وبحسب المصادر العسكرية التي أوردها التقرير، أجبرت كثافة الدخان الناتج عن هجمات المقاومة إحدى المروحيات على خفض ارتفاعها، لتصبح في مرمى نيران مباشرة أصابت هيكلها وأدت إلى سقوطها واحتراقها. الطيار لم ينجُ إلا بعد قفزه في اللحظة الأخيرة قبل انفجار الطائرة، وهو ما مثّل صدمة كبيرة لقيادة الجيش الإسرائيلي.
وأضافت معاريف أن أربع مروحيات "أباتشي" وصلت إلى منطقة الغلاف بعد ساعات من بدء الهجوم، لكنها واجهت ارتباكاً وفوضى عملياتية غير مسبوقة، إذ نفدت ذخيرتها وصواريخها سريعاً، واضطر بعض الطيارين إلى استخدام تطبيق "خرائط غوغل" لتحديد مواقع الاستغاثة التي أرسلها المستوطنون عبر هواتفهم، في غياب تام للتوجيه العسكري والاستخباري.
هذه الاعترافات تأتي منسجمة مع تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال "هرتسي هليفي" الذي أقر بانهيار فرقة غزة صباح الهجوم، ومع توصيف قادة سياسيين وعسكريين لما حدث بأنه "زلزال وجودي" هز العقيدة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. سقوط مروحية الأباتشي برصاص الكلاشنكوف لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل رمزاً لانكسار أسطورة التفوق التكنولوجي أمام مقاومة مسلحة بإرادة صلبة وتكتيكات جريئة.