وحضر المناسبة عدد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية، من بينهم إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق، والنائبان هاني قبيسي وناصر جابر، ومسؤول منطقة جبل عامل الثانية علي ضعون، إلى جانب ممثل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، علي قانصوه، وعوائل الشهداء وحشود من الأهالي.
مرحلة دقيقة ومواقف حازمة
استهل الحفل التكريمي بآيات من القرآن الكريم، أعقبها كلمة النائب حسن فضل الله باسم حزب الله، أكد فيها أن لبنان يمر "بمرحلة صعبة ومعقدة، تتغير فيها موازين القوى في المنطقة"، مشيرًا إلى أن العدو يستغل ضعف الموقف العربي والالتزام اللبناني باتفاق وقف النار لمصلحة مشروعه التوسعي.
وقال فضل الله "مطلبنا التاريخي أن تكون لدينا دولة قادرة على حماية السيادة والدفاع عن شعبها، لا أن تتركه فريسة للعدوان، وأن تنفذ التزاماتها في بيانها الوزاري بحماية السيادة وردع المعتدي وإعادة الإعمار ووقف الأعمال العدائية".
وأضاف أن الدولة حتى الآن "لم تمنح مواطنيها الثقة أو الأمان، بل إن بعض سياساتها زادت الهوة بينها وبين جزء كبير من الشعب، بدلاً من احتضان المواطنين وبلسمة جراحهم، كما أن بعض الجهود الرسمية تعرقل عمليات الإعمار وتعطّل المبادرات الخاصة استجابةً لضغوط خارجية".
إدانة للاعتداءات الإسرائيلية
وتطرّق فضل الله إلى المجازر الأخيرة في النبطية وعدد من القرى الجنوبية، معتبرًا أنها "دليل على أن العدو لا يميّز بين مدني ومقاتل"، وأن ما يجري "امتحان لكرامة اللبنانيين جميعًا".
و شدد على أن الدولة مطالَبة بـ"استخدام كل الوسائل لوقف الاعتداءات بدل السعي وراء تفاهمات سياسية غير متكافئة"، مشددًا على أن "أي دعوات للتفاوض مع المحتل خارج الإجماع الوطني مرفوضة رفضًا قاطعًا".
دماء الجنوب ليست للمساومة
وأكد النائب حسن فضل الله أن "دماء اللبنانيين التي تُسفك يوميًا ليست رخيصة، ولا يجوز لأحد الاستهانة بها، ولا يمكن الاكتفاء ببيانات إدانة للتخلي عن واجب الحماية".
وأضاف "الغضب يعتمل في النفوس وصرخة الجنوب عالية، ولن يتخلى أبناؤه عن حقهم في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم".
وأوضح فضل الله أن "المحاولات لاستثمار دماء الشهداء سياسياً لإعادة عقارب الساعة أكثر من أربعين عامًا إلى الوراء لن تنجح، فالمقاومة انطلقت من رحم الدم والحصار، من عباءة الإمام السيد موسى الصدر وصوت الشيخ راغب حرب، لتوقف الزمن الإسرائيلي، وأسقطت ذلك الوهم وهي اليوم مخضبة بدماء آلاف الشهداء وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين".
وأشار إن "المقاومة ستواصل نهجها الوطني مهما كانت التضحيات، وشعبنا مصر على العيش بكرامة والتصدي لكل محاولات الاستسلام ورهن البلد لقوى الهيمنة والتسلط".".
دعوة للحفاظ على الوحدة الوطنية
وأدام النائب حسن فضل الله أن "منطق القوة المستقوي بآلة الحرب الإسرائيلية لن يبني لبنان، بل يهدد صيغة الدولة وعيشها الواحد وسلامها الوطني". وأكد أن "هدفنا هو الحفاظ على بلدنا واستقراره وأمنه، لأنه وطننا النهائي ولن نقبل ببديل عنه".
ودعا فضل الله "كل الحريصين على لبنان للعمل على إنقاذه من براثن المحتل وأصحاب الأيدي السوداء، ومن الأصوات التي تبث الفتن، ومن محاولات التلاعب بالتوازنات الداخلية وإلغاء التفاهم الوطني وضرب صيغة الوفاق والميثاقية في القضايا الأساسية، بما فيها قانون الانتخاب، حيث مورست سياسات الخداع والتكاذب".
وختم فضل الله بالقول أن "كل هذه السياسات تُعد أدوات حرب تُشن على جزء أساسي من الشعب اللبناني، ونحن مع حلفائنا نشكل أكثر من نصف البلد، فلا إجماع وطني من دوننا، ولا قانون انتخاب يمكن أن يقر خارج التوافق الوطني، وأي محاولة لتهميشنا هي وصفة إسرائيلية لهدم لبنان، وهذا ما لن نسمح به".
واختُتم الحفل بمجلس عزاء حسيني عن أرواح الشهداء.