ألغاز الشرق الأوسط !

ألغاز الشرق الأوسط !
الإثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

خصصت بعض صحف طهران الصادرة صباح الیوم الإثنين 2013.11.18 افتتاحياتها ومقالاتها لتناول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. وتناولت صحيفة "مردم سالاري" في افتتاحيتها لهذا اليوم ألغاز وأسرار الشرق الأوسط.

ألغاز الشرق الأوسط!
يستهل الكاتب "علي ودايع" مقالته الافتتاحية بالقول إن معادلات السلطة والسياسة في الشرق الأوسط لاتخضع لأي قانون. وإن الربيع العربي أظهر بأن أقوى الحكومات العربية يمكن أن تسقط وفي أي لحظة. إلا أن هذا الأمر لايتحقق في أوروبا وأميركا وحتى في دول الشرق الأقصى. فبعد سقوط الحكومات الدكتاتورية العربية الواحدة تلو الأخرى، خيمت الفوضى وانتشرت الاضطرابات في الدول الثورية.
فحينما سقط الحكام الذين حكموا البلاد بالحديد والنار والقمع، لم تستطع الديمقراطية الفتية في هذه الدول مثل اليمن واليبيا وتونس ومصر أن تنفذ تطلعاتها في هذه الدول.
وإن واشنطن التي ترى نفسها الوصية على العالم، وأنها فوق القانون الدولي، والتي سعت خلال القرن الماضي تطبيق الخطة البريطانية في الشرق الأوسط وتحت عنوان "النظام العالمي الجديد" فإنها لم تستطع مواكبة تغيرات الربيع العربي.
ولفتت الافتتاحية إلى أن النقطة الفجيعة لأميركا هي أن مصر أرض الفراعنة التي كانت لغاية أمس قاعدة استراتيجية لها، فإن الجيش المصري بعد الإنقلاب على "محمد مرسي" أدار ظهره لواشنطن وتحرك نحو الكرملين، مما أزعج خواطر البيت الأبيض كثيرا.
إن تراجع أميركا من الشرق الأوسط بشكل مؤقت، يمكن اعتباره لغزاً من ألغاز الشرق الأوسط، كما وأن خروج الغرب من دول آسيا الوسطى أعاد للأذهان عودة الإمبراطورية الروسية.
كما وأن مفاوضات جنيف النوویة يمكن أن تكون في هذه الدائرة، إلا أن الفرنسيين الذين يسعون لامتلاك قلوب الصهاينة، والحصول على حصتهم في الشرق الأوسط، قد وقفوا أمام اتفاق نووي غربي مع إيران، ومع تراجع أميركا في المنطقة جاء الآن الدور للفرنسيين في منافسة الروس من أجل تحقيق أكبر المنافع في المنطقة.
من جانب آخر فإن أميركا بصدد تغيير استراتيجيتها، حيث ضاعفت من إنتاجها للنفط من أجل تقليل اعتمادها على النفط السعودي والدول العربية في الخليج الفارسي، وإن هذا الموضوع يشير إلى أن واشنطن تسعى لحذف بعض الدول العربية مثل السعودية من معادلاتها الإقليمية.
وأخيراً خلصت الصحيفة إلى أن الدبلوماسية الأميركية أخذت درساً بليغاً لاينسى من الربيع العربي، وأنها تعتقد بأن الدول العربية في الخليج الفارسي بما في ذلك السعودية سوف تتأثر في المستقبل غير البعيد، باندلاع موجات من الفوضى والإضطرابات الواسعة وبالتالي فإن مصالحها واستثماراتها في المنطقة ستكون في خطر، وإن الأوضاع العامة لشعوب دول الخليج الفارسي هي الآن على غرار مصر أو تونس بكل تأكيد.