المسيحيون في العراق وسوريا ضحية الإرهاب الأعمى

المسيحيون في العراق وسوريا ضحية الإرهاب الأعمى
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

بينما يحتفل المسيحيون في العالم ولا سيما في دول الشرق الاوسط باعياد الميلاد، يتعرض المسيحيون في كل من العراق وسورية الى عمليات إرهابية من جانب التنظيمات السلفية المتشددة لحرمانهم من المشاركة في أفراح العيد وإجبارهم على الهجرة والنزوح من بلدانهم.

فقد قتل 34 شخصا على الاقل في تفجيرات بمناطق مسيحية في بغداد يوم الأربعاء بينها تفجير سيارة ملغومة قرب كنيسة بعد قداس بمناسبة عيد الميلاد.وأصيب 52 شخصا على الاقل في هذه التفجيرات.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات على الفور. واستهدفت هجمات تنظيم القاعدة الاقلية المسيحية في العراق في الماضي بما في ذلك هجوم في 2010 على كنيسة قتل فيه العشرات.
وتزامن تفجير السيارة المفخخة مع تفجيرات سيارات ملغومة وحوادث إطلاق النار وهجمات انتحارية استهدفت عشرات الزوار العراقيين في الأسبوع السابق لأربعينية الإمام الحسين التي تزامنت هذا العام مع عيد الميلاد.
وعادة ما يهاجم تنظيم القاعدة المدنيين العزل في الاسواق والشوارع والمجمعات التجارية والمساجد وأماكن العبادة والكنائس والمستشفيات، وسرادق العزاء وحتى أثناء تشييع الجنائز وهو لا يتورع عن قتل الابرياء العزل من رجال ونساء واطفال .
فالمسيحيون في كل من العراق وسورية يتعرضون منذ سنوات الى عمليات ارهابية، تهدف اجبارهم على النزوح من مناطق سكناهم واللجوء الى دول الغرب، وهذه سياسة اتخذتها الجماعات الارهابية والمتطرفة التي تريد منطقة الشرق الاوسط لتكون دويلات اسلامية يحكمها متشددون يطبقون فيها الاحكام التي يرونها ملائمة للمسلمين وافكار هذه الجماعات طبقها جماعة الطالبان في افغانستان اثناء سيطرتها على الحكم هناك.
وفي سوريا يحاول السلفيون المتطرفون اجبار المسيحيين على النزوح من مناطقهم وطردهم منها ليلجأوا الى الغرب ، حتى يتمكنوا حسب زعمهم بناء الدولة الاسلامية في كل من العراق وسورية .وقد سيطر المتطرفون اخيرا على بلدة معلولا المسيحية واخذوا راهبات رهائن لم يعرف حتى الان مصيرهن .
ورغم احتجاج الدول الاوروبية على التعامل الفض للجماعات المسلحة مع المسيحيين في كل من العراق وسوريا الا ان الجماعات المتطرفة تواصل عملياتها الارهابية ضد هؤلاء وخاصة اثناء احتفالهم باعيادهم .
الجماعات المسلحة في العراق وسوريا التي تقوم بعمليات ارهابية ضد المسيحيين والمسلمين في آن معا هي جماعات خارجة على القانون وتدعم من قبل دول عربية خليجية لا تريد الخير للعرب ،بل ان همها التخريب والتدمير للبلدان العربية تحت ذريعة العمل على اسقاط حكوماتها.
فالجماعات المسلحة التي تحظى بدعم دول عربية خليجية لا هم لها سوى القتل وسفك الدماء والتهجير والتدمير والتخريب والمتضرر من هذا كله هم الناس العاديون البسطاء الذين لا سبيل لهم سوى البقاء في بيوتهم وتحملهم كل انواع التعذيب والتفجير والقتل والتنكيل.
ان المسيحيين في العراق وسورية يواجهون امتحانا صعبا ، فهم يتشبثون بأرضهم ووطنهم ولا يغادرونها ويتحملون في سبيل صمودهم كل انواع الارهاب .
الكثير من المسيحيين غادروا العراق وسوريا الى الغرب، ولكن عددا كبيرا منهم قرروا البقاء في بلادهم وتحدي الجماعات الارهابية التي لا هم لها سوى القيام بأعمال ارهابية ضد الآمنين من ابناء الشعبين العراقي والسوري.

*شاكر كسرائي