المقدسي والزرقاوي.. الشيخ والتلميذ

المقدسي والزرقاوي.. الشيخ والتلميذ
الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

ابوقتادة الفلسطيني، و ابو حمزة المصري ، و ابو محمد الجولاني ، وابو مارية القحطاني ، وابو مصعب الزرقاوي ، و ابوسياف الاردني ، وابو بكر البغدادي ، وابو عمر البغدادي ، وابو عمر الشيشاني ، وابو محمد المقدسي ، وابو محمد العدناني ، هؤلاء نماذج من الذين جادت بها الوهابية على الامة خلال العقود الاخيرة ، فادخلت الامة في نفق مظلم ، لا يعلم الا الله متى تخرج منه.

في الوقت الذي تتسابق الامم في الحصول على مواقع متقدمة في ركب الحضارة ، من خلال الانجازات والاكتشافات العلمية والسيطرة على الطبيعة لتكون في خدمة الانسان، وفي الوقت الذي تفتخر الامم بعلمائها ومفكريها وادبائها وشعرائها وفنانينها ومثقفيها ومبدعيها ، تتبارى هذه النماذج التي ذكرنا بعضا منها ، في الطريقة المثلى للذبح والتمثيل بالجثث ، وفي كيفية سبي النساء وبيعهن في الاسواق ، و اساليب ابادة الشيعة والعلويين والزيديين والدروز والصابئة والايزديين والمسيحيين والسنة من الذين ليسوا على نهج التوحيد الوهابي ، ومحو مظاهر الشرك المتمثلة بالاثار التاريخية التي تعود الى الاف السنين قبل الميلاد.


هذه النماذج التي انهكت الامة وشلت حركتها ، وبدلا من ان يشار اليها على انها من اهم اسباب الدمار الذي حل بأمتنا ، نرى جهات دولية معروفة الاهداف والنوايا ، تنفخ فيها وتضخمها وتطبل لها ، حيث شاهدنا جميعا كيف تجهد قناة "الجزيرة" القطرية ، في الترويج للارهابي ابو محمد الجولاني زعيم تنظيم القاعدة في سوريا (جبهة النصرة)، وكأنه احد اكبر الثوار العرب في القرن العشرين.


وبالتزامن مع قناة "الجزيرة" القطرية ، تنشط القنوات الامريكية الممولة صهيونيا ، في الترويج ل"ابطال منظري التوحيد الوهابي"!!، واظهارهم على انهم رموز بطولية وفكرية وعقائدية، بهدف الترويج لافكارهم السقيمة بين شباب الامة ، الذين يتعرضون لقصف اعلامي مكثف، بهدف تحويلهم الى اداة طيعة لتنفيذ المشروع الصهيوامريكي الهادف لتقسيم بلدان المنطقة ونشر الفوضى فيها.


آخر الاطلالات المريبة ، لاحد اكبر منظري الارهاب في منطقتنا المدعو عاصم البرقاوي (ابو محمد المقدسي) ، كانت على قناة ال"سي ان ان" الامريكية !!!، وعلى جزأين ، حيث اشاد في الجزء الثاني من المقابلة ، بالسفاح المجرم زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي ، حيث اعتبر الاخير بانه "أخ وتلميذ من أقرب التلاميذ إلى نفسي".


واوضح أن الزرقاوي كان يرافقه في دروسه التي كان يلقيها في العاصمة عمان، ومدينة الزرقاء، وكان يحرص على حضور دروسه، ويتلقى المبادئ الأولى للتوحيد!! الذي كان يدعو إليه، حتى وهما في السجن، وبقي محافظا على العقيدة السلفية الصحيحة!!


وحول ما قيل عن وجود خلافات بينه وبين الزرقاوي، اعتبر المقدسي أن ما حدث بينه وبين الزرقاوي هو "نصائح وملاحظات من شيخ إلى تلميذه، تم تأوليها وتحويلها إلى خلافات وخصومة بيننا" ، منها انكار قتل المدنيين وذبحهم أمام الكاميرات، والتفجيرات التي كانت تجري في ألاماكن العامة وفي المساجد والحسينيات.


يبدو من خلال ما قاله المقدسي ، ان الزرقاوي من اكثر تلاميذه قربا منه وانه تعلم التوحيد الخالص منه ، وان كل ما قام به في العراق من فظاعات واجرام وقتل ودمار وتفجير وتفخيخ وذبح لمئات الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب ، في المستشفيات ورياض الاطفال والشوارع والمدارس والجامعات والحسينيات والمساجد والكنائس، كلها كانت تطبيقات عملية للدروس التي تلقاها الزرقاوي على يد شيخه المقدسي.


وكما هو واضح من كلام المقدسي مع الاعلام الامريكي، انه لم يكن هناك خلاف بينه وبين الزرقاوي، كل ما هناك هي "نصائح وملاحظات من شيخ إلى تلميذه، تم تأوليها وتحويلها إلى خلافات وخصومة بيننا"، والدليل على ذلك ان الشيخ لا يعارض ذبح الزرقاوي للابرياء والمدنيين في العراق، بل كان ينصحه بأن لا يذبح امام الكاميرا، وهذا ليس خلافا وخصومة بين الشيخ وتلميذة .


اما حول خوفه من تفجير مساجد اهل السنة في العراق، فيبدو ان المقدسي لم يعد ينصحه بذلك، بعد ان تبين له ان المسلمين الشيعة في العراق لم ولن يفجروا مساجد اخوتهم من اهل السنة، فالشيعة يعرفون ان الزرقاوي وعصابته ليسوا من اهل السنة، وان ادعوا ذلك.


نعود من حيث بدانا، واقول يالتعاسة الامة عندما يكون ابو محمد المقدسي شيخاً من شيوخها ومن دعاة دينها، وابو مصعب الزرقاوي تلميذا من تلامذة هؤلاء الشيوخ، ترى ماذا سيبقى الامة بعد عقود لو ساد على الامة مثل هؤلاء الشيوخ وهؤلاء التلاميذ؟، الى اين يذهب مثل هؤلاء بالامة؟، هل تُركت الامة اسيرة بيد هؤلاء؟، اين عظماء الامة من علماء دين ومفكرين ومثقفين وسياسيين؟، الا يجب ان يتحركوا لوقف هذا الطاعون قبل ان يفتك بالامة؟

* جمال كامل – شفقنا