تصريحات خلفان .. تهريج أم بالونات إختبار؟

تصريحات خلفان .. تهريج أم بالونات إختبار؟
الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١٦ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

الفريق ضاحي خلفان الرئيس السابق لشرطة دبي، لم يعد يثير اي اهتمام لدى اي احد منذ وقت طويل ، بعد ان كشفت تصريحاته انه لا يتمتع بتوازن عقلي حتى بحدوده الدنيا ، فهي عادة ما كانت تثير الضحك لدى الاخرين ، ولكن من كثرة تكرار هذه التصريحات لم يعد هناك حتى من يضحك عليها حتى.

ان وصف خلفان بالعته من قبل الاخرين ليس تجنيا على الرجل ، فمن الواضح ان الانسان السوي لا يتفوه بكلام يجعل الاخرين يضحكون عليه ، واذا قام بهذا الفعل واصر عليه وكرره اذا ما فتح فاه بإي كلام ، فمن المؤكد ان مثل هذا الشخص مجنون بامتياز ، وهو ما ينطبق على خلفان وبشكل دقيق.

الشيء الذي يثير العديد من التساؤلات حول تصريحات خلفان التهريجية وشخصيته غير المتزنة ، هو ان خلفان هذا ليس ممثلا ولا فنانا ولا صحفيا يبتغي الشهره حتى ولو على حساب شخصيته ، فهو مسؤول في امارة دبي وقريب جدا من شيوخها ، ولم يُصادف حتى لمرة واحدة ان انتقد هؤلاء الشيخ تصريحا من تصريحاته الشاذة والبعيدة كل البعد عن اي منطق او حكمة ، وهو ما يوحي ان ما يقوله خلفان يلقى تاييدا من قبل مسؤولي الامارات ، او ان هذه التصريحات يقولها خلفان بدلا عنهم ، وليس هناك راي ثالث في هذا الشان.

الامر الذي يؤكد هذه الحقيقة ان تصريحات خلفان ، كثيرا ما تتناول قضايا سياسية في غاية الخطورة والاهمية بطريقة تهريجية تجعل المستمع والقارىء لا ياخذها على محمل الجد ، فاذا ما مررنا مرور الكرام امام تهريجاته حول “الشيعة والسنة” و ايران و حزب الله ،  والحرب على سوريا والقضايا الاقليمية والدولية الاخرى ، والتي تحولت الى مادة دسمة للتندر ، فاننا سنكون مضطرين ان نتوقف امام اخر تصريح له بطريقة لا تقل تهريجا عن التصريحات السابقة ، في قضية هامة جدا ، تعتبر القضية الاولى للعرب والمسلمين ـ وان سبب توقفنا امامها يعود الى ملازمتها لتصريحات ومواقف اخذت تتكشف عن علاقة بعض الانظمة الخليجية مع “اسرائيل”.

خلفان وفي مجموعة تغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، دعا إلى توقف العرب عن الدعوة الى قيام دولة فلسطينية ، والاكتفاء ب”دولة إسرائيلية” تضم الفلسطينيين واليهود وتنضم إلى الجامعة العربية، معتبرًا أنه بعد 70 عامًا سيكون العرب 75% من سكان تلك الدولة المقترحة، وبذلك تكون لهم الغلبة.

 

وقال خلفان إنه «يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء»، داعيًا إلى «التعامل معهم على أنهم أبناء عم نختلف معهم على وراثة أرض”.

وتابع خلفان :“لأن قيادة دولة فلسطينية بإدارة عرب، بتكون زيادة دولة فاشلة في العالم العربي على الدول الفاشلة عربيًّا وما أكثرها”.

وامتدح الفكرة التي يدعو إليها بالقول: «قوة مال وقوة عقول وقوة بشرية.. وستزدهر البشرية وتسعد.. فكرة الاندماج مع اليهود في دولة فكرة ولا أروع منها”.

وتابع: «إذا التحم العرب مع اليهود في لحظة من لحظات التاريخ المعاصر، سيكونون قوة الله على أرضه».

وقال “إن اليهود اليوم هم عصب الاقتصاد في العالم، مشيرًا إلى أنه بدون المصارف واليهود الذين هم أساس النشاط البنكي في العالم؛ لن يستطع العرب إنجاز مصالحهم”.

واصل خلفان تصريحاته قائلًا: “أيها العرب، لن توقفوا إسرائيل عند حدها، ولن تعترف بكم إلا إذا صممتم على أن تكونوا جزءًا من إسرائيل”.

وتساءل: “اليهود وجدوا عبر التاريخ في الأرض العربية، هل يجوز أن يعيشوا معنا في دولنا كمواطنين ونعيش معهم في دولتهم كمواطنين؟”.

الى هنا تنتهي تغريدات خلفان التي اطلقها يوم الاثنين 21 اذار مارس الحالي ، ولسنا بصدد مناقشة مضمونها لسخفها ، ولكن الا يثير تقارن هذه التصريحات مع النشاط الخليجي المكثف لاخراج العلاقات مع “اسرائيل” الى العلن ، وطي صفحة السرية ، الشكوك حول الجهة التي تقف وراءها ؟، ولماذا لا يثير مثل هذا البؤس الفكري والانحطاط السياسي ، اي رد فعل من قبل الحكومات الخليجية ، اذا كانت هذه التصريحات لا تمثلها؟، واين يمكن وضع هذه التصريحات في اطار الجهود التي بذلتها الدول الخليجية لتصنيف حزب الله كتنظيم “ارهابي” ، وهو القرار الذي اثلج صدور الصهاينة؟ اخيرا الا تؤكد هذه التصريحات ان الهدف منها هو جس نبض الشارع الخليجي دون ان تدفع الدول الخليجية اي ثمن سياسي ازاء ذلك ، لسبب بسيط وهو : ان قائلها هو شحص مهرج ليس الا؟.

* سامح مظهر/ شفقنا

213