وفي هذا السياق، يقول الكاتبان "يتنامى الغضب في طهران حيث هتف الآلاف خلال تشييع مصطفى روشان الموت لإسرائيل والموت لأميركا.. وذكرت وكالة إرنا أن البلد يحمل بريطانيا والولايات المتحدة مسؤولة الاغتيال".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن"الهدف بغض النظر عمّن نفذه، يهدف إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني المتسارع، لكن عمليات القتل هذه بالتأكيد لن توقف البرنامج أو تجلب إيران إلى طاولة المفاوضات".
وتضيف الصحيفة "أن مسؤولين أمنيين يعتقدون أن الوقت آخذ في النفاد، وأن إيران سوف تجتاز العتبة التكنولوجية لإنتاج الأسلحة النووية – أي نقطة اللاعودة - في وقت لاحق من هذا العام، وأنها ستكون قادرة على تطوير سلاح الفعلي في غضون سنتين أو 3 سنوات".
ونبهت الصحيفة من خطورة توتير الأجواء أكثر، مشيرة إلى أن"رفع مستوى التوتير يتم من كلا الجانبين، والأمل هو أن يتم العثور على حل من خلال السبل الدبلوماسية، في ظل سياسة حافة الهاوية".
وفي الواشنطن بوست، كتبت تريتا بارسي مقالاً بعنوان "كيف يتعين على أوباما أن يخاطب إيران"، ذكرت فيه أنه"بعد 13 دقيقة فقط على توليه الرئاسة، وصل باراك أوباما بصورة غير مباشرة الى إيران في خطاب تنصيبه، بمدّه يد الولايات المتحدة للصداقة إذا كان لطهران أن ترخي قبضتها. وبعد 8 سنوات من ازدراء الإيديولوجيا الدبلوماسية لإدارة جورج دبليو بوش خصوم أميركا، كانت هذه خطوة جريئة دافعها الضرورة وليس الرغبة".
وبعد عرضها فشل هذه الاستراتيجية الأميركية، تنصح الكاتبة إدارة أوباما بخمس طرق لمخاطبة إيران، مستفيدة من التجربة التركية والبرازيلية على هذا الصعيد.
النصحية الأولى بحسب الكاتبة، "التحدث إلى الجميع-التحدث كثيراً، إذ ان السؤال المطروح غالباً في واشنطن هو: إلى من نتحدث في إيران؟ هناك مراكز قوى عديدة، بما فيها مكتب المرشد الأعلى، مجلس الشورى، دائرة مستشاري الرئيس، مجلس الأمن القومي، ورجال الدين النافذين، وجميعهم يجب أن تشملهم العملية".
والنصيحة الثانية التي تقدمها الكاتبة لإدارة أوباما لدى خطابها الجمهورية الإسلامية هي
"مسألة الاحترام واللهجة، فبعد ثلاثة عقود من التشويه المتبادل، سعت الولايات المتحدة وايران لإكراه الآخر على الاستسلام بدلاً من التفاوض من أجل حل وسط. عند تناول الآخر، تميل واشنطن وطهران لاستخدام مفردات الصراع والحرب".
وفي هذه النقطة، تقول الكاتبة إن"إدراج إدارة بوش إيران في "محور الشر"، أنهى فعلياً التعاون المفيدة جداً بين الولايات المتحدة وإيران ضد طالبان عام 2002. ونادرا ما يتم التعبير عن احترام الجانب الآخر، خوفا من أن يفسر على أنه ضعف - لا سيما في سنة الانتخابات".
والنصيحة الثالثة هي"عدم حصر جدول الأعمال، إذ ان تركيز المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران على متغير واحد - هو تطوير الأسلحة النووية - ليس صيغة للنجاح. ومن شأن جدول أعمال أكبر يتضمن قضايا أخرى، مثل العراق وأفغانستان والأمن الإقليمي وحقوق الإنسان، أن يوفر قدر أكبر من القدرة على المناورة. ويمكننا التغلب على الجمود في أحد المسارات من خلال التقدم في غيره".
أما النصيحة الرابعة التي تسديها كاتبة الواشنطن بوست لإدارة أوباما في مخاطبة الجمهورية الإسلامية، فهي"وضع عمليات التفتيش والتحقق النووي في الوسط، إذ ان المفاوضات بخصوص ما إذا كان بإمكان إيران تخصيب اليورانيوم كانت خاسرة منذ البداية. وهناك فرصة أكبر للنجاح إذا ما تحول التركيز نحو الكيفية التي يمكن بها تفتيش التخصيب والتحقق منه وحدّه وتقييده".
وهذا، برأي الكاتبة"يتطلب قبولاً واضحاً لتخصيب اليورانيوم في إيران - وهي خطوة رفضها الغرب".
وتشرح الكاتبة نصيحتها الخامسة والأخيرة بالقول إنها تتمثل بـ"تجنب الإخفاق بمساعدة صغيرة من أصدقائك، فعلاقات إيران مع كل بلد من بلدان مجموعة 5+1 تتراوح من السيء إلى الأسوأ. ولا يثق أي عضو واحد من فريق التفاوض بإيران - والعكس بالعكس. وحل الخلاف النووي من خلال آلية خالية تقريباً من الثقة هي مهمة صعبة".
وتشير الكاتبة على هذا الصعيد إلى أنه"على الرغم من أن مسار التفاوض داخل مجلس الأمن لا يمكن تجنبه، يمكن أن يكمله الاعتماد على الدول التي يمكن أن تضفي الثقة على الدبلوماسي، بسبب علاقاتها الودية مع الأعضاء الدائمين وإيران. وإضافةً إلى تركيا والبرازيل، يمكن لدول مثل النروج والسويد وجنوب أفريقيا وعُمان وقطر أن تساعد على التغلب على المأزق الحالي".
*حيدرعبدالله