هل حفرت أوروبا في سورية حفرة وقعت فيها؟

هل حفرت أوروبا في سورية حفرة وقعت فيها؟
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣ - ١١:٣٥ بتوقيت غرينتش

دول الاتحاد الأوروبي التي يتدفق مقاتلون يحملون جنسياتها إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة التكفيرية بدأت تتخوف من عودتهم إليها والقيام بممارسة الإرهاب والعنف وتنفيذ الأفكار التكفيرية التي يحملونها . غير أن هذه الصورة تبدو مقلوبة فالدول الأوروبية التي تعلن خشيتها من ذهاب مواطنيها للقتال في سورية لم تعمل بشكل حاسم على منعهم من ذلك بل هي اتخذت قرارات بتسليح هذه المجموعات

وهناك من يتحدث عن مراكز تدريب في تركيا تساهم في تمويلها الحكومات الأوروبية لإعداد مقاتلين للذهاب إلى سورية فيما لم نسمع عن طلب أوروبي من تركيا لإقفال حدودها أمام عبور العناصر التي تتسلل إلى سورية .

تقرير.. نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مؤخرا مقابلات حصرية مع عناصر أوروبية تقاتل في سورية تحت لواء تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبط بتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
وأوضحت المجلة استنادا الى تقارير استخباراتية أميركية وأوروبية أن أعداد المقاتلين الأجانب وتحديداً ما يسمى "المجاهدين الأوروبيين البيض" يزداد على نحو ملحوظ على الجبهات السورية.

كم من هؤلاء الرجال هم من أوروبا، وكم منهم سيعود إلى أوروبا للقيام بعمليات إرهابية هناك، هذه السئلة تطرحها وكالات المخابرات، مسؤول مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي يقول إن مئات الأوربيين يذهبون وبعضهم ينضم إلى جماعات إرهابية.

بالطبع نحن قلقون لا يميل جميعهم غلى التطرف قبل المغادرة ولكن سيتدربون هناك ويتحولون إلى متطرفين وهذا يشكل خطراً عند عودتهم إلى هنا مجدداً.
مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب في الولايات المتحدة الأميركية، ماثيو أولسن أكد أن سورية باتت ساحة القتال الحالية للجهاديين الغربيين معربا عن مخاوفه مما سيقوم به هؤلاء بعد عودتهم إلى ديارهم الأوروبية وتجاه الولايات المتحدة تحديدا

وفي هذا لافيديو يظهر البلجيكي براين ديمولدر البالغ من العمر 19 عاماً... نعم إنه هو... هل أنت متأكدة؟؟... مئة في المئة... عندما التقيت بقريبته قالت لي إنه اعتنق الإسلام وأصبح متطرفاً، وذهب إلى سوريا في بداية العام.

براين كان رياضاياً وكان صاحب قلب من ذهب، كان دائماً يساعد الجميع، لم نره كهذا من قبل، أصبح مثل الرجل الآلي، ترك أهله وهو لا يتصل حتى بأمه، أعتقد أنه أصبح كالجندي، قال والد شاب بلجيكي على مواجات الأثير أنه يعتقد أن ابنه قد انضم إلى القماتلين المتمردين في سوريا، وقال ديمتري بونتينغ أن نجله جوجن متغيب منذ شهرين، وأنه تعرف عليه وغيره من الأجانب في شريط فيديو نشر على موقع أخبار حلب الموالي للمتمردين، وتشير التقارير إلى إمكانية ارتباط جوجن بالجماعات الإسلامية الشريعة لأهل بلجيكا التي اتهمت بتجنيد وغسل دماغ الشباب وتقديم التدريب العسكري لهم من أجل القيام بأنشطة جهادية.
فورين بوليسي نشرت المقابلات التي أجريت مع أوروبيين اثنين يقاتلان مع المجموعات التكفيرية في سورية تحت عنوان «جهاد بعيون زرقاء» بالتعاون مع إحدة الفضائيات العربية
اشترطا أن لا نذكر جنسيتهما وأن نذكر فقط أنهم من أوروبا، أبو طلال هو أوروبي معتنق للدين الإسلامي وهو مقاتل مع دولة العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة.. أما أبو سلمان فولد وعاش في أوروبا، وهو قناص.
وقد رفض أبو طلال ذو الشعر الأشقر والعيون الزرقاء أن يفصح كيف دخل إلى سورية وقال "إنه سيذهب مجدداً إلى أوروبا لزيارة عائلته ثم يعود. أما العنصر الأوروبي الثاني أبو سلمان فقد قال بإنه وصل من بلاده إلى تركيا عبر المطار ثم إلى سورية بطريقة غير شرعية عبر الحدود البرّية. مضيفا بأن الجميع يسلك هذه الطريق.
أما أبو سلمان الذي عمل مع «جبهة النصرة» وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" فقال إن هدف القتال في سورية ضد الحكومة السورية هو توسيع حدود الإمارة الإسلامية في العراق لتشمل بلاد الشام.

في ظل هذا الوضع ورغم تسهيل وتمويل دول الاتحاد الأوروبي لتسلل المسلحين وبينهم الأوروبيون إلى سورية عبر الحدود استفاقت أوروبا على الخطر المحدق من عودة هؤلاء الى أوطانهم في فرنسا وبلجيكا والنمسا وبريطانيا ودول اخرى وما يمكن ان يقوموا به من تفجيرات بعدما تبين ان كل هذه المجموعات الاوروبية تنضوي تحت لواء القاعدة أو جبهة النصرة
تقرير... وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فإن هناك قلق متزايد من أن الأوروبيين سوف يعودون مع موجة من الحماس الجهادي وبعض مظاهر الانضباط العسكري وتعزيز مهارات الأسلحة والمتفجرات وفي أسوأ الحالات أوامر من تنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات إرهابية.

وتشير تقديرات من أجهزة الاستخبارات الغربية إلى أن عدد العناصر من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا الذين دخلوا سورية منذ عام 2011 وصل أكثر من ألف عنصر على أقل تقدير فيما تشير مصادر أخرى إلى أكثر من ألفي عنصر .

من جهته أعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فاالس أن على الاتحاد الأوروبي يستعد للتصدي للتهديد الذي يطرحه الشبان الأوروبيون الإسلاميون الذين التحقوا بصفوف المجموعات الجهادية للقتال في سورية.

وكشف النقاب عن وجود أكثر من ستمئة أوروبيا يقاتلون في سورية منهم مئة وعشرون فرنسياً، مشيراً إلى أن ظاهرة المقاتلين الأوروبيين في سورية باتت تشكل تهديداً إرهابياً جديا وأمنياً كبيراً مشدداً على توخي الحذر عقب عودة هؤلاء المقاتلين إلى أوروبا.

فيما كشف وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش عن معلومات تفيد بمشاركة ما لا يقل عن 50 مقاتلا من ألمانيا في الحرب الدائرة في سورية. مشيرا إلى أن ما اطلق عليهم اسم المقاتلين الأجانب باتوا يمثلون خطرا كبيرا على أوروبا

وتسعى وكالات الاستخبارات الغربية الأوروبية وغيرها إلى العمل معا لتعقب الأفراد الذين يسعون لعبور الحدود إلى سورية من تركيا وهو ما حصل في بعض الدول حيث تم القبض على أفراد خلايا تقوم بعملية تهريب العناصر المقاتلة إلى سورية

أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ نضال حمادي، أهلاً بك.

س: بداية استاذ نضال أي دور يلعبه الأوروبيون هنا في صفوف المجموعات التكفيرية برأيك، وما تداعياته على الوضع في أوروبا؟

ج: في البداية أرحب بكم وشكراً لكم، أريد أن أذكر لك بعض ما جرى باللقاء بين رئيس الائتلاف السوري الجربى وفرانسوا هولند الرئيس الفرنسي، أول سؤال سأله فرانسوا هولند قال لهم ما حكاية المتطرفون في سوريا، كان جواب الجربا أنه هؤلاء اعتقدناهم قليلين ولكنهم كبروا بسرعة ولا نعرف من اين يأتون، ولا نعرف كيف كبروا، الاجتماع مع وزير الدفاع قال له وزير الدفاع نريد منكم معلومات عن 50 فرنسي يقاتلون في سوريا مع جبهة النصرة.. قال له ليس لدينا معلومات.. قال له إذا أردتم يمكنكم معرفة المعلومات. الأوروبيين في البداية اعتقدوا أن النظام السوري سوف يسقط بأسبوعين وبشهرين وبسرعة قصوى، فتحوا المجال للسلفيين الذين لهم علاقة معهم منذ حرب أفغانستان وحتى احتضنوهم بعد غواتنامو، أن اذهبوا إلى سوريا أسقطوا النظام ونحل بعدها، الآن بعد سنتين ونصف كبر هذا الملف، أصبح خطيراً على أوروبا لأن الكثير من الأوروبيين أصليين ومن حاملي الجنسية الأوروبية من بلدان المغرب العربي بالتحديد ذهبوا إلى سوريا، أصبحوا بالمئات، الآن بعد سنتين الجماعة هم خائفين، هم الآن يخافون من هذا الوضع، ولكن يريدون حل، هم أرسلوا إلى سوريا احترقوا بالنار التي أشعلوها في سوريا، لنرى لبعض الوقت ماذا يستطيعوا أن يحصلوا، ولكن هم الآن في أوروبا وفي فرنسا وفي ألمانيا وفي بريطانيا، يستعدون لعودة هؤلاء الناس لوضعهم بإقامات جبرية كما فعلوا بغوانتنامو، ومراقبتهم، هم المخابرات الفرنسية بالتحديد والألمانية بالتحديد والبريطانية لها معرفة كاملة بكل الجماعات الجهادية في العالم منذ 4 عقود من الزمن، لذلك هم يعرفون تفاصيلهم.

مجموعة تحت اسم الشريعة لبلجيكا مشتبه بها بتجنيد الشباب للقتال في سورية، الشرطة البلجيكية قامت بمداهمة بعض ممتلكات المجتبه بهم.

في السادس عشر من ابريل داهمة الشرطة البلجيكية 48 منزلاً واعتقلت 6 رجال مرتبطين بالمجموعة.

الحكومات الأوروبية لا تخفي قلقها من هؤلاء المقاتلين المخضرمين والذين يحملون جوازات سفر أوروبية تساعدهم على التنقل بسهولة بين سوريا وأوروبا وأميركا، يلعب المجاهدون الأجانب دوراً متزايد الأهمية في ميدان المعركة في سورية. السؤال الرئيسي هو التالي، هل ستحسم قوتهم القتالية المعركة لصالحهم أم أن تطرفهم سيدرمها بشكل تام.

بالعودة إليك أستاذ نضال..

س: رغم أن هناك الكثير من التخوف لدى الدول الأوروبية من عودة هذه العناصر الغربية لممارسة الإرهاب لم نرى أن هناك عملاً حقيقياً لوقف هذا التدفق من هذه العناصر إلى سورية من جانبها لماذا برأيك؟

ج: أعطيك مثلاً فرسنا وزير الداخلية هو من أشد الداعين إلى التعاون مع المخابرات السورية لمكافحة هذه الظاهرة، هناك اعتراض في الإليزيه وفي الخارجية بضغط أميركي واضح، لذلك هو الخلاف بين الخارجية والداخلية في بلد مثل فرنسا يجعل لهؤلاء الحركة الكبرى في التنقل، هم يعيشون في فرنسا، جماعات غوانتنامو الذين كانوا في قندهار والذين كانوا في طورابورا أنا أعرفهم شخصياً جلست معهم وأكلت معهم وعملت معهم تقرير مرتين، كانوا في تورابورا وأتوا إلى فرنسا كان معهم جنسيات فرنسية وطبعاً أناس معهم إقامات فأعطوا كل التسهيلات، لماذا يستمر التدفق، لأن هناك هروب للأمام التوقع كان بإسقاط النظام السوري خلال أسبوعين أو شهرين، الآن بعد سنتين ونصف هناك دفاع هروب للأمام من أجل الحفاظ على ماء الوجه وثانياً الكباش الروسي الأميركي في المنطقة يفرض على هؤلاء الأوروبيين دعم الحليف الأميركي بهذا المجال، نحن الآن أمامظاهرة قوية لا يمكن للأمن الأوروبي حتى لو اعتقل 30 أو 40 أن يتجنب مع عودتهم مشاكل أمنية في أوروبا خصوصاً في بلدان مثل إيطاليا فيها مافيا، أو مثل إسبانيا لها تاريخ في هذه العمليات. الفرنسيين يحاولون أن يجعلوها منطقة أمنية، أمن فرنسا نحن منذ 6 أشهر يعيشون الخطة الأكبر أو الأقصى في الأمن، في المترو وفي الباص وفي الشارع، نحن الآن أمام خطر فعلاً لكن الأوروبيين بشكل عام يقولوا للخارجية أن يعني سقوط النظام السوري أو هزيمة إيران في سورية وفي الشرق الأوسط تقتضي مثلاً أن نتحمل بعض الخسائر، هم ينافقون في خلاف بين الداخلية والخارجية هناك نوع من النفاق الأوروبي في هذا المجال، ولكن أنا أقول بنهاية الأمر، بنهاية الموضوع، سوف يدفعون الثمن لا شك في هذا الموضوع.

س: أستاذ نضال الملاحظ أن تدفق العناصر الغربية إلى سورية يتم عبر تركيا وهي عضو في حلف الناتو، كيف تفسر هذه المفارقة، هل هي لعبة توزيع أدوار وقلب لصورة الحقيقة؟

ج: هم دخلوا بالأساس لإسقاط النظام السوري بفترة معينة كما قلت، تركيا هي المعبر الأساس لشمال سوريا، الأميركان يريدون بعد ما فشلوا في إسقاط دمشق وإسقاط النظام السوري بعد تدخل حزب الله في القصير والمنطقة الوسطى التي حسمت الوضع بشكل كبير وكسرة الخطة الكبرى هم يريدون الآن الأميركان الحصول على مواقع قوية في الشمال السوري للتفاوض مستقبلاً في جنيف2، أخذوا قرار بجنيف 2، الحصول على مواقع في شمال سورية طبيعي إرسال مقاتلين ومسلحين، فهذه الخطة موجودة، والأوروبيين من ناحية يقولوا والفرنسيين بالتحديد "حالت عن ظهري بسيطة"... هذا عندي مربي ذقن وعامل مشكلة وممكن أن يفتعل مشكلة يذهب إلى سورية وبعدا نرى.