أين تكمن أهمية تحرير ’محور مغر المير – بيت جن’ في ريف دمشق؟

أين تكمن أهمية تحرير ’محور مغر المير – بيت جن’ في ريف دمشق؟
الأربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

بعد ان أتمّ بالأمس الجيش العربي السوري وحلفاؤه الاجراءات العسكرية والميدانية النهائية، والآيلة الى تحرير ما تبقى من مواقع سيطرة ارهابيي جبهة النصرة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ما بين مغر المير حتى مزرعة وبلدة بيت جن، وحيث ان مسلحي هؤلاء ومن يرتبط معهم في صدد اتخاذ القرار النهائي بالرضوخ، انسحاباً الى ادلب او استسلاماً>

العالم - مقالات وتحليلات

يبدو ان هذا الجيش على الطريق لتحقيق إنجاز استراتيجي مهم، يضاف الى ما تم تحقيقه ميدانيا وعسكريا، وذلك على الشكل التالي:

عسكرياً

تتحرر بقعة حيوية مهمة، كانت تستهلك الكثير من جهود الجيش العربي السوري وحلفائه، نظرا لكونها بقعة انتشار وتمركز لعدد كبير من ارهابيي النصرة، الذين تجمعوا بعد ان فروا من اغلب مناطق ريف دمشق الجنوبي والجنوبي الغربي، والمجهزين بأسلحة وبقدرات عسكرية حساسة، اضافة لاستفادتهم من دعم ومساندة لوجستية وعسكرية، مباشرة وغير مباشرة من وحدات جيش العدو الاسرائيلي.

ميدانياً

– يتأمن الترابط الميداني الكامل بين دمشق والحدود مع قسم مهم من الجولان المحتل.

– يكتمل تحرير كامل خط الحدود مع لبنان، حيث كان محور “مغر المير – بيت جن” وامتدادا الى الحدود الشرقية لسفح جبل الشيخ ومرصد المرتفع 2222 المحتل من العدو الاسرائيلي، يشكل ثغرة ميدانية حساسة وخطرة، تؤثر سلبا على الامن في لبنان وفي سوريا بنفس الوقت.

– تتأمن شروط المدافعة والحماية الآمنة لبلدة حضر، التي كانت تتعرض دائما لهجومات واعتداءات خطرة، لما تشكله من اهمية ميدانية كنقطة متقدمة بمواجهة العدو الاسرائيلي من جهة، وبمواجهة العناصر الارهابية في ريف القنيطرة، من جهة اخرى.

– تتشكل قاعدة انطلاق واسعة وقوية (ما بين بيت جن حتى خان ارنبة ومدينة البعث)، وتكون صالحة لاي عملية مهاجمة يقوم بها الجيش والحلفاء، بهدف تحرير بقعة جباتا الخشب – الحميدية وامتداداً حتى مدينة القنيطرة.

استراتيجياً

– يتم مسك كامل الحدود بين سوريا ولبنان، وبالتالي يتأمن فصل وإلغاء اي تأثير سلبي على الامن وعلى معركة جيشي البلدين ضد الارهاب.

– تعود سلطة الدولة السورية بشكل مقبول (غير مكتملة جغرافيا)، على الحدود مع قسم من الجولان المحتل، وبالتالي تنحصر عناصر النزاع مع العدو الاسرائيلي (المواجهة العسكرية او تطبيق الهدنة او تطبيق قواعد الاشتباك الدولية) بيد الجيش العربي السوري.

– إضعاف خطوط التواصل والارتباط الميداني واللوجستي بين وحدات العدو الاسرائيلي والارهابيين، الامر الذي سيُفقِدُ هؤلاء ورقة مهمة كانوا يعتمدون عليها في معركتهم بمواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه.

– تثبيت اوسع وأمتن لجبهة محور المقاومة بشكل عام ضد العدو الاسرائيلي، مع امتلاك هذا المحور ميدانا مهما وفاعلا ومؤثرا (جغرافياً – عسكرياً – استراتيجياً) في اي مواجهة مرتقبة.

– تمتلك الدولة السورية نقطة استراتيجية تُقَوّي من خلالها موقفَها، في معركتها ضد الارهاب من جهة، او في معركتها الديبلوماسية لناحية التفاوض حول مشروع اي تسوية سياسية، من جهة اخرى.

وهكذا يمكن تَلمُّس اهمية ما يحققه الجيش العربي السوري ومن ورائه الدولة السورية، في تحرير محور “مغر المير – بيت جن” في ريف دمشق الجنوبي الغربي، حيث يشكل هذا التحرير نقطة ارتكاز ميدانية مرتقبة لمعارك تحرير اخرى جنوبا، تكتمل اهميته وتأثيره الاستراتيجي لمصلحة الدولة السورية في تواكبه مع عملية مرتقبة قريبا شمالا، لتحرير مطار ابو الضهور والتأسيس لتحرير ادلب ومحيطها حتى الحدود مع تركيا.

شارل أبي نادر - العهد

2-4