وقال أمير سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة، في كلمة ألقاها يوم الأربعاء بالتوقيت المحلي خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول "الوضع في أفغانستان" في نيويورك: "تُعرب جمهورية إيران الإسلامية عن تعاطفها العميق وتضامنها مع شعب وسلطات أفغانستان في أعقاب الزلزال المدمر الأخير الذي أودى، للأسف، بحياة عدد كبير من المواطنين. وفي هذا الصدد، أرسلت إيران على الفور مساعداتها الإنسانية لدعم المتضررين، وهي مستعدة لمواصلة دعمها لأفغانستان في التغلب على تداعيات هذه الكارثة".
وصرح كبير الدبلوماسيين الايرانيين لدى الأمم المتحدة: "أولاً، تعتبر جمهورية إيران الإسلامية، بصفتها جارة مباشرة لأفغانستان، تربطها حدود مشتركة تمتد لأكثر من 900 كيلومتر، وتستضيف ملايين اللاجئين الأفغان منذ عقود، أن السلام والاستقرار والتنمية في أفغانستان مرتبطان ارتباطًا مباشرًا بأمنها القومي واستقرار المنطقة ككل. وبناءً على ذلك، تواصل إيران التعاون الفعّال مع السلطات الأفغانية الفعلية من خلال المبادرات الثنائية والإقليمية. كما كنا مشاركين بنائين في عملية الدوحة التي قادتها الأمم المتحدة، ولعبنا دورًا فعالًا في عملها".
وأضاف: ثانيًا، يجب أن يُحدد الأفغان أنفسهم مستقبل أفغانستان وأن يكون ملكًا لهم. لا يمكن تحقيق حل دائم إلا من خلال عملية سياسية شاملة تعكس التنوع العرقي والسياسي للبلاد، وتحترم سيادتها، وتضمن حقوق جميع الأفغان، وخاصة النساء والفتيات. أي حل مفروض من الخارج لا هو مستدام ولا هو مقبول.
وأضاف السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة: ثالثًا، تُمثل السلطات المؤقتة واقعًا موضوعيًا على الساحة الأفغانية، وليس أمام المجتمع الدولي خيار سوى التعامل معها. إن المشاركة البناءة والعملية ضرورية لمعالجة الأزمات الإنسانية والاقتصادية المستمرة التي لا تزال تهدد الاستقرار الإقليمي.
وأكد إيرواني: لا ينبغي تسييس المساعدات الإنسانية أبدًا. لا ينبغي استخدام العقوبات كأداة ضغط سياسي لمنع الاستقرار الاقتصادي أو التعامل مع سلطات الأمر الواقع. يجب الإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة في الخارج دون قيد أو شرط لخدمة الشعب. كما يجب ألا يُساء استخدام آلية الإعفاء من حظر السفر لأعضاء طالبان المحددين أو استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة من قبل أعضاء المجلس. إن الاستعادة الكاملة لهذه الآلية ضرورية، لأنها أداة حيوية لتعزيز الحوار. وتعزيز نهج شامل وبناء للوضع في أفغانستان.
وتابع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة قائلاً: رابعًا، تحملت إيران عبئًا غير متناسب لعقود، حيث استضافت ملايين اللاجئين والمهاجرين الأفغان، في كثير من الحالات دون دعم دولي كافٍ. وقد فرضت هذه المسؤولية الإنسانية تكاليف باهظة على مجتمعنا، وأثقلت كاهل الموارد والبنية التحتية بشدة، وخلقت تحديات أمنية وعابرة للحدود معقدة. وفي أعقاب عدوان الكيان الإسرائيلي على إيران، اشتدت هذه الضغوط أكثر. لا يمكن لإيران الاستمرار في تحمل هذا العبء بمفردها، ولذلك لم يكن أمامها خيار سوى إعادة المواطنين الأفغان غير الشرعيين إلى بلادهم. تجدر الإشارة إلى أن إيران قد تعاونت بنشاط مع سلطات افغانستان طوال عملية العودة لضمان توفير الظروف لعودتهم الآمنة والكريمة.
وقال الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة: تدعم إيران بقوة بناء أفغانستان مستقلة وموحدة وسلمية، خالية من الإرهاب والصراع والمخدرات. ونؤكد التزامنا القوي بأفغانستان مستقرة ومعتمدة على نفسها، وسنواصل العمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق هذا الهدف. ويجب دعم أفغانستان في اتخاذ تدابير شاملة للقضاء على الإرهاب، وتفكيك جميع الجماعات الإرهابية دون استثناء، ومنع استخدام أراضيها ضد جيرانها والمنطقة وما وراءها.
وأضاف: "تلعب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) دورًا حاسمًا في مواجهة تحديات البلاد، ونؤكد مجددًا دعمنا لمهمتها وتنفيذها الفعال".