غزة على أبواب الموت الفعلي اقتصادياً

غزة على أبواب الموت الفعلي اقتصادياً
السبت ١٧ مارس ٢٠١٨ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

يواجه قطاع غزة حصاراً اقتصادياً "إسرائيلياً" وانقسامات سياسية داخلية، تنذر بانهيار سريع للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وفقاً لما أصدره البنك الدولي في تقرير سيقدم للجنة الارتباط الخاصة في بروكسل بتاريخ 20 آذار الحالي.

العالم - مقالات وتحليلات

وأفاد تقرير البنك الدولي بأن الحصار على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات، أدى إلى تدمير القطاع الإنتاجي ومنع الاقتصاد من تحقيق إمكاناته، كما أن معدلات البطالة في غزة سجلت معدلات مرتفعة، إذ بلغت 44 بالمئة في 2017.

ويركز التقرير على طبيعة التدهور الاقتصادي في القطاع، نظراً إلى تراجع السيولة النقدية التي أدت إلى انهيار سريع في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

وأوضح، أنه في الأشهر الأخيرة، شهد نحو ربع سكان غزة انخفاضاً ملحوظاً في مدخولهم، مما خلق أزمة في السيولة أثرت على جميع جوانب الاقتصاد، وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، انهارت القاعدة الصناعية في قطاع غزة، وأصبح الاقتصاد يعتمد على التحويلات من الخارج.

ومن البديهي، أن الحصار الإسرائيلي كان العامل الرئيسي في هذا التدهور، لكن الانقسام الداخلي منذ عام 2007 تسبب أيضاً في إحداث خسائر.

ودعا التقرير إلى التحرك الفوري لوقف التدهور الأخير في نسب دخل سكان غزة، وتجنب الاضطرابات المحتملة من خلال زيادة السيولة في الاقتصاد.

الفقر والأمن

الوضع الحالي في غزة هو نتيجة للحروب الإسرائيلية على القطاع والنزاعات الداخلية، وفي العام الماضي، خفضت رواتب 60 ألف موظف حكومي في غزة بنسبة 30%، وهو ما قلص قدرتهم الشرائية في المتاجر والأسواق بعد سداد قروضهم للبنوك.

وتضاعفت قيمة الشيكات المرتدة إلى المثلين تقريبا في غزة من 37 مليون دولار إلى 62 مليون دولار بين 2015 و2016، ثم ارتفعت مجددا إلى 112 مليون دولار في 2017، بحسب سلطة النقد الفلسطينية.

وساهم انخفاض القدرة الشرائية في هبوط الواردات عبر المعبر التجاري الوحيد الباقي مع إسرائيل، حيث تعبره الآن 350 شاحنة فقط يوميا مقارنة مع 800 شاحنة في الربع الأخير من 2017.

وقام بعض التجار بمبادرة دينية في ديسمبر/ كانون الأول عرضوا فيها شطب ديون العملاء تحت شعار "سامح تؤجر"، دعمتها حماس وفصائل أخرى، لكن حجم الديون كان أكبر بكثير من تلك المبادرة المحدودة.

يمكن القول أخيراً أننا نحن نشهد مأساة حقيقية، غزة تمر بأزمة إنسانية حقيقية، انهيار اقتصادي سيقود إلى انهيار أمني، وهذا سيسبب متاعب للمجتمع الدولي ولـ"إسرائيل" أيضاً وإذا لم تحدث معجزة، فإن المصانع والشركات سوف تغلق أبوابها، وعندها سيحدث الموت الفعلي للاقتصاد، وهنا يبرز دور وسائل الاعلام التي يجب أن تهتم بالقضايا الاقتصادية وإبرازها بجانب القضايا السياسية، من أجل الضغط على المجتمع الدولي؛ لرفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف الإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي. 

* محمد برو