الأحداث في صيدا

الأحداث في صيدا
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٣ - ٠٣:١٧ بتوقيت غرينتش

قلب للصورة وشائعات كثيرة رافقت العملية العسكرية التي نفذها الجيش اللبناني أخيرا ضد جماعة أحمد الأسير في مدينة صيدا جنوب لبنان . شائعات طالت الجيش وحزب الله . حاولت خلالها فضائيات محلية وعربية استكمال حملة التشويه المنظمة التي تطال حزب الله والتحريض السياسي والمذهبي في لبنان .

تقرير... أنهى الجيش اللبناني عمليته العسكرية في صيدا بتصفية جماعة الأسير وخلص المدينة وأهلها من شر مجموعة عملت على التحريض المذهبي وضرب صيغة التعايش المشترك في المدينة. غير أن التحريض لم ينته وطال هذه المرة الجيش نفسه.

"فإن هناك من يعيد استخدام لغة الشحن المذهبي ذاتها التي أدت إلى ما أدت إليه، كل البلد ما بيسوا ما عدا المؤسسة العسكرية، المؤسسة نفسها، من يوم الثلاثاء هرونا قصايد بحيادها، ووطنيتها، وطائفيتها، كأنه جيش نازل من زحل، ليس من أولاد البلد، كأن الجيش لا يشبه البلد، ليس عيباً إذا الجيش يشبه البلد، ليس عيب أبداً، العيب أن نكذب على الناس، ونقول أنه يوجد مؤسسة هي فوق الناس وفوق البلد، وفوق الوطن، وفوق الي ما بعرف شو، اسمها الجيش والبلد كله لا يسوا."

هكذا كال التلفزيون التابع لحزب المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري هذه الأوصاف للجيش اللبناني بعد نجاحه في تصفية جماعة الأسير في صيدا والذي أضاف إليها اتهامات بالسماح لحزب الله بالقتال معه . ومعه تناغمت بعض مواقع التواصل الاجتماعي وقناة العربية السعودية .

تحت عنوان مسلحون من حزب الله يقاتلون مع الجيش اللبناني في صيدا نشرت مواقع التواصل الاجتماعي هذه المشاهد مرفقة بصور ثابتة .

الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاتلين بلباس مدني وبشارات صفراء على زنودهم خلال معركة عبرا، أو على الأقل يقال خلال معركة عبرا، من هؤلاء، ماذا يفعلون في بأرض المعركة، ومن مسؤول عن تطمين اللبنانيين أنه فقط كانت المعركة بين الأبطال والحرامية.

يتم تناول صور لعناصر مسلحة يقال إنها عناصر من حزب الله شاركت بمعركة عبرا ضد أحمد الأسير وأنصاره إلى جانب الجيش اللبناني، الصور أظهرت مسلحين واضعين شارات صفراء على زنودهم موجودين إلى جانب عناصر الجيش، أيضاً صور لعناصر ملتحية بلباس عسكري، كما نشر صور يقال أنها لتلة مار الياس وعليها مسلحين ومدفعية كانت تقصف مجمع الأسير.

مصادر كشفت بأن عناصر حزب الله وأيضاً مجموعات من مسلحي حركة أمل الشيعية، ومباشرة بعد بداية هذه الاشتباكات هي دخلت على خط المواجهة واستهدفت مواقع الشيخ الأسير من الشقق القريبة للمسجد وأيضاً المناطق المحيطة بهذا المسجد، والتي يقال بأنها مدججة بالسلاح سرايا حزب الله، ما دفع بجماعة الأسير للرد على مصادر النيران وأيضاً مواقع الجيش اللبناني.

البارحة كان يوجد فيديو ترددت أن أعرضه ولكن اليوم سأعرضه... أمام أي فتنة تريد أن تعصف بهذا الوطن، والأمر الثاني والأساسي هو أن أهالي صيدا لن يكونوا منجرين مع هذه الفتن.

وزير الداخلية أخبرنا اليوم أن الجيش قاتل لوحده، وأن الجيش لا يكيل بمكيالين عظيم، الشبيبة الذين كانوا وراء المراسل ما هم، هذه الصور ظهرت على الرأي العالم اللبناني على شاشة المنار خلال نقل مباشر، هل يوجد أحد شرح لنا هل المدنيين المسلحين هم عناصر أمنية شرعية أو ميليشيا ضمن معادلة الشعب والجيش والمقاومة.

بعد هذا العرض الساخر من الجيش اللبناني ردت قيادته العسكرية بقوة على هذه الحملات الإعلامية المغرضة ضده مصححة الصورة التي حاولت بعض الوسائل الإعلامية المحلية والعربية قلبها وشارك تلفزيون المنار التابع لحزب الله في ذلك.

فصل آخر من فصول الافتراء على الجيش وهو الذي يقف حصن أمام أي فتنة تريد أن تعصف بهذا الوطن.. في عز حملة التكفير خرج إعلام المستقبل لفضح هوية عناصر مدنيين في تعمد لا يكون إلا مقصوداً بهدر دمهم.. "الشبيبة الذي هم وراء المراسل من هم"... من قال أن هؤلاء مدنيون قاتلوا إلى جانب الجيش اللبناني، الإجابة القناة الزرقاء... "هل يوجد أحد يشرح لنا هل المدنيين المسلحين هم عناصر أمنية شرعية؟"... لكن مهلاً بيان قيادة الجيش اللبناني اضطر حيال حملة التكفير وهدر الدم لكشف هوية هؤلاء الحقيقية، فهم بحسب البيان عناصر من مديرية المخابرات يرتدون اللباس المدني والجيش فوجئ بحملة إعلامية رخيصة في وقت كانت تشن عليه حملة تكفير ودعوات إلى الجهاد ضده ودائماً بحسب البيان. "في فيديو عرضته البارحة سأعاود عرضه اليوم" القبض على أشخاص آخرين أيضاً طبعاً هنا الجميع الجيش اللبناني رفاق هؤلاء المجندين العسكريين الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة يعني هذه ردة فعل طبيعية. "كذلك هذا الشريط برسم معالي وزير الداخلية ووزير الدفاع وقائد الجيش هذه هتافات باعتراف المراسل لجنود من الجيش اللبناني هو يقول ولست أنا أقول، هو على الأرض وهو ينقل الصورة وهو الذي يبرر لماذا يوجد هتافات يا زينب خلال اعتقال مقاتلين لأحمد الأسير.

المنار تفند بعض ما حاول بعض الإعلام نسبه للجيش بالصوت والصورة.. "لماذا أنتم مضطرين ان تأتوا بأخبار من هنا وهناك حتى تربكوا رواية غير الذي يجري على الأرض القصة جد بسيطة وكثير واضحة"... فعلاً القصة أوضح بكثير من قنبلة إعلامية صوتية، فبعد الاعتداء على الجيش بالنار استكملت الحملة عليه بمزيد من الافتراء... مشاهد أخرى للجيش اللبناني أيضاً يلقي القبض على أشخاص آخرين أيضاً طبعاً.... لنعد إلى المشهد ونستمع مجدداً إلى الصوت... مشاهد أخرى للجيش اللبناني أيضاً يلقي القبض على أشخاص آخرين أيضاً... وضوح الصوت لا يدل ابداً أن من أطلقه هم عناصر الجيش اللبناني الموجودين على نحو مسافة 100 متر من مكان وجود الكاميرا لحظة إطلاق الصوت حينئذٍ، وكما نلاحظ فإن زوم الكاميرا كان قد وصل إلى الحد الأقصى.

دليل آخر على ما نقول طلبنا من الزميل حسن حمزة أن يقف في المكان عينه الذي أعطينا منه الرسالة يوم سقوط مربع عبرا، مشاهدينا في هذا المكان كانت تقف كاميرا المنار عندما كان ينفذ عناصر الجيش اللبناني مداهمات لإلقاء القبض على عناصر أحمد الأسير... طلبنا بعدها من الزميل علي طويل التوجه إلى مكان وجود الجيش حينئذٍ، نلاحظ في هذا المشهد المسافة الحقيقية بين النقطتين، قمنا من بعدها بتوجيه زوم الكاميرا من الحد الأدنى إلى الحد الأقصى، هنا نطلب من الزميل علي الطويل الصراخ بأعلى صوته علّنا نلتقط بعضاً منه... أعلى شيء عندك.. بالكاد نستطيع سماع الصوت بالرغم من طلبنا له رفع صوته قدر المستطاع السؤال كيف وصل صوت جندي في الجيش اللبناني وسط ضجيج الآليات وصخب العدد الكبير من الجنود وإطلاق نار التمشيط في المربع الأمني، كلامنا عن ردة الفعل حينئذٍ كان لوصف تكاثر الجنود حول المسلحين الموقوفين وليس لتبرير النداء المزعوم، فلماذا الافتراء على الجيش اللبناني إذاً.

وللإضاءة أكثر مشاهدينا على هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي  الدكتور نزيه منصور، أهلاً وسهلاً بك...

س: د, منصور كيف تفسر حملة التشويه والتضليل تجاه الجيش اللبناني المفترض أنه قام بعملية جنبت صيدا ولبنان الفتنة المذهبية؟

ج: ما يحصل الآن نتيجة العملية العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني دفاعاً عن معنوياته، عن اسمه، عن شهدائه، عن موقعه، عن نظرة الشعب اللبناني إليه، خاصة نحن في العالم تفتخر الشعوب أن تنضم إلى الجيش اللبناني، أن تدافع عنه بالإعلام بالسياسة بالقتال إلى جانبه، هنا أضع بين هلالين أو قوسين "هذا ما نفته القيادة العسكرية للجيش اللبناني ومعظم السياسيين أنه لم يشارك أحد مع الجيش اللبناني ولكن إذا كان من الواجب على كل اللبنانيين وليس فقط على المقاومة أن تقف، إلى أي شخص أن يقف إلى جانب الجيش اللبناني عندما يرى دماء الجيش اللبناني تسيل وأن يعتدى عليه 17 جندي لبناني يقتلوا، ومئة جريح من الجيش اللبناني معظمهم إصاباتهم خطيرة، هذا السؤال هل ندافع عن الجيش اللبناني أو أن نتركه يجرم به ويقتل ويجزر به، لنشاهد ما شاهدناه ما يحصل في سوريا من أكلت الأكباد إلى القتل إلى الذبح إلى الإعدام، على الجيش احتضان الشعب إليه ليس عاراً وليس عيباً مع العلم أن هذا لم يحصل، وهذا ما نفته، والسؤال الذي سأجيب عليه بشكل أوضح وأكثر صراحةً أن هؤلاء الذين يشنون هذه الحملة وهذه الأضاليل وهذه الشائعات والتحريض على الجيش اللبناني هم يعيشون في أزمة سياسية وجودية ليس لديهم شيء سوا حالة من الضياع، لا يعرفون في أي اتجاه يسيرون.

س: الشائعات شملت أيضاً مناقبية الجيش اللبناني المفترض انه يمثل الوحدة الوطنية في لبنان، هل كان المطلوب ضرب المؤسسة العسكرية وإذا كان الأمر كذلك لماذا برأيك؟

ج: هم الآن لقد أضاعوا كل المؤسسات وأصبحت المؤسسات الأساسية من السلطة التنفيذية إلى السلطة التشريعية حتى كل المؤسسات قوى الأمن الداخلي، ومعظم المؤسسات اللبناني هذه بحالة ترهل وبحالة انهيار، وبحالة انعدام الثقةـ لم يبق سوى الجيش اللبناني الذي ما زال يحفظ هذه الوحدة اللبنانية يضم كل الأفرقاء اللبنانيين من كل المذاهب والطوائف والمناطق اللبنانية، بقية هذه الرمزية لهذا الجيش. يحاولوا الآن القضاء على هذه الوحدة خاصة عندما نسمع البعض وخاصة ما يسمى بأحمد الأسير عندما دعى إلى الضباط والجنود والرتباء السنة ترك الجيش اللبناني ومقاتلته والذي سبقه بعض ما يسمى بالنواب المدد هم، عندما دعوا أيضاً وهاجموا، عندما أرى نائب يمثل الأمة ويمثل الشعب يقوم بحملة على الجيش اللبناني وقيادته، هذا سبق ما حصل، وما حصل في عرسال، وما حصل في طرابلس، طل الجرائم التي ترتكب بحق الجيش اللبناني كلها تؤكد أن هناك خطة ممنهجة ومبرمجة تهدف إلى تدمير هذه المؤسس الوحيدة التي ما زال الإجماع عليها وتشمل كل اللبنانيين.

س: هذه الحملة التحريضية دكتور على الجيش اللبناني كان يمكن ان تدخل الجيش في معركة مع أهل صيدا، هل هذا كان المقصود برأيك؟

ج: المحاولات التي حصلت لم يكن القصد فيها اهل صيدا هي إيجاد خرق على الساحة، على ساحة الجيش اللبناني وتقسيم الجيش أسوة ما حصل في الأحداث اللبنانية في السبعينات، عندما انقسم الجيش اللبناني، عندما يدعى إلى ترك الجيش، فئة من الجيش اللبناني وتلتحق بالمليشيات العائدة لهذا، المقصود الجيش اللبناني، عندما نجد أن هؤلاء الذين قتلوا الجيش اللبناني وأطلقوا النار عليه هم من غير اللبنانيين ومن غير أهالي صيدا من جنسيات تبدأ من باكستان إلى افغانستان مروراً بجنسيات مختلفة سوريين وفلسطينيين والقليل من اللبنانيين وأعتقد انه لا يوجد فيهم احد من أبناء صيدا، فنحن نعرف أن تاريخ صيدا بوابة المقاومة وعرين المقاومة، ونحن نعرف أن صيدا أول من قدمت الشهداء على تحرير الجنوب وخاضت معارك كبيرة في وجه الكيان الصهيوني عندما دخل لبنان، وما زالت صيدا تؤكد بأنها هي مع الجيش، ومع المقاومة وتحتضن الجيش والمقاومة، من هنا كل هذا التحريض هو يقصد الجيش اللبناني تحديداً، أما أهالي صيدا هم أكثر حرصاً على الجيش اللبناني من كل هذه الأصوات النكرة التي تصدر هنا أو هناك.