الاتفاق النووي.. الخطوات النهائية والاولويات
قال الكاتب "حجت كاظمي" في مستهل مقاله الافتتاحي، مع الاعلان عن التوصل الى اتفاق نهائي بين جمهورية إيران الاسلامية والمجموعة الغربية حول تنفيذ بنود اتفاقية جنيف النووية، يتبادر للذهن هذا السؤال، ماهو المسار الذي تطويه المفاوضات النووية بين طهران والمجموعة الدولية السداسية في المستقبل؟.
وتبرز اهمية الجواب على هذا السؤال من خلال معرفة حقيقة المسيرة الصعبة والمعقدة التي يجب على المفاوضين فيه بحث المواضيع المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني خلال الاشهر الستة القادمة ويحتمل ان تمتد لسنة كاملة.
وتتضح اهمية هذه المرحلة بشكل افضل من خلال معرفة معنى هذه الجملة التي ذكرت في بداية نص الاتفاق وفي نهايته، والتي اكدت لايوجد اي اتفاق مالم يتم الاتفاق على كل شىء.
ولهذا فان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف يعتبر مقدمة لتوصل الجانبان الى اتفاق نهائي من اجل حل القضايا العالقة وبعد ذلك ستبدأ اللعبة الحقيقية.
ان مقدمة اتفاق جنيف النووي يشدد على ان الحل النهائي سيتحقق عندما يتم الاعتراف بحق ايران في امتلاك برنامج للتخصيب النووي السلمي ومن ناحية اخرى ينبغي تبديد كل مخاوف الغرب من احتمال وجود غموض او القلق المصطنع من وجود انحراف في البرنامج النووي الايراني اي تحقيق لعبة (ربح-ربح).
وتابعت الافتتاحية قائلة، ولكن هناك تحديات متعددة تتعلق بمواضيع مثل الوصول الى اتفاق حول الكثير من القضايا التي طرحت في الاتفاق المبدئي في جنيف.
ان الطرفين امامها مسيرة صعبة تتعلق ببحث مواضيع مهمة مثل حق التخصيب ومستوى التخصب، وكيفة التعامل مع قرارات مجلس الامن الدولي، وخطوات رفع الحظر والعقوبات الاميركية غير المشروعة والاحادية الجانب، بالاضافة الى قضية تبديد المخاوف واعادة ملف ايران الى مساره الطبيعي وموضوعات اخرى التي تشكل المحاور الرئيسية للقضايا المحورية التي هي مصدر اختلاف رئيسي بين المجموعة الدولية السداسية حول ملف ايران النووي.
والسؤال المهم جدا هنا هو، ماهي الاولويات الرئيسية للسياسة الخارجية الايرانية خلال الفترة مابين الاتفاق المبدئي والتوصل الى الاتفاق النهائي؟.
مما لاشك فيه أن الأولوية في هذا الصدد، هي تحقيق الاستفادة القصوى من الظروف الجديدة الراهنة من اجل تعزيز التبادل الخارجي، اي ايجاد فجوة في نظام الحظر على ايران وهو ماتؤكد عليه الحكومة الـ 11 من اجل تقوية الاقتصاد الوطني وتامين المصالح القومية للبلاد.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول، ان الموضوع النووي هو اهم ملف في تاريخ السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية في إيران، وان التوصل الى نتيجة نهائية تضمن عزة النظام الاسلامي وتحقق المصالح الوطنية للبلاد، لاتتحق الا في ظل حركة عقلانية وواقعية واجماع وطني تجنب تعقيد القضية النووية.