نشر موقع "مشرق" تقريراً حول انجاز جديد للقوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية تجسد في تدشين زورق طيار فائق الدقة، وقد جاء في جانب من هذا التقرير: استراتيجية القوة البحرية التابعة لحرس الثورة في الجمهورية الاسلامية ابان السنوات الماضية شهدت نجاحات باهرة لدرجة انها اصبحت كابوساً يؤرق المارينز الامريكي الذي كان وما زال فزاعة ترعب بلدان المنطقة والعالم بأسره حيث تمكن الجهد العسكري الوطني من تدشين زوارق وعوامات وبارجات متطورة قاذفة للصواريخ وطائرات بدون طيار ومنصات اطلاق صواريخ كروز ارض - بحر وكذلك زوارق طيارة حديثة.
الزوراق الطيارة تعد واحدة من اهم مقومات هذه الاستراتيجية وقد دخلت الخدمة في بادئ الامر عام 2006م ومن ثم شهدت تغييرات اساسية وتم تصنيع انماط متطورة منها مزودة بأحدث المعدات الالكترونية والقتالية.
فهذه الزوارق يمكن وصفها بانها جوية - بحرية حيث لها القابلية على الارتفاع عن سطح الماء عند حركتها بسرعة مما يزيد من خفتها ومناورتها واول بلد قام بصناعتها الاتحاد السوفييتي السابق بعد الحرب العالمية الثانية ويجب التنويه هنا على انها ليست طائرات بامكانها السير على سطح الماء بل زوارق لها القدرة على الارتفاع عن سطح الماء لمسافة منخفضة وفق قواعد فيزيائية خاصة وذلك عن طريق زيادة القوة الديناميكية الدافعة الى الاعلى وتقليل التلاصق مع سطح الماء بمعونة زعنفة منصوبة على الذنب الخلفي تقع خلف مروحة تضخ الهواء بقوة نحوها وبامكان الطراز القديم منها التحليق فوق سطح الماء لمدة ساعتين و15 دقيقة ومن ميزاتها انها قادرة على الحركة في جميع نواحي المسطحات المائية مهما كان عمقها وبامكانها الهبوط اينما تقتضي الضرورة وبما في ذلك الاستتار في المناطق الساحلية بعيداً عن انظار الزوارق المعادية.
اما الطراز الجديد الذي اطلق عليه اسم "باور 4" فهو احدث زورق طيار تمت صناعته في الجمهورية الاسلامية بواسطة مهنيين محليين وقد اجريت عليه تغييرات ميزته عن سلفه وبما في ذلك سرعته الفائقة وقلة استهلاك الوقود وزيادة مسافة التحليق فوق سطح الماء وتغطية محركه بغطاء واقٍ خاص لم يكن موجوداً سابقاً وتم تصميم اجنحتها وزعانفها وفق حسابات فيزيائية متناهية الدقة لرفع مستوى اتزانها وسرعة حركتها وحتى تمويهها على انظمة الرادار اضافة الى ان قمرة القيادة فيها قد زودت بشاشتين رقميتين متطورتين بغية تعيين الصواريخ الموجهة الكترونياً واستهدافها الامر الذي يعد قفزة نوعية على هذا الصعيد.
وبإمكان هذا الزورق الطيار حمل ما وزنه 130 كغم لذا فهو قادر على حمل صاروخ كروز من طراز "كوثر" ويبلغ طوله 89ر8 م وعرضه 59ر7 م وارتفاعه 37ر2 م ويرتفع عن سطح الماء بوزن اقصاه 930 كغم ولأجل ذلك يحتاج الى مسافة تبلغ 120 م الى 150 م وللهبوط فهو يحتاج الى مسافة تضاهي 60 م الى 100 م حيث يرتفع عن سطح الماء اثناء تحليقه ما يقارب نصف متر وذروة الارتفاع التي يصل اليها تبلغ 50 م وله القابلية على التحليق لمسافة 350 كم وهذا الامر يعتبر انجازاً كبيراً على صعيد المواجهات العسكرية البحرية.
ان هذا الجيل من الزوارق الطيارة الذي دخل الخدمة تحت اشراف القوات البحرية لحرس الثورة هو في الحقيقة انجاز عظيم اذهل العالم وزاد من القدرة الهجومية للقوات البحرية الايرانية وجعل البعبع البحري الامريكي مجرد فزاعة لا تحرك ساكناً في مياه الخليج الفارسي التي تحرص الجمهورية الاسلامية على امنها واستقرارها وحماية الملاحة فيها.