بخروجه من الاتفاق النووي..

ترامب أفقد ثقة الحلفاء بواشنطن قبل الأعداء

ترامب أفقد ثقة الحلفاء بواشنطن قبل الأعداء
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٨:١٤ بتوقيت غرينتش

أكثر من ثلاثة اشهر مضت على خروج واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعته المجموعة السداسية الدولية مع ايران عام 2016، ومن حق المرء أن يتساءل: هي النتائج التي حصدها ترامب من هذا الخروج؟

العالم- تقارير 

وخلال نظرة عابرة على التطورات التي شهدها العالم بعيد خروج ترامب من الاتفاق حتى اليوم يجد الباحث ان امريكا فقدت ثقة حلفائها بها قبل أعدائها، جراء السياسات غير المنطقية التي يتبعها ترامب. وللوصول لحقيقة هذا الامر لايحتاج الباحث للكثير من الدلائل والشواهد، ويكفي ان يراجع آراء الساسة الامريكيين انفسهم قبل غيرهم ليجد اصداء سياسات ترامب في الداخل الامريكي قبل الخارج.

اما فيما يخص الإتفاق النووي، وبالرغم من انه كان اتفاقا رأت المنظمة الاممية انه يستحق الدعم، وان يتم تسجيله كأفضل وثيقة تدعم الأمن والسلم العالميين، بتأييد من مجلس الامن الذي اصدر القرار 2231 بشأنه، فإنه أصبح قرارا محترما للدول الموقعة عليه على اقل تقدير. ومن المفترض أن كل حكومة عليها احترام ما توقعه حكومة بلادها التي سبقتها للسلطة. لكن ترامب بسياساتها المتهورة ضرب كل الأعراف بعرض الجدار وراح يكتسح كل المجالات والشخصيات التي تعارض سياساته بدء من مستشاريه، الى وزرائه، وقد يطول الكلام اذا تابعنا التغييرات التي أدخلها ترامب على هيكلية حكومته على أقل من ثمانية عشر شهرا الماضية.

المهم ان الساحة الأمريكية بكل ساستها ومفكريها تؤكد ان سياسات ترامب لا تستند الى اي منطق أو عقلانية، وانه لايفكر سوى بمخالفة ما أنجزه سلفه باراك اوباما بالنسبة للتعامل مع الدول المناهضة للسياسات الامريكية وفي مقدمتها ايران الاسلامية.

وفي هذا الإطار أكدت كبيرة مستشاري الوفد الأمريكي المشارك في مفاوضات السداسية الدولية مع ايران السيدة وندي شرمن في صحيفة "فورين أفيرز" الامريكية: ان ترامب لاتهمه نتائج تصريحاته وإنعكاساتها، ولايأخذ بنظر الإعتبار الظروف الراهنة، الأمر الذي أدى الى خروجه من الاتفاق النووي الذي وقعته امريكا مع المجموعة الدولية مع ايران، بعد عام من دخوله البيت الابيض، وفقدان امريكا لأي فرصة لمواصلة الحوار مع ايران. وأضافت شرمن انها كانت تتوقع خروج ايران من الاتفاق قبل أمريكا لكنه حدث العكس.

وقد ختمت شرمن مقالها بالقول ان ما فعله ترامب تجاه ايران هو انه جعل قضية ايران تصبح مشكلة اكثر تعقيدا لدى الساسة الامريكيين، وبذلك فقد الحفاء قبل الأعداء ثقتهم بأمريكا.

هذه التصريحات ومن قبل شخصية امريكية شاركت في المفاوضات يعكس الكثير من المشاكل والإختلافات التي يعاني منها الساسة الأمريكيين منذ وصول ترامب للسلطة، وابرزها تراجع المكانة التي كانت تتمتع بها الولايات المتحدة الامريكية بين حلفائها وخاصة في منطقة الشرق الاوسط. وان لجوءها وعملائها للعمليات العسكرية ضد الشعوب التي ترفض البقاء تحت وصايتها، ودعم الجماعات الارهابية لتمزيق البلدان المارقة عن سطوتها خير دليل على ذلك.

وما فشل المخططات الامريكية في أفغانستان وسوريا والعراق الا دليل واضح على فشل ما ينتهجه سمسار البيت الابيض من سياسات متهورة. وهذا ما سيدفع امريكا للإنحسار داخل حدودها وفقدانها المكانة التي تتمتع بها كأبرز قوة عالمية تفعل ماتشاء على حد زعمها.

* عبد الهادي ضيغمي