بين تعقيدات الميدان في غزة، وضغوط السياسة الدولية، تتكثف التحركات بحثاً عن صيغة توقف العدوان على القطاع وتعيد ترتيب المشهد. آخر هذه التحركات كان لقاء بارزا في نيويورك جمع قادة عربا ومسلمين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في هذا الاجتماع الذي وصفه ترامب بالأهم بالنسبة له، شدد على أن الهدف هو إنهاء الحرب في قطاع غزة واستعادة الأسرى. وأكد أن معظمهم قد أفرج عنهم، فيما تتركز الجهود على استعادة عشرين أسيرا و38 جثة. وبعد انتهاء اللقاء، اكتفى ترامب بالقول إنه كان 'عظيما' دون الكشف عن تفاصيل إضافية فيما كان قد تجاهل خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع المدنيين في غزة وما ترتكبه تل ابيب من حرب ابادة في القطاع محملا حماس المسؤولية.
وقد شاركت في الاجتماع وفود من قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان. وحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، فإن الخطة الأميركية التي طرحها ترامب تتضمن وقف الحرب، وإعادة جميع الأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، مع بحث هوية الجهة التي ستدير غزة لاحقا بعيدا عن حركة حماس. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيبحث تفاصيل الخطة مع ترامب في لقاء مرتقب بالبيت الأبيض.
المواقف من الاجتماع تراوحت بين الترحيب والتحفظ، حيث وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اللقاء بأنه 'مثمر للغاية'، فيما فضّلت عواصم أخرى التريث في الإعلان عن مواقف مفصلة.
غير أن محللين رأوا أن واشنطن تسعى لإشراك بعض الدول العربية في ترتيبات ميدانية وسياسية داخل غزة، وهو ما يرونه محاولة لتوريط هذه الدول عسكريا في اليوم التالي للحرب. ومن جهة أخرى، أكد محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، عدم وجود أي مقترحات جديدة، معتبرا أن واشنطن ليست جادة في وقف الحرب وتتراجع حتى عن المبادرات التي تطرحها بنفسها.
وبينما تتزايد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين المستقلة، يرى مراقبون أن واشنطن تسعى لإعادة ضبط المعادلة بما ينسجم مع مصالح تل أبيب، أكثر من حرصها على حلول سياسية عادلة.
لقاء نيويورك أعلن عنه كثير، لكن مساره لا يزال غامضا.. ويبقى السؤال هل يكون بداية نهاية الحرب، أم مجرد جولة أخرى تمنح الاحتلال مزيدا من الوقت؟