في ذكرى ميلاد مهدي الائمة..

النصف من شعبان عيد المستضعفين

النصف من شعبان عيد المستضعفين
الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠١٥ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

ولد الامام المهدي عليه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة النبوية الشريفة، وهو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بين الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام، اما امه تسمى نرجس.

ولد المهدي في كنف أبيه الامام العسكري عليه السلام، فاحاطه بالرعاية والسرية التامة خوفا عليه، وتنفيذا لوعد الله تعالى وعهده الذي توارثوه عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد كان طغاة زمانه يبحثون عنه بقصد الفتك به وقتله.   

وروي الشيخ الصدوق في هذا الاطار، ان احمد بن اسحاق قال: سمعت أبا محمد علي العسكري عليه السلام يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي، اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خّلقا وخُلقا يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته، ثم يظهره، فيملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما. -بحار الانوار-.

وتحدث الشيخ المفيد عن استشهاد الامام العسكري عليه السلام والد الامام محمد بن الحسن المهدي، فقال: وخلف ابنه المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت، وشدّة طلب سلطان الزمان له، واجتهاده في البحث عن امره، ولما شاع من مذهب الشيعة الامامية فيه، وعرف من انتظارهم له، فلم يظهر ولده عليه السلام في حياته ولا عرفة الجمهور بعد وفاته. – الارشاد -

ان جميع الروايات الواردة في المصادر السنية والشيعية تتفق على أن المهدي (ع):
*1- من ولد فاطمة عليها السلام.
*2- من ولد الحسين عليه السلام.
وهذا مايؤكده المسلمون جميعا بمختلف مذاهبهم وآرائهم إلا ان اتباع اهل البيت يعتقدون بالاضافة الى ذلك أن الامام المهدي عليه السلام هو:
*1- محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام.
*2- وان عمره عند وفاة أبيه كان خمس سنوات.
*3- انه بمشية الهية، كانت له غيبة وانقطاع واختفاء، وان غيبته كانت بمرحلتين:  
*1- مرحلة الغيبة الصغرى: وكان خلالها عليه السلام يتصل به أربعة سفراء متعاقبين.  
*2- مرحلة الغيبة الكبرى: وقد انقطع فيها اتصاله عن الامة، بعد أن اخبرها بذلك، وجهها بالرجوع الى الفقهاء، حتى تتهيئا له ظروف الظهور وممارسة مهمة الاصلاح الاسلامي الكبرى، وإقامة دولة العدل الالهي المنتظر.

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكد في روايات عديدة على مكانة أهل البيت عليهم السلام والتمسك بهم واتباع نهجهم منها قوله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجی ومن تخلف عنها غرق. وقوله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعد أبدا. – السيوطي/ احياء الميت بذكر فضائل اهل البيت –

وهذه الروايات فيها اشارة ايضا الى استمرار وجود أهل البيت عليه السلام الى جنب القران الكريم. إضافة الى الروايات الواردة عن رسول الله (ص) في ان الخلفاء اثنا عشر، وان المهدي من ولد الحسين عليه السلام ونصوص الائمة من أهل البيت عليهم السلام على انه التاسع من ولده وغيرها تشخص لنا أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام.  
ففي ظل الجاهلية البغيضة قبل الاسلام، عاشت البشرية قرونا عديدة قبل ان تطل على الدنيا رسالة الهدى ودعوة الاصلاح التي بعث بها منقذ البشرية النبي الهادي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
كان الانسان في تلك الفترة الجاهلية الرهيبة يعيش في محيط البؤس واليأس والشقاء، وحين خوطب بكلمة الانقاذ وسمع صوت البشير الرسول صلى الله عليه وآله ينادي بقافلة الانسان، انفتح قلبه للنداء، واستجاب لدعوة الامل والرجاء.  
وهكذا في كل مرة تلقي الجاهلية بظلامها على دنيا الانسان، وينقطع الامل، وتحيط به أمواج البلاء تكون الرسالة الالهية هي المنقذ والرائد في دنيا الاصلاح.
تشرق انوار القرآن الكريم وتبدد سحب الظلام وتعود للانسان حريته الطبيعية وكرامته التي صادرها الطغاة المستبدون. وهكذا يشمل اللطف الالهي لهداية البشرية جميع الاعصار والازمنة البشرية. واوضح ان وجود المصلح المهدي يمثل الامتداد المتواصل الالهي اللطيف الذي دعي الانسان الى انتظاره، كما كان يدعى الى انتظار الانبياء المصلحين.
- ونُريدُ أن نمنَ علی الذين اسُتضفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. القصص / 5.
-ولقد کتبنا في الزَبور من بعد الذکر أن الارض يرثها عبادي الصَالحون. الانبياء / 105.

إن الانسان الذي غاب عن وعيه وتفكيره الوعد الالهي بوراثة الصالحين، ولا يؤمن بظهور المهدي المصلح، يسيطر عليه اليأس ويغيب عنه الامل ويستسلم للامر الواقع .        
ان الدعوة الحقة التي دعا اليها القرآن الكريم واوضحها الرسول الهادي (ص) في دعوة العمل والجهاد، في الوقت الذي تنتظر فيه البشرية ظهور المصلح الموعود، يمهد العاملون الاسلاميون الارض لوراثة الصالحين ولمرحلة الاستخلاف المنتظر في الارض.  
واذا لابد من الاهتمام بقضية الامام المهدي عليه السلام، وربط الانسانية بمصلح منتظر، والعمل الجاد من اجل الالتحام بقيادته المرتقبة، يبني نهضته واصلاحه، على اساس كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

كلمات دليلية :