في موقف يشير إلى تمسّك تل أبيب بتمددها العسكري وانتهاكها السيادة السورية في محيط الجولان المحتل، أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن قواته ستواصل البقاء في المنطقة العازلة جنوب سوريا.
وخلال اجتماع مع سفراء تل أبيب، قال نتنياهو إن حكومته تأمل في التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح من جنوب سوريا، لكنه شدد في الوقت ذاته على نية البقاء هناك، مع الحفاظ على ما وصفه بالأصول في المناطق المحاذية لخط الفصل، بما في ذلك جبل الشيخ.
تصريحات نتنياهو تأتي في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي ركزت في الأسابيع الأخيرة على مواقع عسكرية في ريف دمشق والمنطقة الجنوبية بذريعة استخدمها من قبل مجموعات لنقل الأسلحة أو تنسيق عمليات ضدها، فيما تسببت الهجمات خلال الفترة الماضية في سقوط قتلى ودمار طال مرافق حيوية، ما أثار تنديدًا واسعًا من الحكومة السورية وحلفائها.
ويرى مراقبون أن تمسّك تل أبيب بالبقاء في الجنوب السوري يعكس توجهاً لترسيخ واقع ميداني طويل الأمد على الحدود الشمالية، بذريعة ضمان ما تسميه المؤسسة العسكرية للاحتلال عمقًا استراتيجيًا في مواجهة أي تهديد محتمل.
وتتزامن هذه التطورات مع توسّع النشاط العسكري الإسرائيلي داخل الجولان المحتل وتعزيز منظومات الدفاع الجوي والمراقبة، الأمر الذي تعتبره دمشق انتهاكًا لسيادتها وللقانون الدولي الصادر عن مجلس الأمن.
وبحسب محللين، تستغل تل أبيب الوضع الأمني والسياسي الهش في سوريا لترسيخ معادلة جديدة في الجبهة الشمالية تقوم على التفوق الاستخباري والضربات الاستباقية لمنع تمركز قوات معادية في المنطقة.
وفي المقابل، تؤكد الحكومة السورية أن أي وجود إسرائيلي داخل أراضيها يُعد احتلالًا يستوجب الإنهاء الفوري.
وتتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع، مع استمرار العمليات الإسرائيلية وتراجع المواقف الدولية الصارمة تجاه هذه التطورات، في وقت تُطالب دمشق بإنهاء كل أشكال الاحتلال واحترام سيادتها على كامل أراضيها.