المجتمع الذي بني على قاعدة العسكرة من داخله لم ينجح في صهر مكوناته العرقية والثقافية والجنسية في بوتقة واحدة بل اعتمد على حتمية المخاطر والتحضير للحروب من اجل شد اواصر الشرقيين والغربيين.
عقود ستة افرزت في النهاية انقساماً حاداً وشرخاً كبيراً في مكونات "الدولة – الكيان" تفجر اعتصامات وتظاهرات ومطالب واضرابات وصلت الى حد قول احد ابرز المنظرين الصهاينة انه لا يعتقد أن هذا الكيان سيصمد ، هذا الشعب تفتت الى فصائل متعددة مفعمة بالكراهية ومستويات اقتصادية مختلفة تماما.
هذا التحليل امتد الى علماء الاجتماع داخل الكيان حيث اعتبر البعض ان حركة الاحتجاج الداخلي مقلقة للغاية كونها تتم في اوساط طبقة جيدة نوعاً ما وبالتالي من الصعب قمعها كما حصل مع احتجاجات اليهود الشرقيين او غيرهم لا سيما ان جزءا كبيرا من الاحتجاجات مرتبط بالساحة السياسية وبالنظرة الى الصورة الاجتماعية للكيان بين التوحش الاقتصادي في مكان والرفاه الاجتماعي في مكان آخر.
في جانب مرتبط كشفت بيانات مسربة من وزارة الداخلية الاسرائيلية حدوث انخفاض كبير في عدد مقدمي طلبات الحصول على الجنسية خلال العام المنصرم ، مقارنة مع العامين الماضيين هذا الى جانب تعاظم الحديث عن أن الإسرائيليين باتوا يدركون أن الإنفاق الهائل على الاستيطان، يعد أحد أهم الأسباب لأزمة السكن.
سياسياً يتساءل الكثيرون في الداخل الصهيوني حول التذبذب السياسي والاقتصادي والأمني الحاصل وهل كان ذلك بسبب سياسة بنيامين نتنياهو اليمينية ام انها بداية النهاية للكيان الشاذ.