إغراءات سعودية إماراتية لـ"البشير"، ما الهدف منها؟

إغراءات سعودية إماراتية لـ
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨ - ١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية مصرية أن الرئيس «عبدالفتاح السيسي» عرض على نظيره السوداني «عمر البشير»، مساعدات سخية تقدمها السعودية والبحرين مقابل الحد من الاستثمارات والمصالح والتعاون بين بلاده وتركيا وقطر.

العالم - السعودية

جاء ذلك خلال الزيارة التي أجراها «السيسي» للسودان يومي 19 و20 يوليو/تموز الجاري.

الزيارة الأخيرة متعلقة بتحركات رباعي محاصرة قطر، تستهدف العلاقات القوية بين الخرطوم والدوحة.

وقالت المصادر، وهي مقربة من أروقة الحكم في مصر، إن «مشاورات السيسي والبشير تضمنت عرضا (من الأول) بأن يحد السودان من الاستثمارات والمصالح والتعاون مع قطر وتركيا، مقابل تعويضه بحزمة مساعدات سخية تتعهد بها كل من الإمارات والسعودية».

وأضافت، لصحيفة «العربي الجديد» اللندنية، أن ذلك يأتي في إطار «مساع مصرية وخليجية لمحاصرة المصالح القطرية والتركية في تلك المنطقة بعد تنامي النفوذ التركي فيها».

ولفتت المصادر إلى أن السودان «يمثل أهمية بالغة في الوقت الراهن للتحالف السعودي الإماراتي المصري؛ بسبب أهميته في منطقة البحر الأحمر، وباعتباره بوابة مهمة للسيطرة على المنطقة، بعد دخول كل من أبوظبي والرياض سباق شراء نفوذ في منطقة القرن الأفريقي».

وأفادت بأن «السعودية وبعد استمالتها النظام السوداني لاستمرار القوات التابعة للخرطوم في المشاركة في الحرب التي تقودها في اليمن، مقابل حزمة من المساعدات المالية والبترولية، جاء الوقت عليها الآن لضم السودان، للعب دور مساند للتحالف السعودي الإماراتي في مساعيه الرامية إلى بسط نفوذ واسع في البحر الأحمر».

وأوضحت أن ذلك يأتي خصوصا «بعد تمكن الإمارات من لعب دور كبير في إتمام المصالحة التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا عبر تأمين اقتصاد البلدين باستثمارات مباشرة وودائع بالدولار».

ولم توضح المصادر رد «البشير» على الإغراءات السعودية الإماراتية التي عرضها «السيسي».

وأكد «السيسي» خلال لقائه في مقر إقامته في الخرطوم عددا من قيادات ورموز القوى السياسية والمفكرين والإعلاميين السودانيين، حرص القيادتين المصرية والسودانية على «دفع العلاقات الثنائية وإجهاض أي محاولات لتعكير صفو العلاقات بينهما».

وعبّر عن ذلك، أيضا، المتحدّث باسم الرئاسة المصرية، «بسام راضي»، قائلا إن «زيارة السيسي إلى السودان تاريخية، وتمثل استثمارا للجهود التي بُذلت خلال السنوات الـ4 الماضية، والجهود السياسية الكبيرة جدا على مستوى الدولتين، لإعادة صياغة العلاقات بين مصر والسودان وعودتها إلى طبيعتها».

وتخلل زيارة «السيسي» التي تعدّ الرابعة إلى الخرطوم خلال عامين، بحث العلاقات بين البلدين على صعد عدة.

وعلى صعيد الاقتصاد وهو الملف الأكثر إلحاحاً لدى السودان، شهدت الزيارة توقيع اتفاق بين الطرفين على فتح المعابر الحدودية الثلاثية بشكل يتيح تدفّق البضائع المصرية على الحدود السودانية بعد حظر امتد لأشهر، إضافة إلى حركة مكثفة لعبور المواطنين من الجانبين.

كما اتفق الطرفان على إنشاء خط ناقل للكهرباء بتكلفة ستين مليون دولار؛ بحيث تمد القاهرة الخرطوم بـ300 ميغاوات خلال الشهرين المقبلين، على أن يعقب ذلك إضافة 600 ميغاوات في مرحلة لاحقة، لتصل بعد ذلك تباعاً إلى 3 آلاف ميغاوات.

وتسعى كل من السعودية والإمارات، إلى محاصرة الوجود التركي في منطقة البحر الأحمر من جهة، والضغط على قطر من جهة أخرى، في إطار المساعي المستمرة التي يقودها رباعي حصار الدوحة في هذا الاتجاه، والذي يضم كلا من السعودية والإمارات ومصر والبحرين.