دهاء اوباما وغباء نتنياهو

دهاء اوباما وغباء نتنياهو
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جاء الى واشنطن مسرعا من أجل لقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما وتحذيره من جديد من أي خطوة ايجابية يقدم عليها لصالح الجانب الايراني .

علامات الغضب كانت بادية على وجه نتنياهو وهو يصل واشنطن ويلتقي الرئيس الامريكي ويلقي كلمة في الجمعية العامة للامم المتحدة ، لانه لم يتمكن أن يقنع نفسه بالظهور بمظهر الشخص غير المبالي تجاه نتائج زيارة الرئيس حسن روحاني الايجابية لنيويورك والاتصال الهاتفي بين الرئيسين الامريكي والايراني واتفاقهما على اتخاذ خطوات عاجلة من اجل الدخول في محادثات لحل القضايا المختلف عليها .

تصريحات نتنياهو تركزت في مؤتمره الصحفي مع اوباما على ضرورة منع ايران من انتاج اسلحة نووية وعدم رفع العقوبات الصارمة ومواصلة التهديد العسكري لايران واخيرا اعلن نتنياهو انه مستعد للدخول في حرب ضد ايران لوحده .

ويبدو ان نتنياهو لم يتمكن من إقناع الرئيس الامريكي بوجهات نظره ، لذلك جاء الى الامم المتحدة ليكرر مطالبه التي طرحها على الرئيس الامريكي ولم يحصل منه على رد ايجابي .
فعندما يئس نتنياهو من الرئيس الامريكي ، صرخ بكل قوة من على منبر الامم المتحدة قائلا :"لا توقفوا الضغوط على إيران" مضيفاً أن الاتفاق الوحيد الذي يمكن إبرامه مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني هو "التفكيك الكامل لبرنامج إيران للأسلحة النووية."

نتنياهو الذي يهدد ايران باستمرار بضرب منشاتها النووية  حتى لو بقي وحده ولم تؤازره الولايات المتحدة يدرك جيدا ما الرد الذي ينتظره من ايران لو أقدم على أية حماقة ، و إنه على ثقة بأن صيحاته وعربداته في واشنطن ونيويورك لن تجد اذانا صاغية ، لان زمن العنتريات الاسرائيلية قد ولى ،  وان ايران ليست  مثل  بعض الحكام العرب الذين يخافون من غضب "اسرائيل" ويعملون على عدم اغضاب رئيس الوزراء الاسرائيلي.

لقد أفرغ نتنياهو جام غضبه على منبر الامم المتحدة مهددا ايران بالقول  إن "اسرائيل لن تدع ايران تحصل على أسلحة نووية. اذا اضطرت "إسرائيل" للتحرك بمفردها فستتحرك بمفردها".

ان نتنياهو الحريص على منع ايران من صنع القنبلة الذرية ، لا يخجل من العالم أجمع وهو يحتفظ باكثر من مائتي رأس نووي في قواعده العسكرية ومنشاته النووية ويمتنع عن الانضمام الى معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية .

لا أدري كيف يبرر نتنياهو وهو يقف على منبر الامم المتحدة  اقتنائه الرؤوس النووية وهو يصرخ بأعلى صوته ويدعو الى منع ايران من تخصيب اليورانيوم ومواصلة برنامجها النووي؟

ومن المدهش جدا ان يجلس مندوبوا الدول الكبرى وخاصة الدول الاوروبية ويستمعوا الى كلمة رئيس الوزراء الاسرائيلي ولم يحتجوا ضد تصريحاته الهوجاء التي هي في الواقع تحد من جانبة لجميع دول وشعوب العالم التي تدرك من هو نتنياهو وما هي جرائمه التي ارتكبها ويرتكبها ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني طوال السنوات الماضية .

لقد فشلت محادثات نتنياهو مع الرئيس الامريكي وقد خرج من إجتماعه مع اوباما بخفي حنين وهذا ما نراه في تقرير لموقع  “ديبكا” الاسرائيلي  حول اللقاء الذي عقد الاثنين مساء بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وقال الموقع إن تصريحات “أوباما” و “نتنياهو” عقب اللقاء الذي جمع بينهما عكست انقسام وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حيال التعامل مع الملف النووي الايراني ، مضيفا أن هذه التصريحات نفت وجود أي اتفاق كامل بين البلدين حول النووي الإيراني.

واختتم “ديبكا” تقريره مؤكدا انقسام موقف أمريكا و"إسرائيل" حيال برنامج إيران النووي، حيث تطالب تل أبيب بوقف تخصيب اليورانيوم على الفور، بينما تكتفي واشنطن بتعهد إيران بعدم انتاج القنبلة النووية ولا تمانع في امتلاكها للقدرات النووية.

وكتب المراسل الدبلوماسي في صحيفة هارتس الاسرائيلية يقول : ان "الهوة" كبيرة بين الرجلين حول ايران و مشيرا الى انه "بالنسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي انه لا يؤمن بالحوار مع ايران ويفضل العقوبات والقوة العسكرية. اما اوباما فلقد حدد منذ دخوله الى البيت الابيض عام 2009 هدفا يتمثل باطلاق حوار مباشر مع الايرانيين".  ان ما نستنبطه من المصادر الصحفية الاسرائيلية ان الرئيس الامريكي أراد أن يسترضي نتنياهو مكررا  التزامه بعدم الاستغناء عن "اي خيار ومن بينه الخيار العسكري" ضد ايران .

من جهته اعلن  وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن الولايات المتحدة أبلغت دول مجلس التعاون الخليجي، وفي اشارة الى العلاقة مع إيران، أنها «لن تخطو خطوة» تتناول منطقة الخليج الفارسي «قبل التشاور مع أصدقائها في المنطقة». وأضاف: «أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ نظراءه الخليجيين، خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن التركيز الأميركي مع إيران «سيكون على الملف النووي» وأن الأميركيين «يريدون التوصل الى انفراجة ويسعون الى أن تغيّر إيران سياستها تجاه مختلف القضايا.

يبدو ان الولايات المتحدة ارادت من خلال تصريح وزير الخارجية الامريكي ، أن تطمئن حلفاءها العرب وتسترضيهم وتقول لهم بانها سوف تتشاور معهم في اي قضية تخص ايران ، وهذا هو نفس الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة من "اسرائيل" بعد غضب رئيس الوزراء الاسرائيلي من المحادثات الامريكية الايرانية.

*شاكر كسرائي