شكل حجة على كل حلقات التحرر العربية والإسلامية التي سبقته ورافقته، حيث أظهر وأثبت أن القدرة على التغيير موجودة وممكنة بالإرادة، لذلك عزز عبارة أنه عندما يسقط الرؤساء العاديون توضع نقطة في آخر سطر فقرتهم في كتاب التاريخ.. لكن عندما استشهد الأمين على الأرض والعرض فتح باباً جديداً من المقاومة.. فهو كما لقبه أعدائه "مقاتل من أجل الحرية" الذي استلهم من تجارب أسلافه وأثر في خطاباته الإعلامية على كل أهل بلاده ومنطقته والعالم، وتابعه المحب والصديق والعدو.
وهو الذي كتب عنه بعد استشهادة قائد وحدة 9900 في شعبة الاستخبارات العسكرية للكيان المحتل كتابا طبع منه 500 نسخة بالعبرية باسم "نصرالله أسطورة لم تمت".. لكن عفوا.. إنه ضمير حي والضمير الحي لا يموت.. فالشهيد نصرالله سيبقى حياً في ضمير الأمة.. لأن دماء المقاومة في عروقها سارية.
لا شك أن هناك حتى هيبة في هذا الغياب، وكأنه حاضر معنا أكثر من أي وقت مضى، فنحن نعده أننا سنسير على نفس النهج وعلى نفس خط المقاومة حتى التحرير، مهما بلغت حجم التضحيات.
ونحن على العهد، وهذا الشعار الذي اختاره حزب الله للتاريخ من بعد وفاة السيدحسن نصرالله بأنه مستمر في حمل السلاح.. مستمر في المقاومة حتى التحرير، مهما بلغت حجم التحديات.
سيد شهداء الأمة السيدحسن نصرالله ورفيق دربه السيدهاشم صفي الدين أكدوا أن المقاومة رغم رحيل قادتها إلا أنها مستمرة ولن تتغير لأن النهج المقاوم هو مزروع في هذه الأرض، التي ليس لها سوى أن تقاوم حتى تستطيع أن تعيش بالحرية التي تليق بها، لأن الغرب ولأن الأميركي يريد محو هذه المنطقة.
في عبارة صريحة قالها توم براك المبعوث الأميركي عندما سئل في حوار صحفي قريب يبدو كانوا أمس عندما قال "لا يوجد شيء اسمه الشرق الأوسط" ورغم أن هذا المصطلح معيب لأنه استعماري فبالنسبة للمستعمر الأميركي المنطقة لا توجد.
فعلى توم براك اليوم قراءة التاريخ ليعلم أن أبناء الشرق الأوسط.. أبناء الحضارات الضاربة في التاريخ من هم ومن هي شعوب هذه المنطقة التي جبلت بالمقاومة وللأسف تعرضت لاحتلالات كثيرة.
نصرالله قائد أممي دخل التاريخ من أبوابه الواسعة
وصف رئيس جمعية الأخوة الفلسطينية اليمنية سيدشهداء المقاومة بالقائد الأممي الذي دخل التاريخ من بابه الواسعة، مشدداً على أن السيد الشهيد كان همه الأول القدس و تفعيل المقاومة ضد الاحتلال.
وفي حديث لبرنامج "شيفرة" على شاشة قناة العالم قال خالد عبدالمجيد: في الذكرى السنوية لاستشهاد سماحة السيدحسن نصر الله شهيد الأمة، شهيد القدس وشهيد فلسطين وشهيد أحرار العالم، والشهيد هاشم صفي الدين وكل الشهداء الذين ارتقوا من أجل هذه القضية المقدسة ومن أجل قضايا الأمة.. تعجز الكلمات عن الوفاء لهم.
وأضاف: نحن كفلسطينيين مهما تكلمنا ومهما عبرنا نكون عاجزين عن هذا عن الوفاء المطلوب منا تجاه سماحة السيد.
ولفت إلى أنه و: في التاريخ القديم والحديث يوجد رجال عظام يسجلهم التاريخ، لن ينسوا في ذاكرة التاريخ، سواء المسيرة لشي جيفارا وجمال عبد الناصر والعديد من الشهداء الذين ارتقوا وهم يقودون الأمة.. وهم أكثر من قادة محليين.
وشدد على أن سماحة السيدحسن نصر الله من القادة الأمميين، الذين دخلوا التاريخ من أبوابه الواسعة، والذين خطوا بمسيرة طويلة وبدماء زكية هذا الدور الكبير لهذا القائد العظيم، ولدور حزب الله ولدور لبنان ودور الأمة في مواجهة الاستعمار الحديث ومواجهة الاحتلال الصهيوني ومواجهة الغطرسة ومواجهة الظلم دفاعا عن المظلومية.
وقال: نحن كفلسطينيين منذ انطلاقه حزب الله ومنذ تبوء سماحة السيد هذه المسؤولية في قيادة الحزب على تواصل واتصال دائم بدور عظيم.. ففلسطين والقدس كانت في ضمير سماحة السيد، مسيرة النضال والجهاد في فلسطين كانت تشكل الاستراتيجية الأساسي في مسيرة الحزب ومسيرة القائد رضوان الله عليه.
وصرح رئيس جمعية الأخوة الفلسطينية اليمنية: نحن كفلسطينيين أكثر الأطراف الذين خسرت هذا القائد العظيم، لأنه كان يشكل دعماً وإسنادا لقضيتنا ولغزة وللضفة الغربية ولمسيرة الشهداء، الشهيد القائد سماحة السيدحسن نصرالله يعتبر همه الأول القدس وكيف يتم تفعيل المقاومة ضد الاحتلال.
نصرالله دماء سارية في عروق المقاومة
30 عاماً من سيرة سيد شهداء المقاومة، الشهيد نصرالله
لا كلمة يمكن أن تختزل سيرة سيد الشهداء والمقاومة، لكنه عظيم الفقد الذي يدفع نحو التوقف عند محطات هامة في مسيرة من وهب حياته لأجل القدس وطريقها، والمقاومة وبنائها المتين.
هو سيد المقاومة وصانع مجدها، وهو المقاتل منذ نعومة أظافره في ميادين العلم والجهاد، تعلم في الحوزات العلمية في لبنان والعراق وإيران، وانخرط في صفوف المقاومة بداية من حركة أمل ثم عضواً في مكتبها السياسي، ثم مشاركاً في تأسيس حزب الله رفقة صديق دربه السيد عباس الموسوي، ليتم اختياره أميناً عاماً بعد اغتيال السيد الموسوي، وهي مسيرة قادها لثلاثين عاماً كقائد لبناني ساعي لوحدة لبنان في وجه المؤامرات والأخطار المحيطة، ليتجاوز بمكانته من أمين عام حزب إلى القائد الوطني الملهم.
30 عاماً كان فيها سماحة السيد مشرفاً مباشراً على تطوير قدرات حزب الله، مرورا بتعبئته وصولاً لسجل حافل من العمليات البطولية التي نفذها مقاتلو حزب الله ضد العدو، يتوج هذا العطاء بانسحاب العدو صاغراً من لبنان عام 2000. عرف سماحة السيد بالمساند دائماً لفلسطين وشعبها في محطات قتاله، وهو إسناد تجاوز الموقف وامتد للتعاون المباشر مع فصائل المقاومة الفلسطينية تدريباً وخبرات وتخطيطاً وإسناداً بالنار أيضاً.
في العام 2006، ينفذ حزب الله عملية أسر لجنود العدو، فيشن العدو حرباً على لبنان والغرض إنهاء القدرات العسكرية لحزب الله، فيقود السيد هذه المرة معركة ينتصر بها على العدو ويجبره صاغراً على الانسحاب والخضوع لشروط المقاومة في حرب كانت كلمة الفصل فيها هي الفيصل للسيد حسن نصر الله. ولعل ضرب البارجة الإسرائيلية شكلت أكبر صدمة للاحتلال في الحرب، في اللحظة التي دعا السيد فيها العدو لمتابعتها على الهواء.
لم يتوقف سماحة السيد عن الجهاد والمقاومة، محارباً العدو من ناحية، ومن ناحية أخرى مواجهاً قوى الظلام والإرهاب التي حاولت العبث بسوريا والمنطقة، حامياً لمنجزات شعوب مثلت حصناً للمقاومة وشوكة في حلق الاستعمار.
وفي ميادين الاستجابة لنداء الواجب، لبى السيد نداء غزة وطوفانها وقاد جبهة إسناد غزة منذ اللحظات الأولى للحرب، وهي جبهة لا زالت مفتوحة، بذل فيها السيد حسن نصر الله دمه في سبيلها تاركاً وصية لرفاقه بأن فلسطين هي البوصلة، ومؤكداً بأن محور المقاومة الذي كان أبرز أنجمه قادر على المواصلة وايلام العدو وكسره، وهو يقين متجذر لدى كل مقاتل ومقاوم في أمة سيد شهدائها نصر الله.
السيد نصرالله؛ الرجل الوحيد بين أمة عربية تمتلك 22 جيشاً
ونعى الخبير الأمني والاستراتيجي، العقيد الركن عبدالكريم خلف، استشهاد سيد الجنوب، سيد المقاومة في الذكری الاولی لاستشهاد السيد حسن نصرالله.
وفي حديث لبرنامج شيفرة علی شاشة قناة العالم، أشار خلف إلى أن السيد نصرالله، كان الرجل الوحيد بين أمة عربية تعدادها 22 جيشاً و14 مليون كيلومتر مربع وأكثر من نصف مليار بشر.
وأكد أن السيد حسن نصر الله كان القائد الوحيد الذي لم يكن فقط صوتاً أعلى، بل كان يقول ويفعل.
ووصف خلف السيد نصر الله بأنه عنوان ليس فقط للمقاومة، بل أيضاً للنزاهة، والكلمة، والشرف، والالتزام الأخلاقي، مشيراً إلى التزامه الحرفي بسلوك الفرسان حتى في الحروب.
وأوضح أنه كان بإمكانه استهداف المستوطنات الإسرائيلية وجعلها تدفع ثمناً كبيراً جراء ما يقوم به نتنياهو وعصابته في استهداف المدنيين في مناطق متعددة مثل العراق، واليمن، ولبنان، وسوريا.
وأشار العقيد خلف إلى زيارته لبيروت في العام الماضي، للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد نصرالله، حيث وصف ما رآه بأنه شيء مذهل وغير اعتيادي، مؤكداً انه شاهد مجموعة كبيرة من الملثمين يرتدون العقال والكوفيه، وعندما سألهم من أين هم، أجابوا بأنهم جاؤوا سراً من السعودية.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..