وجاء الاتفاق عقب اجتماع عقد اليوم برعاية شيخ الأزهر أحمد الطيب ضم زعماء المعارضة المصرية وممثلين عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي فضلا عن ممثلين عن الكنائس المصرية ونشطاء.
وعبر السياسي المصري محمد البرادعي في مؤتمر صحفي عقد في مشيخة الأزهر بعد الاجتماع عن تفاؤله قائلا "نخرج من هذا الاجتماع بنوع من التفاؤل ولكن التحديات كثيرة أمامنا."ومع ذلك كل واحد منا يعتقد أن مصير مصر على المحك وأن كلا منا سيبذل ما في طاقته بحسن نية من أجل بناء الثقة مرة أخرى بين فصائل الشعب المصري."
وشملت الوثيقة التي وقعها الحاضرون عشرة بنود أكدت على "حرمة الدم والممتلكات الوطنية العامة والخاصة والتأكيد على واجب الدولة ومؤسساتها الأمنية في حماية أمن المواطنين وسلامتهم وصيانة حقوقهم وحرياتهم الدستورية."
وأدانت الوثيقة التي تحمل اسم وثيقة الأزهر الشريف لنبذ العنف والتي قدمتها مجموعة من شباب الثورة إلى الأزهر لرعايتها "التحريض على العنف أو تسويغه أو تبريره أو الترويج له أو الدفاع عنه أو استغلاله بأية صورة." ودعت إلى الالتزام بالوسائل السياسية السلمية في العمل الوطني العام وحماية النسيج الوطني.
واكدت الوثيقة حرمة التعدي على الممتلكات العامة، والتفرقة بين العمل السياسي والتخريبي، وتحريم العنف دينيا، وتجريم تخريب الممتلكات العامة والمحاسبة عليه قانونيا وسياسيا، والتأكيد على خصوصية الدولة في حماية المواطنين، والالتزام بالحوار الجاد بين أطراف الجماعة الوطنية والعمل على توسيع ثقافة وأدب الاختلاف لحماية النسيج الوطني من الدعوات العنصرية والمجموعات المسلحة والاختراق الاجنبي.
ودعا الازهر كل السياسين الى الالتزام بالوثيقة كضمانة حقيقية لحل الأزمة في مصر.
وحـمـل المشاركون مسؤولية العنف في الشارع للافراد، ورفعوا الغطاء السياسي عن اي شخص يمارس العنف من كل القوى السياسية.
كما اتفق المشاركون على أن تكون المشاركة فى هذه اللجنة بالتساوى بين مختلف القوى السياسية والحزبية وبتمثيل من الأزهر والكنيسة على أن تعقد اجتماعها فى أقرب وقت لوضع أسس الحوار وبلا شروط.
وقتل أكثر من 50 شخصا في الاحتجاجات المستمرة منذ ثمانية أيام من جانب المعارضة.
وقال سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة في المؤتمر الصحفي إن الحوار تطرق إلى أنه لا حل للمشكلات الحالية الا عبر الحوار وتنفيذا لذلك اقترح الاجتماع "تشكيل لجنة تمثل كافة الأطياف المشاركة في العملية السياسية لتصوغ أولا ما هي الاسس والضوابط والضمانات وما هي أجندة الحوار."
وأضاف أن "الجميع أبدى استعدادا أن يعطي تنازلات لكي تنجح هذه التجربة."
وقال ممثل البابا تواضروس بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن الحوارات المقبلة ستتم في مقر الأزهر وتحت إشرافه.
وفيما يلي نص الوثيقة:
باسم جمهرة من شباب الثورة، وفي رحاب مشيخة الأزهر، وباسم الأزهر الشريف المؤسسة العلمية الوطنية العريقة، وبمشاركة طائفة من هيئة كبار العلماء وممثلي الكنائس المصرية، نعلن التزامنا بالمبادئ الوطنية والقيم العليا لثورة الخامس والعشرين من يناير، التي يحرص عليها كل المشتغلين بالسياسة والشأن الوطني من السياسيين وقادة الفكر ورؤساء الأحزاب والائتلافات، وسائر الأطياف الوطنية كافة، دون تمييز.
الموقعون على هذه الوثيقة يلتزمون بما يلي:
١) حق الإنسان في الحياة مقصد من أسمى المقاصد في جميع الشرائع والأديان والقوانين، ولا خير في أمة أو مجتمع يهدر أو يراق فيه دم المواطن، أو تبتذل فيه كرامة الإنسان، أو يضيع فيه القصاص العادل وفق القانون.
٢) التأكيد على حرمة الدماء والممتلكات الوطنية العامة والخاصة، والتفرقة الحاسمة بين العمل السياسي والعمل التخريبي.
٣) التأكيد على واجب الدولة ومؤسساتها الأمنية في حماية أمن المواطنين وسلامتهم وصيانة حقوقهم وحرياتهم الدستورية، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وضرورة أن يتم ذلك في إطار احترام القانون وحقوق الإنسان دون تجاوز.
٤) نبذ العنف بكل صوره وأشكاله، وإدانته الصريحة القاطعة، وتجريمه وطنيا، وتحريمه دينيا.
٥) إدانة التحريض على العنف، أو تسويغه أو تبريره، أو الترويج له، أو الدفاع عنه، أو استغلاله بأي صورة.
6) إن اللجوء إلى العنف، والتحريض عليه، والسكوت عنه، وتشويه كل طرف للآخر، وترويج الشائعات، وكل صور الاغتيال المعنوي للأفراد والكيانات الفاعلة في العمل العام، كلها جرائم أخلاقية يجب أن ينأى الجميع بأنفسهم عن الوقوع فيها.
٧) الالتزام بالوسائل السياسية السلمية في العمل الوطني العام، وتربية الكوادر الناشطة على هذه المبادئ، وترسيخ هذه الثقافة ونشرها.
٨) الالتزام بأسلوب الحوار الجاد بين أطراف الجماعة الوطنية، خاصة في ظروف التأزم والخلاف، والعمل على ترسيخ ثقافة وأدب الاختلاف، واحترام التعددية، والبحث عن التوافق من أجل مصلحة الوطن، فالأوطان تتسع بالتسامح وتضيق بالتعصب والانقسام.
٩) حماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية المصنوعة والحقيقية، ومن الدعوات العنصرية، ومن المجموعات المسلحة الخارجة على القانون، ومن الاختراق الأجنبي غير القانوني، ومن كل ما يهدد سلامة الوطن، وتضامن أبنائه، ووحدة ترابه.
١٠) حماية كيان الدولة المصرية مسؤولية جميع الأطراف، حكومة وشعبا ومعارضة، وشبابا وكهولا، أحزابا وجماعات وحركات ومؤسسات، ولا عذر لأحد إن تسببت حالات الخلاف والشقاق السياسي في تفكيك مؤسسات الدولة أو إضعافها.
ونحن إذ نعلن إيماننا بهذه المبادئ، وما تعبر عنه من أصول فرعية، وثقافة ديمقراطية، ووحدة وطنية، وتجربة ثورية - ندعو كل السياسيين، قادة أو ناشطين، إلى الالتزام بها، وتطهير حياتنا السياسية من مخاطر وأشكال العنف، أيا كانت مبرراتها أو شعاراتها، وندعو كل أبناء الوطن، حكاما ومحكومين، في أقصى الصعيد والواحات، وفي أعماق الدلتا والبادية، وفي مدن القناة وسيناء، إلى المصالحة، ونبذ العنف، وتفعيل الحوار - والحوار الجاد وحده - في أمور الخلاف، وترك الحقوق للقضاء العادل، واحترام إرادة الشعب، وإعلاء سيادة القانون، سعيا إلى استكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين كاملة - بإذن الله.