روسيا ترفض مشروعا يعد لمجلس الامن لانشاء ممرات انسانية في سوريا

روسيا ترفض مشروعا يعد لمجلس الامن لانشاء ممرات انسانية في سوريا
الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠١٤ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

اعلنت موسكو رفضها طرح مشروع تعده دول غربية وإقليمية لخلق ممرات إنسانية في سوريا، وفيما تحاول تلك الدول الإيحاء بقلقها من الوضع الإنساني، تشير تقارير للأمم المتحدة أن 75% من التزاماتها بالمساعدات الإنسانية لم تف بها، في وقت تحاول إيران رأب الصدع الإنساني بإرسال مساعدات على مدار العام.

ويعمل الغرب وبعض الدول العربية الداعمة لجماعات المعارضة السورية على الانحراف بالملف السوري عن وجهته الرئيسة المتمثلة بمكافحة الإرهاب، حيث يسعون إلى إعداد نص يأملون وضعه على طاولة مجلس الأمن خلال الأيام اللاحقة لايجاد ما يسمونه بممرات إنسانية في البلاد.
غير أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الذي اعلن رفض هذا المشروع مسبقا، لفت إلى أن ما تخشاه روسيا سعي بعض الدول لتسييسه وبالتالي فمن غير المناسب طرحه في هذا التوقيت، كما أن تلك الجهات تعمل على ملف الترسانة الكيمياوية السورية من حيث التشكيك واتهام دمشق بالتباطؤ بتنفيذ الاتفاق، وهو ما علق عليه تشوركين أيضاً بالتأكيد على أن الاتفاق سينفذ في الوقت المحدد له، وأن العمليات المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية تجري بشكل جيد.

ويتعاطى الغرب وبعض الدول الإقليمية بانتقائية مع الوضع الإنساني في سوريا، حيث يتم التركيز على المناطق المحدودة المحاصرة من قبل الجيش السوري لإخراج المسلحين منها، كحمص القديمة والتي تم التوصل بشأنها لاتفاق مؤخراً يقضي بإجلاء المدنيين، فيما يتغافلون عن بعض المدن الكبرى والتي تحاصر من قبل المسلحين كنبل والزهراء، حيث يسكن فيها نحو 60 ألف سوري، كما أن الغرب يتغافل عن تقارير للأمم المتحدة تفيد بعدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه اللاجئين والنازحين.

حيث أشارت التقارير خلال مؤتمر الكويت للدول المانحة الى أن المجتمع الدولي قرر تقديم نحو 1.5 مليار دولار خلال عام 2013، إلا أن 75% من المبلغ لم تقدم، كما أن مؤتمر المانحين لهذا العام طالبت فيه الأمم المتحدة بستة مليارات دولار كمساعدات للمتضررين من الحرب على سوريا، إلا أن المبلغ الذي وافقت عليه الدول لم يتجاوز 2.4 مليار دولار، مع العلم أن الاحصاءات تشير إلى وجود 12 مليون متضرر سوري جراء الأزمة في البلاد لهذا العام أي ما يعادل نصف الشعب السوري.

من جهتها، تسعى إيران عبر حكومتها ومؤسسات أهلية إلى رفد الشعب السوري باحتياجاته، فالاجتماع الذي عقد مؤخراً في طهران بين نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السوري حسام علاء ومندوب المجلس الفدرالي السويسري للمساعدة الإنسانية مانويل بسلر هو الثالث من نوعه خلال أقل من عام حيث تناول الاجتماع بحث سبل تسهيل إرسال المساعدات وإيصالها في أسرع وقت ولجميع المناطق، في وقت كانت ايران ولا تزال ترسل آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية وسيارات الإسعاف خلال الأشهر المنصرمة.