يمثل تورطاً في تبييض صفحة الاحتلال


قراءة في تقرير أميركي.. "هزيمة ساحقة لواشنطن إذا منعت غزو تايوان"!