النائب توكلي : اميركا تخلت عن شروطها المسبقة مع ايران

النائب توكلي : اميركا تخلت عن شروطها المسبقة مع ايران
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٧:٤١ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم ) – 6-10- 2013 – قال احمد توكلي النائب البارز في مجلس الشورى الاسلامي الايراني ان اهم انجاز حققته زيارة الرئيس حسن روحاني الى نيويورك هو تخلي اميركا عن شروطها المسبقة تجاه ايران والتي وضعتها قبل ثلاثين عاما.

وقال توكلي الذي هو ايضا عضو في لجنة التخطيط والميزانية بمجلس الشورى الاسلامي في تصريح لقناة العالم مساء الاحد : ان الاميركان ولاول مرة ودون وضع شروط مسبقة قد ابدوا رغبتهم باجراء مفاوضات مع ايران .
واضاف ان ايران كانت تجري خلال السنوات الماضية مفاوضات مرحلية مع اميركا حول القضايا المرتبطة بافغانستان والعراق الا ان هذه المفاوضات كانت غير رسمية مؤكدا : اننا اليوم في ظروف بحيث ادركوا بانهم دون مشاركتنا لن يتمكنوا من تسوية القضايا الاقليمية بما فيها افغانستان والعراق وسوريا وانهم بحاجة الى اجراء اتصالات مع ايران ولذلك  فان الرئيس الاميركي ولاول مرة ذكر باحترام قائد الثورة وفتواه حول حرمة انتاج السلاح النووي ، خلال كلمته في الامم المتحدة ويبدو انه اعترف بالحقوق النووية للشعب الايراني ونحن انتهزنا هذه الفرصة لكي نزيل عبر الحوار الظلم الذي مارسته اميركا في مختلف المجالات بما فيها البرنامج النووي .
وحول ظروف المفاوضات بين ايران واميركا قال توكلي : ان الاميركان وخلال اكثر من  ثلاثين عاما عندما كانوا يطالبون باجراء مفاوضات مع ايران فانهم في الواقع  كانوا يطالبون بمحاكمتنا لدعمنا حزب الله لبنان الذي كانوا يزعمون بانه تنظيم ارهابي او بسبب اتهامهم لنا بانتاج اسلحة دمار شامل او انتهاك حقوق الانسان وفي الاعوام الاخيرة اضافوا الى هذه الاتهامات الموضوع النووي ، هذا في الوقت الذي كنا نؤمن بان اميركا هي التي قطعت العلاقات ويجب ان تقدم توضيحا حول تدخلها في قضايا مثل الانقلاب العسكري عام 1953 ودعمها لصدام في حربه ضد ايران والاعتداء على طائرة نقل الركاب الايرانية واسقاطها وقتل جميع ركابها المدنيين .

ايران تنتظر تحركا عمليا من اميركا

وتابع : ان المهم هو الافعال وليست التصريحات ويجب ان لانضع اي شروط مسبقة . نحن نتفهم الخلافات الداخلية الاميركية  وعندما تتخلى قوة عظمى عن شروط مسبقة كانت تصر عليها منذ اكثر من ثلاثين عاما وتؤكد على الاحترام المتبادل فهذا يكفي لبدء عملية جديدة الا انه ينبغي علينا اخذ جانب الحيطة والحذر وننتظر خطوات عملية وعلى الجانبين ان يدركا ظروف احدهما الاخر وتبدا خطوات عملية . 
وحول المشاكل الداخلية التي يواجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما ومعارضة الكونغرس له قال توكلي : نحن لانتوقع حدوث معجزة ونعرف بان الرئيس الاميركي يواجه عراقيل الا ان امامنا ايضا رئيس في نظام رئاسي له حق النقض في القرارات التي يتخذها الكونغرس ولذلك ليس بامكاننا ان نقول بما ان معارضينا في اميركا مثل الصهاينة يريدون وضع عراقيل امام اوباما فيجب ان لا نرحب بهذه الفرصة السانحة التي من الممكن ان لاتصل الى نتيجة ايضا ... نحن نرحب بهذه الفرصة ونعلم بان هذا الطريق لايكون دون مشاكل الا ان هناك اختبارات عملية واضحة في هذا المجال .

يبنغي الغاء الحظر الظالم ضد ايران

واضاف توكلي : من اجل ابداء حسن النية يجب الغاء الحظر الظالم المفروض على الشعب الايراني . فمن الممكن ان يدلي الساسة وفقا لمصالحهم تصريحات متناقضة ومتباينة الا انه يجب ان نرى افعالهم على الارض .
وتابع : في ايران هناك ايضا معارضون ومؤيدون، لهم حق الادلاء بارائهم الا ان النظام  يمتلك اركانا تتخد قرارات وفق الية خاصة وتنظر الى القضايا بوعي ولذلك يجب ان لانكون متشائمين وكذلك يجب ان لانكون متفائلين بشكل كبير .  
واكد النائب توكلي على ضرورة اعتماد اليقظة ورصد تصرفات سلطات البيت الابيض وقال : في اطار منطقي يمكن ان نصل الى حل يضمن مصالح الشعب الايراني ونثبت ايضا للعالم باننا لسنا بصدد انتاج سلاح نووي . 
وحول سبب تحديد اطار زمني محدد للمفاوضات من قبل الرئيس روحاني قال توكلي : نحن لسنا حريصين على اجراء مفاوضات بمجرد انها مفاوضات خاصة مع اولئك الذين مارسوا الظلم  بحق الشعب الايراني . نحن نتفاوض من اجل التوصل الى نتيجة . لو كان من المقرر ان نهدر وقتنا فان هذا لايخدم مصالح البلاد .. وبناء على ذلك لو كانوا وفقا لمزاعمهم يسعون وراء تسوية القضية ولهم الصدق في هذا المجال فان نتائج هذه  المفاوضات بامكانها  ان ترى النور بشكل سريع وحتى اسرع من ثلاثة اشهر .    
وصرح : من البديهي انه خلال ثلاثة اشهر لايمكن ان تسوى جميع القضايا الا ان نتائجها " المفاوضات " ستظهر وهذا يكفي لمواصلة الطريق .
الا اذا ارادوا ان يمددوا فترة هذه المفاوضات ويخلقون ذرائع فحينئذ سيتبين ان هذه المفاوضات هي من اجل المفاوضات ومجرد هدر للوقت ونحن لسنا بصدد اهدار الوقت .   
وحول موقف ايران في حال عدم وصول المفاوضات الى نتيجة قال النائب توكلي : كل شيء متوقع . لا نقدم التزامات بان نتصرف وفقا لتصرفاتهم . نحن نقرر وفقا للظروف ومن الممكن ايضا ان  لاتصل المفاوضات الى نتيجة .

نظرة المجلس الى دبلوماسية الحكومة ايجابية

وحول موقف مجلس الشورى الاسلامي من زيارة الرئيس روحاني الى نيويورك قال النائب توكلي : ان المجلس هو محل ابداء الخلافات في وجهات النظر الا ان انطباع المجلس بشكل عام هو ايجابي . كما ان في المجتمع هناك خلافات في وجهات النظر بحيث ان بعض الطلبة الجامعيين توجهوا الى مطار مهراباد وابدوا احتجاجهم خلال حفل الاستقبال للرئيس روحاني لدى عودته من نيويورك ومن وجهة نظري فمن حقهم ان يبدوا ارائهم .الا انه حدثت قضايا كانت مسيئة وليست قانونية وادينها الا ان ابداء الطلبة الجامعيين احتجاجهم فهذا من حقهم لان في ايران هناك اصواتا واراءا متعددة وليس فيها صوت واحد . كما ان هذه الظروف سائدة ايضا في المجلس الا ان الاجواء العامة فيه ايجابية ولصالح الزيارة .
وحول موقف قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري الذي وصف الحوار الهاتفي بين الرئيسين الاميركي والايراني ب" الخطا التكتيكي " قال توكلي ان الحرس مؤسسة عسكرية الا ان لها صبغة سياسية ولها الحق بان تكون لها هذه الصبغة لانها كانت تمتلك  دورا رئيسيا في الحفاظ على الثورة وبقائها ووفقا للدستور فيحق لها بان تمتلك هذه الصبغة الا انها لايحق لها بان تشارك في الاحزاب والتكتلات السياسية . وقد اعتبر قائد الحرس هذا الاجراء خطأ تكتيكيا وباعتقادي هذا ليس امرا غريبا الا انه في النهاية  وبما ان الحرس يخضع لقيادة الولي الفقيه فعندما يؤيد القائد مبدا العمل فان الحرس يتماشى معه رغم انه ليس هناك اشكال في ابداء النقد للتكتيك . فبامكان اي شخص ان يقبل عملا ما ويرفض تكتيكه  .

نتائج الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الايراني والاميركي ايجابية

وحول رايه بشان الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الايراني والاميركي قال النائب توكلي : في العموم اعتبر الاتصال ايجابيا وكما قلت سابقا اظن بان اميركا عندما تتخلى عن مواقفها الرسمية التي كانت سائدة خلال العقود الاخيرة وترغب باجراء اتصالات مع ايران فيجب ان نرد ايجابا على هذه الرغبة وفي هذه الحالة لو انهم يثبتون عمليا بانهم ينتهجون طريقا صائبا لكي تتم تسوية المشكلة  فهذا الامر يكون لصالح ايران ويثبت صوابية عمل مسؤولي النظام ، او انهم بخبث ينتهجون سلوكا اخر يتناقض مع تصريحاتهم وفي هذه الحالة سيكون هذا السلوك لصالح استدلال ايران التي تؤكد بانهم ليسوا اهلا للثقة وهذا الامر يساعد على مزيد من ترسيخ الوحدة الداخلية . 
وتابع النائب توكلي : من الناحية الخارجية في الوقت الذي يعاني الجميع في المنطقة من مشاكل فان ايران تقوم بدور في جميع المناطق وانهم مضطرون لقبول هذا الدور . ومن الناحية الداخلية وفي الوقت الذي تتم الاطاحة بالحكومة الشرعية في مصر عبر انقلاب عسكري ، تجري انتخابات رئاسية في ايران يشارك فيها مرشحون من مختلف التوجهات وينتخب شخص باغلبية الاصوات ويستلم السلطة بسهولة ويبدى الشعب ايضا ارتياحه لهذا الانتخاب .  
واضاف توكلي : قارنوا اوضاع مصر مع اوضاع ايران في هذه الظروف ، هذا يدل على اقتدار ايران في الداخل والخارج . ومن البديهي اننا بسبب بعض حالات الضعف الداخلية وسوء الادارة والتدبير وكذلك  بسبب الحظر المفروض نعاني من مشاكل اقتصادية .. وكذلك الدول الصديقة لاميركا الا تعاني من مشاكل اقتصادية .؟   
وصرح : منذ اكثر من ثلاثين عاما نعيش بدون اميركا وان تقدمنا اصبح اكثر من بعض الدول التي كانت لها علاقات مع اميركا . ولذلك اظن انه يجب ان نغتنم هذه الفرصة لانه برز حدث جديد يمكن ان يكون مصدرا لتحرك جديد لاستئناف العلاقات بين ايران والدول الغربية مع الحفاظ على المواقف والمبادىء . وربما يتوقف هذا التحرك بعد عدة اشهر ويثبت كما قلنا دوما بان الغرب يتعامل معنا بشكل مزدوج  .

الحظر ليس له تاثير على رغبة ايران في الحوار

وحول تصريحات بعض المسؤولين الاميركيين الذين قالوا خلالها ان الحظر والمشاكل الداخلية قد اجبرت ايران على الدخول في مفاوضات مع الغرب قال النائب توكلي ان الساسة في واشنطن يظنون بان جميع مشاكل ايران ناتجة عن اجراءاتهم المشددة ضدها واذا  اقيمت  العلاقات مع واشنطن فان جميع مشاكلها  ستحل  .. لو كانت  هذه المزاعم صحيحة فلم حدثت ثورة في ايران لان اميركا كانت لها قواعد عسكرية واكثر من 45 الف مستشار عسكري وان الشاه كان ياتمر باوامرهم الا ان الفقر والذلة والمسكنة كانت سائدة في هذا البلد ولذلك فان مجرد اقامة العلاقات مع اميركا لن تحل المشاكل .   
واردف قائلا : القضية الاخرى هي ان هناك اشخاصا في اميركا يظنون بانهم يحلون محل الله ولو ارادوا فان جميع الاشياء ستتغير ولو فرضوا حظرا  على طهران فان ايران ستتعرض للنكبة ولن تستطيع فعل اي شيء وهذا اعتقاد خاطىء تماما .    
وصرح ان هدف اميركا من فرض الحظر هو الحاق هزيمة بايران بحيث شددت دائرة الحظر بمرور الزمن الا انها لم تتمكن من تحقيق اي شيء .
واضاف ان المسؤولين المتطرفين الاميركيين كانوا يعتقدون بان من خلال تشديد نطاق الحظر يمكن ان يجبروا ايران على الاستسلام الا ان هذا الامر لم يحدث .
واكد النائب توكلي : من طرف اخر فان بعض المسؤولين الاميركيين يعتقدون بعدم جدوى تشديد الحظر ولذلك يريدون ان ينتهزوا الفرصة  لاقامة علاقات مع ايران .
وتابع توكلي ان هذين الموقفين  سائدان حاليا  في اميركا وان باراك اوباما هو الان يمثل الموقف الثاني ويجب ان ننتظر بان اي من الموقفين سينتصر في النهاية .
وصرح النائب توكلي ان الشعب الايراني يعلم جيدا بان جميع القضايا لن تحل عبر اقامة العلاقات مع اميركا وان جميع المشاكل ليست لها صلة بعدم اقامة العلاقات مع واشنطن مؤكدا ان الاميركيين لن يحققوا تمنياتهم بالحاق هزيمة بايران وان بلدنا له القدرة والقوة  الكاملة على الصمود .
tt-