حادث المنجم غرب تركيا يحيي الغضب ضد حكومة اردوغان

حادث المنجم غرب تركيا يحيي الغضب ضد حكومة اردوغان
الخميس ١٥ مايو ٢٠١٤ - ٠١:١٩ بتوقيت غرينتش

ادت كارثة المنجم التي اوقعت 282 قتيلا في غرب تركيا الى احياء حركة الاحتجاج ضد الحكومة المحافظة التي يرأسها رجب طيب اردوغان مع تنظيم اضراب وتظاهرات قمعتها الشرطة.

واطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالى عشرين الف متظاهر كانوا ينددون في ازمير (غرب) باهمال الحكومة الاسلامية المحافظة في حادث المنجم.

وقالت الوكالة ان كاني بيكو رئيس اتحاد النقابات الثورية لتركيا احدى اكبر النقابات العمالية في البلاد، نقل الى المستشفى بسبب اعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة.

وفي انقرة استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق حوالى 200 شخص تجمعوا في ساحة كيزيلاي.

وكتب على لافتة رفعها ناشط نقابي في العاصمة "هذا ليس حادثا ولا القدر انها مجزرة" داعيا الحكومة الاستقالة.

ونظمت تظاهرات اخرى في عدة مدن.

واعلنت اربع نقابات الخميس يوم اضراب عام في كافة انحاء البلاد في ذكرى العمال الذين قتلوا في حادث منجم الفحم في سوما الواقعة على بعد مئة كلم شمال شرق ازمير.

ويواجه اردوغان انتقادات لانه تجاهل التحذيرات المتكررة بخصوص عدم سلامة المناجم في تركيا. وقد رفض هذه الاتهامات الاربعاء اثناء تفقده موقع الحادث في سوما حيث كان هناك العديد من السكان الغاضبين.

ورد رئيس الوزراء على الصحافيين قائلا "انفجارات مثل هذه في المناجم تحصل كل وقت".

وقد حضر الرئيس التركي عبد الله غول الخميس الى موقع المأساة وواجه ايضا موجة احتجاج لكن اقل حدة بحسب وسائل الاعلام.

ورغم جهود رجال الانقاذ الذين عملوا طوال الليل، تم سحب ثماني جثث جديدة من منجم الفحم.

وجرت مراسم تشييع ونظمت صلوات بعد الظهر لعشرات ضحايا المأساة.

وبدأت العائلات صباح الخميس سحب الجثث التي وضعت في مشرحة اقيمت خصيصا في كيركاغاش على بعد كيلومترات من سوما. وكان الاهالي يقومون برفقة الشرطة بالتعرف على هويات القتلى ثم تسلم الجثث.

وقال علاء الدين منغوتشيك الذي حضر الى ازمير لتسلم جثة ابنه لوكالة فرانس برس "لقد خسرت ابني في المنجم، له طفل في شهره الثامن". واضاف ان "ما حصل هو سوء حظ،. الحكومة تبذل اقصى جهودها لكن ماذا يمكن القيام به في مواجهة الحريق والغاز؟".

وتحت تاثير الصدمة، لزمت تركيا الحداد ثلاثة ايام. وتوقفت برامج محطات التلفزة والغيت الاحتفالات.

وتاتي هذه المأساة في اطار سياسي متوتر جدا في تركيا بين نظام اردوغان والمعارضة. وقد تدهورت الاجواء السياسية بعد اشهر من الازمة وفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المحلية التي جرت في الاونة الاخيرة رغم فضيحة فساد كبرى في اذار/مارس الماضي، لم يكن كافيا لتهدئتها.

وقمعت الشرطة الاربعاء تظاهرات مناهضة للنظام في اسطنبول وانقرة.

والقوات الامنية على اهبة الاستعداد اذ ان الحادث ياتي قبل ايام من ذكرى اولى التظاهرات في ساحة تقسيم في اسطنبول في 28 ايار/مايو التي تحولت الى حركة احتجاج واسعة النطاق ضد الحكومة التي تتولى السلطة منذ 2002.

والخميس اعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز ان حصيلة اسوأ حادث منجم في تركيا ارتفعت الى 282 بعد انتشال المزيد من الجثث من المنجم. وقال للصحافيين "عند الساعة 8,00 (بالتوقيت المحلي) كان هناك 282 قتيلا".

ويعتقد ان حوالى 90 عاملا لا يزالون عالقين في المنجم بسبب الحادث الذي وقع الثلاثاء اثر انفجار نجم عن عطل كهربائي.

وكانت الحصيلة السابقة تشير الى سقوط 274 قتيلا. وقضى معظم الضحايا اختناقا.

وقال البروفسور التر توران من جامعة بيغلي في اسطنبول "اذا ثبتت المزاعم بالاهمال، فسيترتب عليها ثمن سياسي. مثل هذا التطور سيجعل اتهامات الفساد التي تواجهها حكومة اردوغان اكثر اقناعا".

وكان نائب من حزب المعارضة الاساسي "حزب جمهورية الشعب" اعلن انه قدم مذكرة قبل 20 يوما للتحقيق في حوادث عمل في المناجم في سوما لكن الحكومة رفضتها.
    وقال نائب الحزب في محافظة مانيسا اوزغر اوزيل لوسائل اعلام محلية "كنا نتلقى معلومات يوميا بان حياة عمال مهددة".

واوضحت وزارة العمل والامن الاجتماعي التركي ان المنجم تمت معاينته اخر مرة في 17 اذار/مارس وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه.

لكن اوكتاري بيرين عامل المنجم قال "ليس هناك اجراءات سلامة في هذا المنجم. والنقابات مجرد دمى وادراتنا لا يهمها سوى المال".

واعلنت شركة سوما كومور للمناجم انها اتخذت الحد الاقصى من الاجراءات لضمان سلامة العمال.

وسوما تضم العديد من المناجم وتقع على بعد 480 كلم جنوب غرب اسطنبول.

والانفجارات في المناجم تتكرر في تركيا ولا سيما في مناجم القطاع الخاص حيث لا تلقى قواعد السلامة احتراما في غالب الاحيان.

والحادث الاكثر خطورة وقع في 1992عندما قضى 263 عاملا في انفجار للغاز في منجم زونغولداك (شمال).

كلمات دليلية :