من بعلبك حيث الجبال تزرع في أبنائها الكبرياء ووصايا المقاومة قبل الكلام. يولد الجهاد طبيعيا كما يولد النهار.
هنا لا يكبر الأطفال على اللعب. بل على الحلم بالشهادة. ولا تربى القلوب على الحياد بل على الانحياز للحق مهما اشتد السواد.
وعندما تندلع الحروب لا ينتظر أبناء هذه الأرض نداء، بل يسبقونه يعدون نحو الجنوب نحو الساحات، حاملين عهدهم على أكتافهم.
وتقول أم الشهيد: أن الاتصاف بلقب "أم الشهيد" أعظم شيء لا يستأهله أي شخص.
ولد حسين في بعلبك، على سفوح لا تنام إلا على صوت الأذان ولا تربي أبناءها إلا على سنن الجهاد في بيت تتنفس جدرانه عبق المقاوم، بين أب مجاهد ساقه الميدان، وأم حفظت كتاب الله.
نشأ حسين على نهج لا يعرف الحياد، في قلبه آيات على كتفيه وصايا وفي وجدانه جذور تمتد من كربلاء الى الجنوب. فإنه لم يكن فتى عاديا بل مشروع شهادة ينمو كراية لا تنكس وتومض في عينيه ملامح الفداء.
وتقول والدة الشهيد حسين علي رعد: هو كان مميزا منذ صغره، واعتنق الدين والتعاليم الدينية قبل ما تكلف، ولما راح للمدرسة قالوا عنه إنه مهذب وراق جدا. ووبدأ بأداء الصلاة من سن الثمانية من عمره وكان يصلي كثيرا وكان كثيرا عنده علاقة قوية بالصلاة فكان يصلي رائعا وجميلا.
ويقول والده عن الشهيد إنه تلقى تدريبات في الكشافة ودخل دورات ثقافية وكان يحب هذه التعاليم. وكان له أخلاق راقية وشخصية ممتازة.
لا تمنعه السنون ولا قلة التجربة من أن يقف على تخوم الجنوب كحارس للحد كأنه ولد ليكون سيفا لا ظلا، في حرب تموز لم يكن الحسين متفرجا على البطولة بل كان يراكم بداياتها في قلبه ، يراقب الجبهات بعينين لا تهاب ويدرك أن الوطن لا يحمى إلا بالدم والسلاح.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق ..