عملية عسكرية "واسعة النطاق" بشمال مالي ضد المسلحين

عملية عسكرية
الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

شن اكثر من 1500 جندي فرنسي ومالي ومن بعثة الامم المتحدة عملية عسكرية "واسعة النطاق" في شمال مالي لـ"تجنب معاودة بروز حركات ارهابية" بعد سلسلة هجمات قامت بها جماعات مسلحة متطرفة.

وقال الكولونيل جيل جارون الناطق باسم هيئة اركان الجيوش الفرنسية "بدأنا مع الجيش المالي وقوة الامم المتحدة في مالي عملية واسعة النطاق في شمال وجنوب نهر النيجر. وهي المرة الاولى التي نرى فيها هذا الحجم الكبير من القوات تعمل معا"، لكنه لم يشأ اعطاء اي حصيلة لهذه العملية.
ويشارك في العملية أكثر من الف جندي بينهم كتيبة من العسكريين الفرنسيين وكتيبة مالية تعد اكثر من خمسمئة جندي كل منها.
وقد شنت العملية الاحد غداة زيارة قام بها رئيس اركان الجيوش الفرنسية الاميرال ادوار غيو من 16 الى 18 تشرين الاول/اكتوبر، وتوجه خلالها تباعا الى باماكو ونيامي ونجامينا.
واوضح الكولونيل جارون ان الهدف من العملية هو "الضغط على الحركات الارهابية المحتملة لتفادي معاودة ظهورها وذلك يشكل جزءا من هذه العمليات التي تجرى بشكل منتظم للمساهمة في استقرار البلاد"، مؤكدا انها تتعلق برد على الهجمات الاخيرة التي شنها عناصر من "الجهاديين" مؤخرا.
وشن متطرفون مسلحون الاربعاء هجوما جديدا على مواقع للجيش التشادي في تيساليت باقصى شمال شرق مالي على بعد 500 كلم من المنطقة التي تجري فيها العملية. ومنذ قرابة الثلاثة اسابيع شنت جماعات متطرفة سلسلة عمليات في الشمال المالي الشاسع.
 وردا على سؤال حول هذه الهجمات قال الكولونيل جارون ان القوات الفرنسية لم تفاجأ بـ"رؤية مثل هذه المجموعات الصغيرة تنشط" مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر ان تجري دورتها الاولى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
واضاف المتحدث باسم الجيش الفرنسي "في كل مرة تجري عمليات مركزة جغرافيا لا تندرج في توقيت محدد وتستند الى طريقة عمل ارهابيين من خلال ضرب المعنويات بدون امتلاك القدرة حتما على خوض معركة محددة زمنيا".
وتابع "نعلم انه لم تتم تصفية كل المجموعات الارهابية الموجودة في مالي. وفي بعض الاوقات يمكن ان تعاود الظهور ولا سيما مع اقتراب الانتخابات التشريعية".
 وتعقب هذه الانتخابات الاقتراع الرئاسي في تموز/يوليو وآب/أغسطس الذي جرى في اجواء هادئة وافضى الى فوز ابراهيم بوبكر كيتا.
لكن وجود الاف الجنود الفرنسيين والافارقة في شمال مالي لمطاردة الجماعات المتطرفة لم يمنع مطاردتهم شن الجهاديون منذ ايلول/سبتمبر ثلاثة هجمات دامية في المنطقة.
والاربعاء قتل جنديان تشاديان وطفل مالي كما اصيب ستة عسكريين تشاديين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة وباسلحة ثقيلة في تيساليت على بعد 1700 كلم الى شمال شرق باماكو قرب الحدود الجزائرية. وقتل خمسة مهاجمين بحسب الجيش التشادي.
وتبنى الهجوم في باماكو سلطان ولد بادي قائد مجموعة اسلامية متطرفة صغيرة مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وفي السابع من تشرين الاول/اكتوبر قتل جندي مالي في اطلاق نار باسلحة ثقيلة على غاو كبرى مدن شمال مالي على مسافة 1200 كلم من باماكو. وتبنت اطلاق النار جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا.
وفي 28 ايلول/ستبمبر اسفر هجوم انتحاري في تمبكتو تبناه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عن سقوط قتيلين مدنيين واربعة انتحاريين كما ادى الى اصابة سبعة جنود ماليين بجروح بحسب السلطات المالية.
وتعد جماعة التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ابرز المجموعات المسلحة التي احتلت شمال مالي في 2012 حيث ارتكبت تعديات كثيرة.
وهذه الهجمات تطرح مسالة تعزيز بعثة الامم المتحدة في مالي التي تضم حاليا ستة الاف عنصر ويفترض ان يرتفع عديدها الى اكثر من 12 الف بحلول نهاية العام، فيما قررت فرنسا خفض عدد جنودها من ثلاثة الاف الى الف في اواخر كانون الثاني/يناير 2014.
ويتدخل الجيش الفرنسي منذ كانون الثاني/يناير في مالي حيث طرد الجماعات المسلحة التي كانت تحتل شمال البلاد.