قوة الردع الإيرانية وطاولة الخيارات الأمريكية التي علاها التراب

قوة الردع الإيرانية وطاولة الخيارات الأمريكية التي علاها التراب
الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٧ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

تتصور الادارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ان بامكانها ان تدفع الجمهورية الاسلامية في ايران الى التراجع عن سياستها القائمة على الندية مع جميع دول العالم وخاصة القوى الكبرى وعلى راسها امريكا، من خلال رفع نبرة التهديدات وتفعيل عبارة “كل الخيارات على الطاولة” التي اكل عليها الدهر وشرب.

العالم - ايران

من اجل ان يثبت ترامب انه جاد في موقفه من ايران، فرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها، وقال مهددا ان ايران تلعب بالنار، وذلك ردا على التجربة الصاروخية التي اجرتها ايران مؤخرا.

تجربة ايران الصاروخية وبشهادة القوى الخمس الكبرى الاخرى التي وقعت مع ايران على الاتفاق النووي، لم تنتهك الاتفاق، كما ان الصاروخ كان صاروخا بالستيا تقليديا، وليس كما تدعي امريكا انه صاروخ قادر على حمل رؤوس نووية.

ايران التي اعتادت وعلى مدى 38 عاما الماضية على التهديدات الامريكية بدءا من عهد كارتر ومرورا بريغان وبوش الاب والابن وانتهاء باوباما وترامب، لم تتوقف يوما واحدا عن سياستها القائمة على تحصين نفسها امام التهديدات الامريكية عبر تعزيز قوة الردع لديها، والتي كانت السبب الاول والرئيس وراء ان يعلو الغبار “الطاولة الامريكية وما عليها من خيارات”.

من الواضح ان لا ترامب ولا اوباما ولا الذين سبقوهما الى البيت الابيض، ما كانوا ليهددوا ايران ليل نهار لو كانوا يستطيعون مهاجمتها فعلا، فكلما تعالت نبرة التهديدات الامريكية وخاصة اليوم في ظل رئاسة ترامب، فهذا يعني ان الامريكيين هم ابعد ما يكونواعن التنفيذ، فهم يعرفون ان مجرد التفكير بتنفيذ هذه التهديدات يعني فتح ابواب جهنم على حلفاء امريكا في المنطقة وهم كثر، اما قواعد امريكا واساطيلها وجيوشها في المنطقة فستكون في قلب الجحيم نفسه، وهذا السيناريو هو الذي يجعل التهديدات العسكرية الامريكية لا تتجاوز حناجر مطلقيها.

ترامب واعضاء ادارته كانوا يتوقعون ان رفع نبرة التهديدات وفرض عقوبات اقتصادية على ايران بعد التجربة الصاروخية سيكونان كافيين لردع ايران، بينما ما اتخذته ايران من اجراءات تلت التجربة الصاروخية والعقوبات الامريكية الجديدة عليها، اكدت ان ايران ماضية في بناء قوتها الردعية دون ان تعير اي اهمية لضجيج ترامب واعضاء ادارته.

ايران وردا على التهديدات الامريكية اجرت خلال الايام القليلة الماضية ومازالت مناورتين برية وبحرية، استعرضت فيهما جانبا من قوة الردع التي تمتلكها، ففي يوم 22 شباط / فبراير الحالي بدات القوة البرية في حرس الثورة الاسلامية مناورات “الرسول الاعظم (ص)” في وسط وشرق ايران، واستخدمت فيها قذائف صاروخية متطورة وذكية ودقيقة للغاية، ومدفعية ثقيلة ومروحيات وطائرات مسيرة، وكما تم تنفيذ هجمات ضد اهداف العدو الافتراضي، وعمليات انزال جوي، واطلاق سراح رهائن ومجابهة العدوان في الظروف الصعبة.

فور انتهاء مناورات “الرسول الاعظم “ص”” انطلقت مناورات “الولاية 95” الكبرى للقوة البحرية الايرانية على مساحة مليوني كيلومتر مربع، من مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي ومضيق باب المندبحتى المدار 10 درجة، وتشارك فيها سفن حربية وغواصات ومروحيات وطائرات مسيرة، وبرمائيات “هافركرافت”.

وتم في هذه المناورات التي تستمر حتى 29 شباط / فبراير، استخدام وتقييم مختلف انواع الرادرات المتطورة، ومنظومات السونار الحديثة ومنظومات تشف ( لحرف الصواريخ) المصنعة من قبل جهاد الاكتفاء الذاتي والصناعات الدفاعية.

ان مساحة منطقة مناورات “الولاية 95″ التي تفوق 2 مليوني كيلومتر مربع، ومشاركة مختلف انواع السفن والغواصات والمدمرات وقاذفات الصواريخ والسفن اللوجستية الداعمة والاستخباراتية والعملانية ومختلف انواع الطائرات الحربية والمروحيات والطائرات المسيرة والوحدات الصاروخية وفرق الحرب الالكترونية والوحدات الهندسية القتالية والوية العمليات الخاصة ومشاة البحرية، كانت بمثابة رسالة الى من يهمه الامر، ان ايران لا يمكن في اي حال من الاحوال ان تتنازل عن عناصر قوتها التي اقبرت احلام امريكا و”اسرائيل” بمهاجمتها، بمجرد تهديد امريكي هنا، او وعيد “اسرائيلي” هناك.

المصدر : شفقنا

109-4