بالفيديو، ماحقيقة عملية "الذئب المنفرد" بتونس، ولماذا تبنتها القاعدة؟

الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥ - ٠٣:٥٣ بتوقيت غرينتش

تونس (العالم) 2015/5/27- تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الهجوم المسلح داخل ثكنة بوشوشة العسكرية في العاصمة تونس. وأثار الاعلان المخاوف من اختراق المتطرفين للمؤسسة العسكرية والأمنية.

الهجوم على الثكنة العسكرية في بوشوشة يبدو ابعد ما يكون عن التفسيرات التي سوقتها السلطات التونسية، فملابسات الواقعة تؤشر على بصمات الجماعات التكفيرية التي اكدت ذراعها الاعلامية في بيانها نشرته على الانترنت تبنيها للعملية.

فرضية ترتقي الى مستوى الحقيقة لدى اطياف المعارضة كاشفة عن اختراق للمؤسسة العسكرية، حيث اعتبر عمار عمروسية القيادي في الجبهة الشعبية في حديث لقناة العالم: ان العملية فيها انتقال نوعي لاشكال الارهاب، وهذه اول عملية من داخل المؤسسة العسكرية وهذا يطرح اكثر من سؤال حول عمل المجموعات المسلحة داخل الاجهزة الامنية ويعيد الى الذاكرة ما كنا نحذر منه من قبل من ان الاجهزة الامنية قد تم اختراقها.

حركة النهضة تقول ان المؤسسة العسكرية لها علم باوضاع الجندي المهاجم

اعلان الجماعات المتطرفة عن تغلغها الى صلب المنظومة الامنية يأخذ اشكالاً اشد خطورة، ابرزها تسريب للاتصالات ال لاسلكية لقوات الامني، مؤشر ينضاف الى ما يكشفه الخبراء عن استراتيجية تنفيذ العملية عبر اسلوب الذئاب المنفردة.

وبرأي مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية الامنية والعسكرية بدرة قعلول خلال حديثها مع مراسلنا قالت: ان التنصت على المكالمات التي حدثت ما بين العسكريين في آونة حدوث الواقعة، ترجح الى انه يمكن ان يكون وراءها الذئب المنفرد، ولهذا وقعت عملية تمشيط كبيرة جداً لان المؤسسة العسكرية كانت واعية بما حصل.

ومع تعهد السلطات التونسية بتحقيق لكشف ملابسات الحادثة فان مكونات الائتلاف الحكومي تنزع الى نفي البُعد الارهابي، والنأي بالمؤسسة العسكرية عن اي تجاذب او تشكيك.

واكد علي العريض عضو كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي لقناة العالم، "هذه فيها جهة عسكرية هي التي تزودهم بالمعلومات، والمعلومات التي تعطيها تعرف هذا الجندي واحواله والاوضاع التي يمر بها، مشيراً الى ان هذا ما يفسر ما تم التعاطي مع هذه القضية بمعنى اقدامه على العملية".

وافاد مراسلنا وجدي بن مسعود، تلوح الرواية الرسمية لحادثة بوشوشة مرتبكة في تفاصيلها، ما يدفع بقسم كبير من الشارع التونسي الى الجزم بكونها معدة سلفاً لتفادي عدم الاعلان عن ثغرات داخل المنظومة الامنية والعسكرية برغم كون مؤشراتها ماثلة للعيان.

جدير بالذكر فان السلطات الأمنية قالت في وقت سابق ان رقيبا بالجيش فتح النار على زملائه في الثكنة العسكرية بباردو شمال بالعاصمة تونس مخلفا 7 قتلى و10 جرحى، مؤكدة ان الأمر لا يتعلق "بهجوم إرهابي" مشيرة الى ان التنظيمات الإرهابية تحاول استغلال الحادثة لمصالحها وإن التحقيقات العسكرية ستكشف حقيقة ما وقع داخل الثكنة، .دون تقديم المزيد من الايضاحات.

ويأتي الهجوم بعد شهرين من هجوم دموي استهدف متحف باردو بالعاصمة تونس ونفذه مسلحان وقتلا خلاله 21 سائحا أجنبيا وشرطيا. وتبنى تنظيم "داعش" الارهابي الهجوم.

والثكنة العسكرية لا تبعد سوى مئات الأمتار عن مقر البرلمان ومتحف باردو مما أثار قلق سكان المنطقة.
07:30- 27- TOK