بالفيديو؛ ما تداعيات الهجمات في تركيا ومن يقف وراءها؟

الإثنين ١٠ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

(العالم) 11-08-2015- اهتز الوضع الامني عنيفا في تركيا في الساعات والايام الماضية بسلسلة هجمات غير مسبوقة من ناحية اختيار الاهداف وطرق التنفيذ، ما يعد مؤشرا لتصاعد مرتقب في اعمال العنف.

ومع هذه التفجيرات تبرز الى الواجهة العلاقة البينية بين ما يجري في سوريا وقرار انقرة شن حرب ضد العمال الكردستاني، ربطا بالاوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية.

مديات الفجوة الامنية

فقد وصلت الفجوة الامنية الى مشارفها في تركيا في الايام والاسابيع الماضية، مع قرار انقرة اعلان حربها ضد داعش الارهابي وحزب العمال الكردستاني,ما يؤشر لانتقال الصراع في المحيط ’الى اخر في الداخل اشد وطأة.
لقد اراد رئيس الدولة رجيب طيب اردوغان الذهاب الى الامام عقب عدم رضا حزبه ,الحرية والعدالة, عن نتائج الانتخابات الاخيرة ,والتي افرزت واقعا جديدا قضى على احلام الحزب الميهمن على السلطة لسنوات..و كان قرار الدخول في حرب ظاهرها "داعش"وباطنها العدو اللدود لانقرة :حزب العمال الكردستاني, بعيد تفجير داعش الانتحاري في سوروتش ..وهنا يرى متابعون ان الموقف الاخير لساسة انقرة سينهي عملياً عملية السلام بين الحكومة التركية والكردستاني..

السيطرة لحزب العمال
وتركيا التي عملت نهارا جهارا على تذكية نار الحرب في سوريا، وامنت جسر العبور لالاف الارهابيين من رياح الارض الاربعة,للدخول الى سوريا,كان يدور في خلدها تقوية الجماعات الارهابية هناك,وتحديدا على حدودها واضعاف الاكراد، الا ان الصورة انقلبت وبات حزب العمال هو المسيطر، الامر الذي اغضب انقرة، ودفعها الى ان تبدأ بهذه الحملة العسكرية ضد الاكراد عبر شماعة داعش.

 


وبالعودة الى الداخل,فالمشهد الامني الخطير الذي دخلت فيه البلاد ,ان دل على شيء فإنما يدل على تحديات خطيرة قادمة، الاخطر منها السيارات المفخخة التي حذر حيالها قبل ايام مسؤولون اتراك من سيارة مفخخة تجوب اسطنبول، بحثا عن هدف.. كما اطلاق النار على القنصلية الاميركية امر قد يحرج انقرة مع حلفائها الغربيين وبالتالي مع الاميركيين ,لا سيما وان المنطقة على ابواب تحولات كبيرة ,نظرا للتطورات السياسية المتلاحقة..

تركيا اشعلت الحرب بالامس في سوريا تعود اليوم الى الداخل

فتركيا التي اشعلت نارا في سوريا ,ولا تزال ,ها هي اليوم مضطرة للعودة الى الداخل الذي اصبح يتلمس لهيبا كامنا تحت رماد التدخلات والحسابات الخاطئة على مدى سنوات تجاه قضايا المنطقة وازماتها..فمن تعثر الاقتصاد الى تراجع حزب العدالة والتنمية,والخشية من تمدد حزب العمال الكردستاني على حدود تركيا, والعلاقة الطردية ما بين سماح انقرة لواشنطن باستخدام قاعدة انجرليك الجوية لشن غاراتها في العراق, وغض النظر الاميركي عن الغارات التركية ضد حزب العمال,ربما تشهد الساحة التركية المزيد من الاهتزازات الامنية الخطيرة.

الى ذلك، قال الباحث في الشؤون التركية طارق عجيب من بيروت ان سياسات حزب العدالة والتنمية وتدخله بكل ما يجري على الساحة العربية اوصلته الى ورطة كبيرة، مضيفا ان هناك ظروفا سانحة لكل من يريد ان يرسل رسالة الى اردوغان وحزب العدالة عبر الحالة الامنية غير المستقرة.

طارق عجيب الباحث في الشؤون التركية

وقال عجيب: ان كل مكونات وفئات الشعب التركي اصبحت في الطرف المقابل لحزب العدالة والتنمية الذي يريد اقصاء الجميع، وان هناك خللا كبيرا خلقته سياسات حزب العدالة والتنمية على الحدود السورية والعراقية.

من جهته، قال الكاتب والصحفي جواد غوك (معارض) من اسطنبول: بعد الانتخابات الاخيرة هدد حزب العدالة والتنمية الاكراد بالحرب والشعب التركي قلق مما يجري في جنوب وشرق البلاد، واضاف نتمنى ان تتغير السياسة الخارجية والداخلية في تركيا عبر تشكيل الحكومة الجديدة.