هدوء روحاني .. وانفعال نتن ياهو!!

هدوء روحاني .. وانفعال نتن ياهو!!
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

شهد العالم يوم الثلاثاء الماضي رئيس الوزراء الاسرائيلي على منبر الامم المتحدة عصبيا منفرزا ووجهه مكفهرا وعلامات الغضب بادية على وجهه وهو يلقي كلمته التي استغرقت 33 دقيقة خصص نصف ساعة منها للهجوم على ايران ورئيسها الشيخ حسن روحاني الذي وصفه بذئب في ثوب حمل.

نتنياهو حاول خلال خطابه إقناع المجتمع الدولي بان ايران عازمة على امتلاك سلاح نووي مهددا أن اسرائيل ستتصرف وحيدة إذا اضطرت لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
رفض نتنياهو أي اقتراح يسمح لايران بتخصيب اليورانيوم حتى على مستويات متدنية، قائلاً أن الطريقة الوحيدة لضمان عدم انتاج ايران سلاحاً تتمثل في التفكيك التام لدورة التخصيب. وحض الغرب على تشديد العقوبات الإقتصادية على الجمهورية الإسلامية عوض تخفيفها، مقترحاً الرد على هذا المطلب بـ"عدم الثقة، والتفكيك، والتحقق" من أن طهران لن تنتج سلاحاً نووياً.
وحذّرنتنياهو  من أن "إيران نووية ستكون أخطر خمسين مرة من كوريا الشمالية"، ولذا فإن "اسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. وإذا اضطرت إسرائيل الى الوقوف وحدها، ستقف اسرائيل وحدها".
يبدو أن عصبية نتنياهو جاءت بعد ان التقى الرئيس الامريكي باراك اوباما وسمع منه الموقف الامريكي الجديد من ايران وما جرى من حديث بينه وبين الرئيس الايراني حسن روحاني وقرارهما بدء محادثات شاملة للقضايا المختلف عليها بين البلدين.
فالرئيس الامريكي باراك اوباما  لا يجد نفسه مضطرا لمسايرة رئيس الوزراء الاسرائيلي ولا يقبل منه أن يتعدى حدوده باستخدامه كلمات غير لائقة امامه، ومن هنا جاء الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين كبيرا، وهذا ما جعل نتنياهو اكثر عصبية من ذي قبل.
ان رئيس الوزراء الاسرائيلي  لم يتعود من قبل بان يرفض أحد من المسؤولين الامريكيين طلبا له ولكنه هذه المرة رأي ان الرئيس الامريكي قد غيّر موقفه من ايران على عكس اللقاءات السابقة التي كان اوباما يشاطر نتنياهو الموقف المتشدد من ايران وبرنامجها النووي.
الرد الايراني على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي كان حاسما وفوريا اذ رفض المسؤولون الايرانيون تهديدات نتنياهو ووصفوها بالوقحة. و اكد رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء حسن فيروزآبادي ان تصريحات رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي تنم عن العجز، مؤكدا عدم جدوائية "الخيار العسكري" ضد ايران لانه اصبح اداة بالية صدئة. وقال اللواء فيروزآبادي الاربعاء ردا على تصريحات نتنياهو الاخيرة التي تنم عن الوقاحة والتهديد والتي ادلى بها في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ضد ايران، ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ثبّت اسمه في لوحة الامم المتحدة كداعية حرب.
واضاف رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، ان اداة "الخيار العسكري" اليوم هي اداة بالية صدئة، موضوعة على طاولة مكسورة ومتهرئة .
من جهته رد الرئيس الايراني حسن روحاني على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ببرودة اعصاب وقال اننا يجب ان لا ننزعج من تصريحات كيان معتد في المنطقة يتحدث بفضاضة  ضد مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية. اننا لم نكن نتوقع من اسرائيل غير هذه اللهجة. ان الاسرائيليين عندما يرون بأن سيوفهم قد صدأت، وان المنطق أخذ يحكم العالم وان نداء السلام للشعب الايراني وصل الى اسماع العالم، لانه يطالب دائما بالسلام ولا يرغب في العدوان والحرب، فان هذا الكيان يغضب ويفقد أعصابه. فالاسرائيليون منذ الانتخابات الرئاسية في ايران اتخذوا موقفا معاديا للشعب الايراني ومني أنا خادم الشعب وممثله.
واضاف روحاني ان رد فعل نتنياهو طبيعي جدا، ونحن لم نكن نتوقع من اسرائيل غير هذا الموقف وان كلام نتنياهو يظهر باننا نسير في الطريق الصحيح، وعلينا أن نواصل طريقنا بكل عزم وصلابة.
رد الرئيس الايراني على نتنياهو إتسم بالعقلانية والمنطق وبعد نظر، وكان بعيدا عن لهجة نتنياهو العصبية العنيفة التي أظهرت المسؤولين الاسرائيليين على أنهم بعيدون كل البعد عن المنطق والعقل وهم طلاب حرب ومتعطشون للدماء.

* شاكر كسرائي