مسافات طويلة قطعها ثوار الحديدة في مسيرتهم الراجلة التي أطلقوا عليها "مسيرة الكرامة" في طريقهم نحو صنعاء، رحلة تترجم إصرار شباب الثورة في كل مدن اليمن على رفض الحلول السياسية القائمة، وتمسكهم بضرورة تحقيق أهداف ثورتهم مهما بلغت التضحيات.
وقال علي القحوم أحد شباب الثورة اليمنية لقناة العالم الإخبارية: "تأتي هذه المسيرة لكي تعطينا زخما ثوريا وكرامة وتعيد لنا نشاطنا الثوري والحماسي داخل ساحة العزة والكرامة في صنعاء".
ومسيرة الكرامة هي جزء من فعاليات التصعيد الثوري الذي تشهده اليمن والمتزايد زخمه كل يوم، في وقت يسود الواقع السياسي حالة من التجاذبات وتبادل الإتهامات بين أطراف العملية السياسية، الى جانب تضارب الأنباء بشأن سفر الرئيس صالح، والذي يعتبره المراقبون إمتدادا لمسلسل المراوغات المستمر منذ أشهر.
وكان نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي قد صرح بوجود إجماع يطالب علي عبد الله صالح بعدم السفر في هذه الظروف، لوجود خشية لدى البعض من تعثر تطبيق "مبادرة مجلس التعاون" في حال سفر صالح الى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع تباين المواقف بشأن السماح لصالح بمغادرة البلاد يرى سياسيون أن بقاء الرئيس اليمني في المشهد السياسي قد يؤثر على طبيعة آلية تنفيذ إتفاق الرياض.
وقال نبيل الشرجبي أستاذ مادة الأزمات والصراعات السياسية بجامعة الحديدة لقناة العالم الإخبارية: "مغادرة الرئيس ستفيد الأوضاع بشكل كبير جدا، فسيحدث تطبيع بشكل أسرع للأوضاع، وسيكون هناك إلتزام أكبر بما تم الإتفاق عليه، أما بقاؤه فسيعرقل أو يبطئ من تنفيذ الخطوات التي تم الإتفاق عليها في المراحل السابقة".
وفي ظل ضغط الشارع ورفضه إعطاء صالح أي حصانة، وسعي حكومة الوفاق ورعاة إتفاق التسوية السياسية الى إنجاز قانون الحصانة، أقرت حكومة باسندوة مشروعا أطلق عليه "قانون المصالحة"، يمنح الحصانة لصالح ومعاونيه.
ويرى المتابعون أن إقرار بند الحصانة ومثله مغادرة صالح الى أميركا، هما أمران كلاهما مر بالنسبة لشباب الثورة في الساحات، والذين لا تقل مطالبهم عن المحاكمة، ولا شيء سواها.
AM – 05 – 08:54