جاء ذلك في الوثائقي "اختراق من الداخل" الذي بثته قناة الجزيرة بتاريخ 26 ديسمبر 2025، والذي أظهر أن الإخفاق لم يكن حدثا معزولا، بل جزءا من سلسلة طويلة من الاختراقات التي طالت الجهاز، بدءا من زرع جواسيس في قلبه وصولا إلى العجز عن قراءة نوايا حماس بدقة.
تفاصيل فشل 7 أكتوبر
وأكد أفنير بارنيا، الضابط السابق المسؤول عن مكافحة التجسس في الشاباك، أن الجهاز لم يمتلك أي معلومات دقيقة حول تحركات حماس، وأن التحذيرات التي رُصدت ليلة الهجوم فُسّرت خطأ على أنها تدريبات، رغم أن الحركة كانت تستعد للهجوم منذ أكثر من عامين.
من جانبه، نفى يعقوب بيري، رئيس الشاباك الأسبق، وجود خيانة داخلية خلال الهجوم، لكنه وصف ما جرى بـ"الفشل الفادح في الاستخبارات والعمليات التقنية"، مؤكداً أن الضربة التي تلقتها سمعة الجهاز كانت شديدة، رغم محاولات ترميمها لاحقًا عبر عمليات مثل "هجوم البيجر" في لبنان.
تاريخ طويل من الاختراقات
أظهر الوثائقي أن الشاباك لم يكن عصيًا على الاختراق عبر العقود الماضية، مستعرضًا قصص جواسيس من أدنى الهرم إلى أعلاه أثرت على خطط وعمليات الجهاز ضد جهات دولية مثل السوفيات وبولندا.
في سياق الصراع الحديث، كشف الفيلم عن نجاحات الاستخبارات الإيرانية في تجنيد شخصيات إسرائيلية بارزة، من بينها وزير الطاقة الأسبق "غونين سيغيف"، الذي نقل معلومات حساسة عن قطاع الطاقة والأمن لصالح طهران منذ عام 2012.
كما أبرز الوثائقي ثغرات في الفحص الأمني، مثل قضية عمري غورين، الذي عمل خادما في منزل وزير الدفاع "بيني غانتس" عام 2021، حيث تمكن من التواصل مع قراصنة مرتبطين بإيران وزرع برمجيات تجسس في الحاسوب الشخصي للوزير رغم سجله الجنائي.
واختتم الوثائقي بتحذير من رئيس الشاباك الأسبق "يعقوب بيري"، مشيرا إلى أن "كل جاسوس غير مكتشف يشكل تهديدا مستمرا للأمن الإسرائيلي"، مؤكدا أن إخفاق السابع من أكتوبر لا تزال تداعياته ملموسة داخل أروقة الاستخبارات حتى اليوم.