وزير خارجية كوريا الشمالية في طهران..الزيارة ودلالاتها

وزير خارجية كوريا الشمالية في طهران..الزيارة ودلالاتها
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

فطم الرئيس الامريكي دونالد ترامب على ازدواجية المواقف منذ ان لمع نجمه في البرامج الترفيهية التي كان يديرها او يقدمها بنفسه. فهو حمل خلقياته هذه المشفوعة بحس السماسرة لينتقل الى البيت الابيض وينقل الولايات المتحدة الى مركز الاعصار بدلا من بر الامان . 

العالم - مقالات 

بدأ ترامب رحلات الانسحاب والفوضى الخلاقة بعد وصوله الى المكتب البيضاوي انطلاقا من اتفاقية باريس ليمر بعد ذلك على مجلس حقوق الانسان ويصل اخيرا وليس آخر بحسب المحللين الى "الاتفاق النووي" مع ايران. الذريعة في جميع هذه الانسحابات انها لا تصب ولا تخدم مصالح واشنطن ، وكأن العالم في كفة وامريكا في كفة اخرى، وان كنا لا ننكر ضرورة تفكير رؤساء الدول بمصالح بلدانهم ولكن التفضيل الذي يصل الى حد الهوس حتى في ابسط الاتفاقيات الدولية التي تخدم العالم اجمع فهو مرفوض من قبل اي عاقل.  هذا الهوس الترامبي لا يقتصر على هذا الجانب فقط بل وكما قال وزير الخارجية الايراني فان هناك جانب اخر من شخصية الرئيس تميل الى فرض الحظر والعقوبات على الاخرين باي ذريعة كانت ، وخير دليل على ذلك العقوبات المفروضة على روسيا والصين والدول الاوروبية وايران وكوريا الشمالية والقائمة تطول. 

وهنا نريد التركيز على اوجه الشبه بين البلدين الاخيرين اي ايران وكوريا الشمالية وزيارة وزير خارجية الاخيرة الى طهران ولقائه بكبار المسؤولين ودلالاتها بحسب المراقبين .

وجه الشبه الاول وان كان مع الفارق هو البرنامج النووي . كوريا الشمالية وصلت الى مراحل متقدمة ف المجالات النووية، وبناء على اخبار غير رسمية نجحت ايضا في اختبار قنبلة نووية . اما ايران وتاسيسا على البيانات الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تخرج نشاطاتها النووية عن مسارها السلمي . ترامب يحاول سحب البرنامج المكتمل نسبياً من الاولى وسدّ الطريق أمام الثانية . 

اما وجه الشبه الثاني فهو التهديد والوعيد قبل الدعوة الى التفاوض .  وافضل ما قبل في هذا المجال نقله موقع "بلومبرغ" حيث اشار إلى ان ترامب هدّد وتوعّد وأخرج مصطلحات القاموس البذيء قبل لقاء كيم جونغ أون، ليتبخّر العداء المستعر مع لقاء الاثنين. وكذلك الحال مع ايران، إذ استعرت التصريحات خلال الفترة الاخيرة بينه وبين إيران، ليعود جو "النار والغضب" إلى الهدوء ويتخلله دعوة ترامب للقاء روحاني.  

لذلك توقيت زيارة المسؤول الكوري الشمالي قد يكون ملفتا حيث انه بحسب المحللين تحاول بيونغ يانغ ايصال رسالة إلى واشنطن، مفادها عدم ثقتها بالاتفاقيات التي تعقدها ، لا سيما في عهد ترامب، خاصة بعد انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران في مايو الماضي . فاللقاء بمعنى اخر تنسيق بين بلدين يواجهان عدوا واحدا يحاول فرض ارادته عليهما، لكنه واجه الفشل لحد الان لانه لم يتعلم من اولويات السياسة والدبلوماسية سوى البلطجة . 

ملخص الكلام كما قال الوزير ظريف هو انه " لا احد يؤمن بجدية الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتفاوض... وإن ايران لم نذهب إلى طاولة المفاوضات مطلقا، وإنما الطرف الآخر هو الذي أتى للتفاوض، لأنه أدرك أن الضغوط والحظر لا يمكنهما تغيير سياسة إيران" والحال كذلك بالنسبة لكوريا الشمالية .

قناة العالم/أحمد سعيد