واشنطن تحاكم فلسطينية حاكمتها "اسرائيل" قبل 45 عاما

واشنطن تحاكم فلسطينية حاكمتها
الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠١٤ - ٠٨:٠٢ بتوقيت غرينتش

تعقد في العاشر من الشهر المقبل في مدينة ديترويت بولاية ميتشيغان الجلسة الأولى للمحكمة الفدرالية لمحاكمة الناشطة الفلسطينية رسمية عودة بتهم تحمل طابعا قانونيا لكنها ذات خلفية سياسية تستهدف انتقائيا الناشطين السياسيين المناهضين للكيان الاسرائيلي في الولايات المتحدة.

وكانت عودة قد اعتقلت قبل عدة اشهر من قبل قوة مشتركة من اجهزة الأمن والدولة الأميركية بذريعة عدم توثيقها في طلب التقدم للجنسية الأميركية لأعتقالها السابق في الكيان ألاسرائيلي قبل نحو خمسة واربعين عاما بتهمة مشاركتها في عملية تفجير مطعم في القدس المحتلة عام 1969 قتل فيها ثلاثة اسرائيليين وتبنتها أنذاك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولم تعترف عودة  خلال التحقيق معها انذاك بمشاركتها في العملية.
وافادت صحيفة راي اليوم ان عودة اعتقلت ليوم واحد شهر اكتوبر الماضي وأطلق سراحها بكفالة وهي قيد الأقامة الجبرية في مدينة سكناها وعملها.
وتنطلق محكمة عودة الماراثونية في العاشر من الشهر المقبل وتستمر لثلاث اسابيع متواصلة وتبدا بأختيار المحلفين فيما يسعى المدعي العام لأيقاع عقوبة سجن بين خمس وعشر سنين وتجريد عودة من جنسيتها الأميركية أضافة لغرامات باهظة.
وتشكل عقب اعتقال عودة تحالف من المنظمات العربية والأميركية لدعم عودة فيما يتولى محامون متطوعون من اتحاد المحامين التقدمي الأميركي الدفاع عنها.

وتشغل عودة منصب نائب رئيس جمعية لمساعدة المهاجرين العرب الجدد في الولايات المتحدة الاميركية، حيث تم منحها شهادة تقدير على جهودها في اغاثة ومساعدة الفقراء من قبل التحالف الثقافي لمدينة شيكاغو قبل نحو عام من الأن.
ووجه النائب الفدرالي لعودة تهمة الاحتيال على دائرة الهجرة من خلال اجابتها “بلا” حول سؤال عام، عما اذا كانت أدينت او حكمت بجنحة لكن عودة التي التقتها “الرأي اليوم” ترفض التصريح للأعلام بناء على نصيحة محاميها فيما يوضح مقربون منها ان نفيها في حينه كان بناء على اعتقادها بان السؤال يتعلق بارتكابها اي جنحة داخل الولايات المتحدة.
وكانت عودة ادينت بالسجن ثلاثة مؤبدات وعشر سنوات، الا انه تم الافراج عنها في عملية تبادل أسرى تمت عام 78 في عملية “النورس″ التي تمت في “جنيف”، وكان من ضمنها 12 اسيرة وافرج عن عودة بشرط ابعادها عن فلسطين حيث اقامت في لبنان وسوريا، ومن ثم عاشت بالاردن، ولحقت بوالدها في الولايات المتحدة الاميركية.
وتعمل عودة في “الشبكة العربية – الأميركية” ومقرها شيكاغو، وهي منظمة تأسست عام 1995 كجمعية غير ربحية “للدفاع عن المهاجرين الجدد ومكافحة العداء للمسلمين والعرب بالولايات المتحدة”.

يشار ان عودة حصلت على جنسيتها الأميركية قبل نحو عشرين عاما ويشتبه ان الأجهزة الأمنية الأميركية قامت بنبش ملف عودة القديم ضمن استهدافها للناشطين المناهضين للكيان ألاسرائيلي حيث قامت قبل نحو عامين بحملة حاولت خلالها محاكمة ثلاثة وعشرين ناشطا امتنع جميعهم عن الذهاب للمحكمة ولا زالت قضيتهم عالقة.