البحث عن العذارى في مخيم الزعتري للاجئين

البحث عن العذارى في مخيم الزعتري للاجئين
الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣ - ١١:٠٤ بتوقيت غرينتش

يعاني اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري ظروفا انسانية واقتصادية صعبة، وتنتشر فيه ظاهرة بيع الفتيات الصغيرات الى العرب من السعودية ومصر والاردن وغيرها من الدول تحت مسمى "الزواج".

واعدت وكالة "إنتر بريس سيرفس" تقريرا عن حال اللاجئين في المخيم والتقت أماني (22 عاما) والتي هربت من اعمال العنف في سوريا الى مخيم الزعتري للاجئين بمنطقة الحدود في الأردن حيث تعيش مع والداها واثنتين من أخواتها منذ أكثر من سنة.

واكدت اماني ان الحياة في المخيم بعيدة عن الراحة، وقالت "نحن محبوسون مثل القردة في قفص. فمنذ لحظة دخول المخيم، لا توجد طريقة للخروج منه".

واضافت أماني: "أنا أعمل 7 أيام في الأسبوع، و10 ساعة على الأقل يوميا، لحساب إحدى المنظمات غير الحكومية التي ترعى صغار الأطفال هنا في المخيم. وبعد أن عملت لمدة أسبوع كامل حصلت على 3 دولارات فقط. مع كون أمي مريضة، وأبي عجوز وطفلة تحتاج للرعاية، فهذه الحياة لا يمكن تحملها".

وتابعت: "أختي الكبرى وزوجها لا يزال لديهم جميع أطفالهم، الحمد لله، لكن هذا يعني إطعام 5 أفواه إضافية"، ولزيادة الدخل جعلت اختها الاصغر قمرة تعمل في نفس للمنظمة الحكومية، الا ان الدخل ظل غير كافي لرعاية كل افراد الاسرة.

ولجات اماني للطريقة الوحيدة للحصول على المال بسرعة، الا وهو بيع واحدة من الفتيات. هكذا، دفعت أماني بشقيقتها الصغرى قمرة، 14 عاما، إلى الزواج.

واعتبرت إن الزواج المبكر ليس نادرا في سوريا، مشيرة الى ان معظم الرجال العرب يعرفون ذلك وغالبا ما يأتون إلى سوريا بحثا عن عروس شابة، وفي هذه الأيام، يأتون للعثور عليهن في المخيمات، حيث الجميع تقريبا يريدون مغادرة البلاد.

واوضحت اماني "لقد رأيت الأردنيين والمصريين و السعوديين يمرون بالخيام بحثا عن فتاة عذراء. ويدفعون 300 دولار مقابل فتاة أحلامهم".

وتؤكد أماني إنه لم يكن لديها خيار آخر. "كنت أعرف أنها لم تكن تحب، لكنني كنت أعرف أيضا أنه سوف يعتني بها. وكنت أود أن أبيع نفسي، لكن قمرة كانت هي العذراء الوحيدة في عائلتنا، كان علينا أن نبيعها حت تتمكن بقيتنا من البقاء على قيد الحياة . ماذا كان يمكن أن أفعل؟".

جدير بالذكر، المخيم يكتظ بالسكان، فهناك بحر من الخيام تمتد 3.3 كيلومترا مربعا، وتستوعب 150,000 لاجئ – 3 أضعاف العدد الذي بني المخيم لإستيعابه قبل عامين تقريباً.

ويعاني هذا المخيم المتواجد وسط الصحراء الجافة من العواصف الرملية والأمراض. ولا تجد المساعدات الإنسانية القليلة التي تصل للمخيم طريقها لكل الناس الذين هم بحاجة إليها. فأولئك الذين يريدون الخبز، أو البطانيات لحماية أنفسهم ضد البرد القارس، يضطرون لشرائها من عدد قليل من الأفراد الذين يتلقون هذه المساعدات مجاناً ثم يبيعوها بشكل غير قانوني.

وتجذر الإقتصاد الباطني الخفي في المخيم. وأصبح الصراع على الغذاء شرسا، والقليلون من المحظوظين فقط يكسبون ما يكفي من المال لإعالة الأسرة.