هل اعفاء بندر بن سلطان من منصبه تم تحت ضغط اميركي؟

هل اعفاء بندر بن سلطان من منصبه تم تحت ضغط اميركي؟
الخميس ١٧ أبريل ٢٠١٤ - ١٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

قالت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) أن محللين كثر يرون أن اعفاء رئيس المخابرات السعودية الامير بندر بن سلطان الذي اتبع سياسة جذب وتسليح ودعم عناصر متشددة في سوريا، جرى تحت ضغط اميركي.

ولم ترد اي توضيحات رسمية حول رحيل الامير بندر الذي يتمتع بنفوذ كبير وابن احد اشقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز اذ اكتفت وسائل الاعلام الرسمية بالقول انه اعفي من مهامه "بناء على طلبه"، لكن خبيرا سعوديا طلب عدم كشف هويته (وفقا لفرانس برس) قال ان الولايات المتحدة تشعر باستياء متزايد من ادارته للملف السوري وطلبت منذ كانون الاول/ديسمبر استبعاده.

وكان الامير السعودي في الواجهة في تمويل وتسليح وتوحيد الجماعات المسلحة في سوريا التي لم تسجل حتى الآن انتصارات كبيرة في مواجهة الحكومة السورية.

وقبل اعفائه من منصبه لم يتردد الرجل الذي كان يوصف "ببندر بوش" عندما كان سفيرا للمملكة في واشنطن بسبب علاقاته الوثيقة مع الادارة الجمهورية، في توجيه انتقادات الى الولايات المتحدة. فقد عبر عن غضبه خصوصا امام دبلوماسيين غربيين بعدما تخلت واشنطن في اللحظة الاخيرة عن توجيه ضربة عسكرية الى سوريا.

وقال دبلوماسيون ان الامير بندر اكد حينذاك ان السعودية لم تعد تعتبر الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية وستسعى للحصول على دعم دول اخرى مثل فرنسا او قوى اخرى.

وكان آخر نشاط رسمي للامير بندر في بداية كانون الاول/ديسمبر 2013 في محاولة لتغيير موقف روسيا من الرئيس الاسد.

واكد خبراء آخرون ان تشجيعه للمسلحين المتطرفين عزز الخطر الذي يشكله "الجهاديون" السعوديون على المملكة.

وقال ايميل حكيم الخبير في الامن الاقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان "الاسلوب الهجومي للامير بندر بشأن سوريا كشف الهوة بين التوقعات والقدرات العملانية والاستخباراتية السعودية".

واوضح ان "القيام بجهد واسع ومعقد لاسقاط نظام اجنبي مدعوم من ايران وروسيا هو ببساطة امر اكبر من قدرة السعودية خصوصا بسبب تحفظات حلفائها الغربيين الرئيسيين واجندات مختلفة لدول مهمة فاعلة اقليميا مثل قطر وتركيا".

وتابع ان "الرياض قدمت الاسلحة والمال" لكنها اضطرت للعمل مع "مجموعات خطيرة وغير منضبطة" بينما تتمتع دمشق بدعم غير محدودمن حلفائها.

وكان دبلوماسيون ذكروا منذ شباط/فبراير ان ادارة الملف السوري سحبت من الامير بندر ليعهد بها الى وزير الداخلية الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي يتولى مكافحة تنظيم القاعدة.

وكانت النتيجة تحذير من الرياض الى السعوديين الذين يقاتلون مع المسلحين في الخارج ويمكن ان يعاقبوا بالسجن.

وقال حكيم انه حتى اذا كان الامير بندر "متساهلا" حيال الجماعات المتطرفة اكثر منه "شريكا" لهم، فقد "ساهمت في هذا التغيير زيادة عدد الجهاديين السعوديين في سوريا التي سيكون لها على الارجح نتائج سلبية على المملكة، والاخفاقات في سوريا".

ويؤكد محللون سعوديون من جانبهم ان هذا التعديل لن يؤثر على سياسة الرياض حيال سوريا وستستمر في سعيها لاسقاط الدولة السورية.

واخير سيحل محل الامير بندر مساعده يوسف بن علي الادريسي الذي كلف حاليا القيام بمهامه. لكن مصادر سعودية مطلعة قالت ان احد افراد الاسرة الحاكمة يمكن ان يتولى المنصب الذي يشغله منذ اكثر من ثلاثين عاما امراء من الصف الاول، آخرهم قبل بندر بن سلطان الامير مقرن بن عبد العزيز الذي عين مؤخرا وليا لولي العهد السعودي.